إليزابيث ليفي والهجوم على قطر: عنصرية بلا حدود

10 يونيو 2015
لا تخفي الصحافية الفرنسية صهيونيتها (تويتر)
+ الخط -
تعتبر الصحافية، إليزابيث ليفي، مؤسّسة ومديرة موقع ومجلة "كوزور causeur"، الشهرية، من أشد الصحافيين والصحافيات في فرنسا عداءً للعرب، ومن أكثر الصحافيين دعوة إلى التقارب مع حزب "الجبهة الوطنية" العنصري المتطرف. وقد كرّست لهذا التقارب، أخيراً، حواراً طويلاً مع رئيسة الحزب، مارين لوبين، الغرض منه المساعدة على تقبّل هذا الحزب في المشهد السياسي الفرنسي وتنظيم علاقات طبيعية مع إسرائيل، نظراً إلى ناشط ليفي الكبير في مجال مساندة الاحتلال.

وقد انتهزت الصحافية الدعوى القضائية التي رفعتها السفارة القطرية ضد الرجل الثاني في حزب الجبهة الوطنية، فلوريان فيليبّو، بسبب اتهاماته دولة قطر والسعودية، وكتبت في موقعها الإلكتروني مقالاً بعنوان مستفز وخبيث: "هل انتصرت دولة قطر على روحية شارلي".

تخلط ليفي، والتي لا تخفي صهيونيتها وهي التي تستقبل، كل أسبوع، ألان فينكلكروت، في مقالها بين "شارلي إيبدو" وبين قطر، وتتعجب لأن دولة قطر تهبّ بسرعة، لتدافع عن حقوقها وعن سمعتها وكرامتها. ويزداد عجبها وحنقها لأنه لم ينضمَّ إلى جوقة فيليبّو وجوقتها أحدٌ. "لا أحد يحتجّ، ولا أي صاحب روح طيبة من اليسار يهبّ ليدافع عن حرية خصومه. لا أحد". وتضيف: "ولا صحافي واحد يعرف أن الأمر يتعلق بحريته هو". وتنتقد من تُسمّيهم "مقاومي الأمس"، حين يُصرّحون على قناة "كنال بلوس": "الحقّ هو جزءٌ من الديمقراطية. ودولة قطر لها الحق في الهجوم حين ترى أنها تتعرض للتشويه".

اقرأ أيضاً: "شارلي إيبدو" تنتقم من الصحافية المغربية زينب الغزوي 

ثم تهاجم الصحافية تنظيم دولة قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم سنة 2022، قبل أن تعود إلى "شارلي إيبدو"، فتتساءل عن أصدقائها الذين ساندوا "شارلي" أثناء محاكمة الرسوم الكاريكاتورية، وعن كل هؤلاء الذين قالوا، إنهم في فرنسا أحرارٌ في انتقاد الأقوياء.
وما أغاظها في الأمر أكثر، هو "لماذا قررت دولة قطر الدفاع عن مصالحها وسمعتها وكرامتها، ولم تفعل ذلك دول ومنظمات وجمعيات أخرى... وتشعر ليفي بالإحباط الشديد لأنه "في يوم الجمعة الأخير، وفي اللحظة المحدَّدَة التي علمنا فيها بوجود متابعة قضائية ضد فلوريان فيليبو، كان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، يقابل رئيس الخطوط الجوية القطرية..".

وعبّرت عن قلقها لأن قطر استعانت بمحامين مرموقين، مثل جان بيار مينيارد، الذي اعتبرته "صديقاً مقرباً جداً لفرانسوا هولاند"، وفرنسيس سبينر، المقرب، هو الآخر، من الرئيس السابق جاك شيراك. كما أنها استهجنت بعنصرية طافحة مواقف السيدة آن هيدالغو، عمدة باريس، التي عبّرت عن سعادتها للتعاون مع دولة قطر، وللتشجيع التي تحظى به رياضة كرة القدم النسائية في قطر.

لا تزال إليزابيث ليفي تصرّ على أنها من اليسار الفرنسي، ولكنها تكتشف أن "لا أحد من اليسار سيؤازر فلوريان فيليبو"، ومن المؤكد، أن غضبها استفحل حين قرأت تصريحات جاك لانغ، الوزير الاشتراكي السابق ورئيس معهد العالم العربي وهو يقول: "أؤكد أن دولة قطر لا تشارك لا من قريب ولا من بعيد، لا الأمس ولا اليوم، في تمويل أنشطة إرهابية".
لا يمكن للسيدة ليفي أن تشكك في يسارية جاك لانغ ولا في تشدده العلماني، وهو الذي تجرّأ على وضع "نحن شارلي" على واجهة معهد العالم العربي، أيام كانت توجد في فرنسا "وحدة وطنية" و"روح 11 يناير"، والتي اختفت، الآن (تتحسر ليفي)، من المشهد تماماً.

اقرأ أيضاً: فرنسا ليست كلها "شارلي"