"فيلم مرسوم بدقة، وسيناريو مكتوب، نفذته أذرع العسكر الإعلامية"، هذا الوصف أطلقه ناشطون على عملية سيطرة الجيش على هضبة الأهرامات، مؤكدين أن "الفيلم، الذي أدارته الشؤون المعنوية وأذرع عباس كامل، بدأ منذ أيام بفيديو لأحد المواقع، صوره صحافيون لعملية بيع لحجارة الأهرامات مقابل نقود".
وتلقفت اللجان الإلكترونية الفيديو، فنشرته على نطاق واسع، وفي تطور سريع، يصبح الفيديو وبيع الأهرامات حديث كل برامج "التوك شو". وتصبح رئيسة تحرير "دوت مصر" الجديدة، بين ليلة وضحاها ضيفة كل البرامج، في حملة منظمة، تتوالى بدخول "المصري اليوم" على الخط، فتنشر تصريحات لفاروق حسني، وزير ثقافة مبارك، يدعو الجيش للسيطرة على منطقة الأهرامات، في تسويق للفكرة، وجس نبض الشارع حولها، تحت غطاء أنها الحل الوحيد من وجهة نظره لوقف السرقات وبيع أحجار الهرم.
وكما رصد "العربي الجديد" أمس، المغزى وراء التصريح، من تفاعل الناشطين معه، وتوقعه بأنه لا يعدو مجرد جس نبض لفكرة سيطرة الجيش، لم يمر إلا يوم واحد فقط، لتعلن وزارة الآثار إسنادها عملية تطوير منطقة الأهرامات لإحدى الشركات التابعة للقوات المسلحة.
وحاول أهالي نزلة السمان، المتهمون بالتورط في بيع أحجار الهرم، في لقائهم مع وائل الإبراشي في برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم"، الدفاع عن أنفسهم، ونفي التهمة عنهم، وطرحوا السؤال الذي فرض نفسه: "لو كنا راغبين في بيع حجارة الأهرامات، لماذا لم نقم بذلك وقت الانفلات الأمني عقب ثورة يناير، وعدم وجود داخلية، أو أية حماية لمنطقة الأهرامات، ولماذا يتم البيع في هذا التوقيت، والمفترض أنه عادت فيه قوات الأمن لحماية أهم آثار مصر بل والعالم؟"
منصات التواصل، التي كان لها دور الأسد في رصد تسويق سيطرة الجيش على هضبة الأهرام، أكملت التفاعل مع "الفيلم الهابط" الذي صنعته الأذرع. وقاد التفاعل المدون، وائل عباس، الذي علق قائلا: "قالك إسناد تطوير منطقة الأهرامات للجيش! الجيش أخد حديقة سوزان مبارك للطفل، خلى التذكرة بخمسين جنيه والباركينغ بعشرة جنيه".
وسخر محمد عاطف: "تطوير منطقة الأهرامات يذهب إلى شركات الجيش! كوين بتاعت المكرونة هتطور الآثار، عظيمة يا مصر يا أرض اللواء". ووافقه هيثم وقال: "لما الجيش يطور منطقة الأهرامات يبقى وزارة الآثار تقفل والدكاترة بتوع الترميم المصريات والهجص ده وكله يروحوا يشتغلوا في الاقتصاد المنزلي".
اقرأ أيضاً: حسني يروج لتحكم الجيش بالأهرامات...وناشطون: والله ما حكم عسكر