الملاك الباسم #فريد_إسماعيل يفضح "خِسّة" داخلية الانقلاب

14 مايو 2015
+ الخط -
"قتلوك يا ولدي.. منعوا عنك العلاج.. لم يستطيعوا كسر إرادتك.. لم يستطيعوا إخفاء ابتسامتك.. هزمهم صمودك.. فما كان لهم إلا أن يقتلوك.. عسى يخف صداعك في رؤوسهم"، هكذا تخيّل أحد النشطاء مصر وهي تنعى الدكتور فريد إسماعيل، والذي قضى نحبه في سجون الانقلاب بعد أن تعرض لغيبوبة مفاجئة، ثم تُرك دون علاج لتوافيه المنية على يد نظامٍ لم يعرف حُرمة الموت من قبل حتى يعرفها الآن.

تظاهرة رثائية، أُطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، فور انتشار خبر وفاة فريد إسماعيل، وغطت صور الراحل البشوش وابتسامته، صورة الملف الشخصي لكثير من الناشطين، تعبيراً عن تضامنهم مع ضحية جديدة من ضحايا داخلية الانقلاب.

الإعلامي أسامة جاويش، اتصل هاتفياً بزوجة "شهيد الداخلية"، وفقاً لتعبيره، عبر برنامجه على قناة "مكملين"، والتي ضربت بدورها مثلا في الثبات والإيمان، موجهةً رسالة للنظام: "لن يهزمنا الموت"، واللافت أنها نفت في اتصالها، مرض الدكتور فريد إسماعيل، وأكدت أن صحته كانت جيدة لوقت قريب، حتى بدأت في التدهور الغريب مؤخراً.

ونقلت زوجة الراحل عنه نفيه وجود تليّف في الكبد لديه، وهي رواية الداخلية الرسمية عن وفاته، وتساءلت أين الإنسانية في نقله وهو في غيبوبة من سجن العقرب لمحكمة الزقازيق ليحضر جلسته، وكيف يتحمل في الحالة التي وصل لها نقله لهذه المسافة في إسعاف، ملقيةً اللوم على السلطات في وفاته، داعية إلى فتح تحقيق تعرف منه كيفية وفاته بعد أن كان بصحة جيدة.

وعلى مواقع التواصل، ولاسيما "تويتر"، احتل وسم باسم #فريد_إسماعيل مركزاً متقدماً في تغريدات الناشطين، في مناقب ورثاء الفقيد، وصوره مبتسما، ونشروا آخر مقاطع فيديو له، وكذلك هجوماً شديداً على السلطات التي حمّلوها المسؤولية المباشرة عن وفاته.
وطالبت "نجوى" مؤيدي السيسي بعدم الشماتة في موت إسماعيل وقالت "دكتور فريد إسماعيل إخواني ماشي، لكنه إنسان، ولما بيتحكم على مجرم بالإعدام وبيلاقوه مريض بيتعالج الأول وبعدين ينفذو حكم الإعدام، إنما يكون مسجون ومريض ويهملوا فيه لغاية ما يموت لا سايبينه يعالج نفسه ولا يعالجوه، ده يبقى منتهى القسوة والجبروت، بني آدم وروح ماتت علشان أهملت علاجها ماينفعش نشمت في موته لأننا مختلفين معاه سياسيا، سيب نفسك تعيش إنسان".
وعلى الجانب الآخر، كشف الحساب الرسمي لقناة "مكملين" سوء المعاملة التي تلقاها إسماعيل في محبسه رغم أنه قام بالإشراف بنفسه على تطوير قانون الشرطة، وقال "دكتور فريد إسماعيل دفع تمن إشرافه على ملف تطوير أداء الشرطة في دستور 2012 الشرعي، لم ينحن لسجان جبان، ولا منقلب خسيس، حتى أسلم روحه الطاهرة إلى بارئها صامدًا مجاهدًا".

وروى النائب البرلماني السابق محمد العمدة في شهادته عن الفترة التي قضاها مع إسماعيل بسجن العقرب عبر حسابه على "تويتر" وقال "كنت في الغرفة المجاورة لغرفته، كان ملاكاً يمشي على الأرض، قرآن صلاة رضا بالقضاء، كان يصمم على أن يوقظني لصلاة الفجر كل يوم بالطرْق على الحائط الفاصل بيننا، ويقرأ للعنبر كله دعاء الغروب كل يوم، رغم قسوة الحبس الانفرادي وحرماننا من وسائل الإعلام لم يكن يشعر بالانزعاج مثلي ويردد دائما نحن هنا في رحمة الله، كانت أزمته أن التحاليل وقياسات الضغط تؤكد حاجته للعلاج خارج السجن لدى طبيبه الخاص أو مستشفى متميز لكن لا مجيب، كان يكرر على الضباط طلب علاجه خارج السجن لتدهور نتائج التحاليل، ولكن لم تكن لحياة أحدٍ منّا قيمة لدى شرطة الاحتلال".

اقرأ أيضاً: مصادرة أعداد صحيفة "الوطن": محدش أقوى من السيسي

ووصف الدكتور محمد الجوادي الفقيد بكل الشيم الجميلة وقال "فريد إسماعيل كما عرفناه: ناسك قانت.. سياسي مثالي.. نائب خدوم.. رجل دولة.. حزبي معطاء.. إخواني صبور.. صيدلي شريف.. شرقاوي أصيل.. جندي مجهول.. ملاك بشري".

ولم يقتصر الرثاء على المصريين فقط، بل رثاه البرلماني الكويتي ناصر الدويلة قال: "استشهاد فريد إسماعيل في السجن.. ما السجن عار أن يحل به الفتى.. عفّ الميامن طيب الأيسار.. إن قبل للأشرار شيد بناءه.. فعلام أصبح منزل الأخيار".

بدورها، قصّت "حلا" موقفاً ينم عن أخلاق إسماعيل، وقالت "عندما تم القبض عليه، وأثناء سير سيارة الترحيلات، قامت بعمل حادث وتعرضت للانقلاب، لم يهرب ولكنه قام بمعالجة الجرحى والمصابين".

ولفت سامي الطحاوي إلى مفارقة غريبة وضعت إعلام السيسي في مأزق، بالقول "جرت العادة أن صحف الطواغيت حين تنشر صورا لأهل الحق تختار أسوأ اللقطات لتعطي انطباعا سيئا عن خصمهم، #فريد_إسماعيل ملاك باسم الوجه من أي زاوية".
المساهمون