مرشحون راهنوا على مواقع التواصل في المغرب

06 سبتمبر 2015
انتخابات المغرب (Getty)
+ الخط -
اتّسمت حملة الانتخابات المحلية في المغرب، والتي انتهت منتصف ليل الخميس-الجمعة الماضية، بمستجد رئيسي يتمثل في لجوء العديد من الأحزاب ومرشحيها، لا سيما القيادات والأسماء الوازنة، إلى خدمات منصات إلكترونية حديثة، من قبيل مواقع التواصل.
وفطن العديد من مرشحي الأحزاب السياسية المتبارية في المغرب إلى أهمية "شعب فيسبوك"، كما يحلو للكثيرين تسميته، باعتبار أن هذا الموقع الأزرق لصاحبه مارك زوكربيرغ، يجذب ملايين المغاربة، خاصة من شريحة الشباب، حتى إن البعض يعتبر فيسبوك أكبر حزب في البلاد.
وبحسب الأرقام الرسمية، فإن أكثر من 9 ملايين مغربي لديهم حسابات على فيسبوك، أكثر من 80 في المائة منهم شباب، كما أن عدد المشتركين في خدمة الإنترنت انتقل من أقل من أربعة ملايين سنة 2012، إلى أكثر من عشرة ملايين عند نهاية 2014.
وطيلة أيام الحملة الانتخابية، التي دامت زهاء أسبوعين، تهافتت قيادات أحزاب سياسية معروفة في المغرب، ووزراء وشخصيات سياسية رفيعة، على صفحات فيسبوك، من أجل استقطاب أصوات جديدة، كما جعلوا منها منصات لعرض مواقفهم وبياناتهم، ودعواتهم للناخبين بالتصويت لفائدتهم.
منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة السابق، والذي ترشّح للانتخابات المحلية في مدينة الدار البيضاء، أحد الشخصيات السياسية التي لجأت بقوة إلى موقع فيسبوك، حيث حرص على تحديث صفحته الشخصية على مدار اليوم، من خلال عرض جولاته ولقاءاته مع سكان المناطق التي ترشّح فيها باسم الحزب الذي ينتمي إليه.
ويقول بلخياط لـ"العربي الجديد" إن الوسائط التكنولوجية الحديثة لم تعد من الكماليات، أو من الأمور التي يتسلى بها المرء، بل باتت عنصرا محوريا في الحياة اليومية للكثير من الناس، خاصة لدى فئة الشباب، وهو ما جعله حريصا على التواصل معهم عن طريق صفحته في الموقع الأزرق.
وأردف بلخياط بأنه عدا لقاءاته المباشرة التي يحتك فيها بالسكان ليعرف حاجياتهم خلال الانتخابات المحلية والمناطقية، وماذا ينقص أحياءهم وشوارعهم، ومن ماذا يعانون، فإنه يخصص وقتا غير يسير للاطلاع على ما يصله من أصداء وطلبات واقتراحات عبر صفحته على فيسبوك.
ويرى الباحث في التكنولوجيات الحديثة، معاذ براهمي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن فيسبوك وتويتر ويوتوب، وغيرها من المنصات الإلكترونية، صارت ورقة رابحة لدى العديد من زعماء الأحزاب السياسية، يمكنهم من خلالها جذب العديد من أصوات الشباب الذين يعيشون بين خيوط الشبكة العنكبوتية.
ولفت الباحث ذاته إلى أن رئيس الحكومة المغربية، عبدالإله بن كيران، رغم إقراره بجهله لطريقة الإبحار في مواقع التواصل الاجتماعي، وبأنه لا يدخل فيسبوك، لكنه اقتنع بأهمية هذه المنصة الإلكترونية في عالم السياسة والانتخابات، حيث خصص فريقًا خاصًا ليدير صفحته الرسمية على موقع فيسبوك.
وبدوره اغتنم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال والمعارض الشديد لرئيس الحكومة، فرصة تواجده في الموقع الأزرق ليكثف من تواصله مع رواد الفيسبوك، ويقدم لهم تفاصيل أنشطته الانتخابية، ويبسط البرامج الانتخابية للعديد من أبرز مرشحي حزبه في هذه الانتخابات.

اقرأ أيضاً: انتخابات المغرب.. مثقّفون بلا انتظارات