التغريبة الفلسطينية... بالإنكليزية

06 ابريل 2015
محمد عرفات مع روايته (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
دفعت الحروب العسكرية الثلاث، التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار السنوات السبع الماضية، الشاب الفلسطيني، محمد عرفات (22 عاماً)، إلى كتابة رواية أدبية باللغة الإنجليزية، تلخص معاناة الشعب الفلسطيني منذ نكبة التهجير عام 1948 إلى الحرب الأخيرة على القطاع صيف 2014.

وتعد رواية "ما زلت أعيش هناك" الأولى من نوعها التي تكتب بقلم فلسطيني من غزة وباللغة الإنجليزية، ساعية إلى إيصال تفاصيل القضية الفلسطينية إلى الجمهور الغربي، الذي يتعرض باستمرار لدعاية إسرائيلية مزيفة تقلب الحقائق، وكاشفة في الوقت ذاته عن بعض القصص الواقعية، التي حدثت مع عرفات وعائلته أثناء الحرب.

ويقول عرفات لـ"العربي الجديد" إنه حاول استغلال قدرته على الكتابة باللغة الإنكليزية في نصرة قضيته الفلسطينية وتعزيز مصداقيتها عند الجمهور الغربي، خاصة لدى أصدقائه الأجانب على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتبدأ الرواية، (114 صفحة ــ خمسة فصول)، بسرد تفاصيل المعاناة التي مرت بها عائلة عرفات بعدما خرجت مجبرة من بيتها في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، أثناء الحرب الأخيرة، بحثاً عن الأمان في ظل استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية بيوت المدنيين من دون سابق إنذار.

ويضيف عرفات: "لم أكتف بطرح قضية الهجرة واللاجئين، بل تطرقت إلى قضية القدس، ومعاناة الأسرى الفلسطينيين، بعدما يسجن بطل القصة رمزي، الذي استوحيت اسمه من اسم صديق لي استشهد خلال حرب 2009، إلى جانب الحديث عن جمال أرض فلسطين وحتمية العودة إلى الأرض المسلوبة بعد تحريرها"..

ويبين عرفات أن البطل يظهر في الفصل الثالث، عندما يهاجر مع عائلته من مدينة يافا إلى غزة، وفي طريق الهجرة يذهل من حجم الدمار الذي سببه الاحتلال في المباني والأشجار، فضلاً عن انتشار الجثث على جانبي الطريق. الأمر يصيب الوالد بالصدمة وتزيد المعاناة بعدما تضيع الأم وسط حشود النازحين.

ثم تنتقل الرواية إلى تشكيل رمزي مجموعة لمقاومة الاحتلال مع صديقه أحمد، الذي تعرف عليه حديثاً، وبعد أيام يعتقلان ويودعان السجن، ليتحدث عرفات حينها عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، بعدما يشير إلى أن رمزي وجد أمه بين خيام اللاجئين، التي نصبتها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

إقرأ أيضاً: مروة الحلو ترسم جراح غزة... كاريكاتيرياً


أما الأحداث الأخيرة من الرواية، فتكشف عن هروب رمزي وصديقه أحمد من السجن، وتوجههما للصلاة في المسجد الأقصى، ليقررا العودة خفية إلى غزة، ولكن يكشف جنود الاحتلال الإسرائيلي أمرهما عند الحدود ويطلقون عليهما النار، فيسقط أحمد شهيداً على الفور، ولكن رمزي يتمكن من النجاة والوصول إلى غزة.

ويوضح عرفات أن الرواية تنتهي بعودة البطل إلى مدينة يافا عن طريق البحر، ليتوجه إلى بيته ويجد على أعتابه طفلاً، يخبره رمزي بحقيقة ما جرى وقصة التشرد، فيبكي الطفل من الحقيقة التي علم بها، قبل أن يخرج والده ويقتل رمزي بالرصاص، لتعم المظاهرات أرجاء فلسطين مؤكدة استمرار المقاومة حتى التحرر.

ويلفت عرفات إلى أنه احتاج لنحو ثلاثة أشهر لكتابة الرواية، ولم يجد حينها ناشراً لها، ولكن أحد مراكز النشر الأميركية وافق على نشرها بعد الحرب الأخيرة، مشيراً إلى أنه كتب مجموعة قصص واقعية عن الحرب الأخيرة، ولكنه في انتظار الموافقة على نشرها.
ولم يتمكن محمد من الحصول على الرواية مطبوعة بعد نشرها في الأسواق الأوروبية، إلا بعد نحو شهرين، وذلك بسبب إجراءات الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

إقرأ أيضاً: وردة الشنطي: أوّل إعلاميّة كفيفة في غزّة
دلالات