إدانات للحكم على صحافيي "الجزيرة"...ومنظمة مؤيدة للسيسي تطالب بالعفو

29 اغسطس 2015
C2ADF484-456E-44D8-95EF-C04D51CD2F3C
+ الخط -
إدانات حقوقيّة عدّة توالت بعد الحكم على صحافيي "الجزيرة" في القضية المعروفة إعلامياً بـ"خلية الماريوت". وقضت محكمة جنايات القاهرة السبت، بالسجن المشدد ثلاث سنوات لـ6 متهمين في القضية، من بينهم صحافيو قناة "الجزيرة"، الكندي محمد فهمي، والأسترالي بيتر غريستي، والمصري باهر محمد، وبراءة اثنين هما خالد عبدالرحمن ونورا البنا.


وكان لافتاً، مطالبة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، الموالية للنظام الحاكم في مصر، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالعفو الرئاسي عن صحافيي الجزيرة. وأعربت المنظمة المصرية عن "قلقها البالغ إزاء استمرار سياسة الحبس تجاه الصحافيين، والتي تتعارض جملة وتفصيلاً مع الدستور المصري والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"؛ وعليه طالبت السيسي بإنفاذ الدستور بما في ذلك المادة رقم 155، والتي تمنح رئيس الجمهورية الحق في العفو عن العقوبة متى كان الحكم نهائياً والعفو عن العقوبة التي صدرت بحق هؤلاء الصحافيين والاكتفاء بالفترة التي تم قضاؤها داخل السجون.
وأكد رئيس المنظمة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (منظمة حكومية) حافظ أبو سعدة، أن إحالة العديد من الصحافيين والإعلاميين إلى التحقيق تهدد حرية الرأي والتعبير، مشدداً على أهمية إجراء مراجعة شاملة للقوانين المختلفة المتعلقة بتقييد الحريات الإعلامية وحق الصحافي والإعلامي في الحصول على المعلومة ونشرها.

اقرأ أيضاً: مصر: السجن المشدّد 3 سنوات لصحافيي "الجزيرة"


من جهته، عبّر المرصد العربي لحرية الإعلام، عن صدمته إزاء الحكم، معتبراً أنه "مخالفة واضحة لنص المادة 71 من الدستور المصري الصادر في عام 2014، والذي يجرم الحبس تماماً في قضايا النشر والإعلام".

وقال في بيان: "هذا الحكم المغلظ هو رسالة جديدة للوسط الصحافي والإعلامي في مصر بأنه لا مجال بعد اليوم لحرية الصحافة ولا مجال لحرية التصوير والبث حتى وإن حمل هؤلاء الصحافيون تراخيص رسمية كما كان الوضع مع صحافيي الجزيرة الذين امتلكوا تصاريح عمل رسمية كمراسلين أجانب من المركز الصحافي بالهيئة العامة للاستعلامات، وهي الجهة الرسمية المخولة بمنح تلك التصاريح".

وأضاف: "يؤكد هذا الحكم قناعة أصبحت راسخة عالمياً أن ممارسة العمل الصحافي في مصر، أصبحت جريمة تعرض صاحبها للمساءلة، كما أن هذا الحكم كاشف لرؤية السلطة القائمة للصحافة والصحافيين واعتبارهم مجرد أذرع تنفذ ما يملى عليها من دون مراجعة أو اجتهاد، وهو ما تمت شرعنته في نصوص قانونية صدرت مؤخراً في قانون مكافحة الإرهاب الذي منع نشر أي روايات تخالف الروايات الرسمية للأحداث، في تكريس لإعلام الصوت الواحد، وهو النموذج الذي صاحب دوماً الحكم العسكري منذ مطلع الخمسينيات في مصر".

ونبه إلى أن هذا الحكم الذي صدر اليوم ليس الأول، فقد سبقته أحكام عدة بحبس العشرات من الصحافيين والإعلاميين المصريين بتهم مشابهة، محذراً من أن "هذا الحكم لن يكون الأخير في ظل أجواء تتربص بالصحافة وحريتها، وتستهدف إعادة الصحافيين المصريين إلى بيت الطاعة العسكري"، وفقاً للبيان.

وطالب المرصد جميع المنظمات والهيئات المعنية بحرية الصحافة في العالم للتحرك السريع لإنقاذ الصحافة المصرية من مستقبل حالك السواد يشي بحبس المزيد من الصحافيين لينضموا إلى 110 صحافيين وإعلاميين يقبعون حالياً خلف الأسوار، ويشي بإغلاق العديد من الصحف والقنوات إما بإجراءات أمنية كما حدث مؤخراً مع بعض الصحف المحسوبة على السلطة الحالية (صوت الأمة - المصري اليوم - الوطن - الصباح - المصريون) أو نتيجة غياب الحرية وأجواء المنافسة الحقيقية التي تصرف الجمهور عن وسائل الإعلام المصرية، وهو ما بدأ يحدث فعلاً عبر تخلص بعض المجموعات التلفزيونية من بعض القنوات وعشرات العاملين فيها وتحول بعض الصحف إلى الطبعات الإلكترونية فقط.


كذلك دانت "اللجنة الدولية لحماية الصحافيين" القرار، معتبرةً أنّه تسبّب بآلام كبيرة للصحافيين، وأنّه اتُّخذ من دون وجود أي أدلة. وأشارت إلى أنّ ذلك يعكس المخاطر التي يواجهها الصحافيون في مصر، موضحةً أنّ نحو 22 صحافياً في السجون المصرية، بحسب إحصاءاتها.


اقرأ أيضاً: دفاع "الماريوت": الطعن خلال 60 يوماً...ومصير فهمي بيد السيسي

ذات صلة

الصورة
جواز سفر مصري - مصر (إكس)

مجتمع

أُحيل محامٍ مصري إلى المحاكمة الجنائية بتهمة تزوير محرّرات رسمية وجمع أموال من عائلات سوريّة في مصر، وذلك في مقابل إتمام إجراءات الجنسية المصرية المنتظرة
الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
المساهمون