من مبارك للسيسي... "اللي خلف ممتش"

27 ابريل 2015
(مواقع التواصل)
+ الخط -
"مبارك يُهنّئ المصريين بمناسبة تحرير سيناء"، ليس هذا عنوان جريدة "الأهرام" إبّان فترة حكم المخلوع حسني مبارك الثلاثين، ولكنّه عنوان المداخلة الهاتفية التي قام بها مبارك مع قناة "صدى البلد" بعد أربع سنوات من ثورة المصريين عليه.

وفوجئ متابعو قناة محمد أبو العينين، أحد كبار رجال أعمال مبارك، بالمذيع "الفلولي" المقرب من أجهزة الأمن أحمد موسى، بالإعلان عن مداخلة مبارك معه عبر الهاتف، بمناسبة أعياد تحرير سيناء.

مبارك أثناء المحادثة، بدا وكأنّه "الزعيم"، أو ما زال رئيساً... بدا عازفاً على نغمة المؤسسة العسكرية، وكونه أحد أفرادها، راوياً قصته مع العسكرية، وكأنه يذكّر الشعب بخطيئته في الثورة على أحد رجال الجيش.

ولم ينسَ مبارك، أيضاً، العزف على نغمة "الإرهاب"، المحببة لدى النظام الحالي، ليؤكّد أنّ أهم إنجازاته التي لم تكن الوحيدة، هي منع الإسلاميين من الوصول للحكم، ملمّحاً لاستعداد "الإخوان المسلمين" للتنازل عن جزء من سيناء أثناء حكمهم.

وكان مبارك حريصاً على إبداء "رسالة الامتنان" ــ المتوقعة ــ للسيسي، والذي أصبح في عهده نجم فضائيات. وأكد مبارك ثقته في حكمة السيسي، داعياً الشعب للوقوف خلفه لمواجهة التحديات التي تحيط بالوطن ومحيطه.

اقرأ أيضاً: مبارك يدخل في وصلة مديح للسيسي.. ويهاجم الإسلام السياسي


المداخلة "فجّرت" ردود فعل عديدة. الإعلامي عمرو أديب انتقد على قناة "أوربيت" ربط المصريين عيد تحرير سيناء بمبارك، وقال: "إيه دور الرئيس مبارك في رفع العلم المصري على سيناء؟ ومال مبارك بعودة سيناء". وأضاف: "الذي انتصر في الحرب محمد أنور السادات الذي تم اغتياله وسط جيشه في أكتوبر/تشرين الأول 1981، وإحنا هننسب حرب سيناء للرئيس مبارك على كيلو متر مربع".

مداخلة مبارك أوحت للإعلامي إبراهيم عيسى على قناة OnTV بالربط بين نظامي السيسي ومبارك، واللذين اعتبرهما عيسى دولة واحدة. واتهم عيسى السيسي بأنه امتداد لمبارك بكل مساوئ نظامه وترهل نظامه الإداري. واعتبر عيسى الفارق الوحيد بين النظامين، هو تغيير "الرُّخامة" التي عادة توضع في واجهة كل مشروع يتم افتتاحه، ليحل اسم السيسي محل اسم مبارك.

المداخلة الهاتفية لمبارك فتحت باباً واسعاً للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً. فقال أحمد موسى على حسابه الشخصي على "تويتر": "أنا مبسوط جداً من كل الرسائل اللي وصلتني بعد ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ اللي عملتها ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺣﺴﻨﻰ  ﻣﺒﺎﺭﻙ، شكراً ليكم".

كما قام خيري رمضان بإعادة نشر تغريدة موسى، التي تحتوي على فيديو المداخلة ليؤكد دعمه لها. كما استقبلت الحسابات المؤيدة لمبارك "الفلول" بحفاوة وفرحة شديدة.

اقرأ أيضاً: الأذرع الإعلامية للسيسي: "يا فاشل يا فاشل"

أما مؤيدو "الشرعية"، فكان معظمهم مهاجماً لها كانتكاسة واضحة لثورة يناير. فعلّق طارق الزمر عضو تحالف الشرعية: "‏لو أردت أن تعرف لماذا كمّموا كل اﻷفواه الشريفة وأسكتوا صوت الحق؟ فاستمع لمداخلة مبارك مع أحمد موسى وهو يمثل دور الشريف ويدّعي البطولة".

لكن المحامي والناشط الحقوقي مالك عدلي، كانت وجهة نظره مختلفة حيث قال: "‏علشان تعرفوا أحنا عملنا إيه في مبارك، تخيلوا إن آخرته يستضيفه واحد زي أحمد موسي بالتليفون ويقوله باستظراف واحشنا".

الحقوقي، جمال عيد، عبر عن غضبه وقال: "مبارك فاسد وديكتاتور، ولو طلعوه في 100 تليفزيون، ولو وصفوه بالتقوى ومدحه الملايين كدابين وحيفضل طين البرك، مع الفاسدين". ووافقه زميله ناصر أمين وقال: "ظهور مبارك في تلك المناسبة، وفي هذه القناة ومع هذا الصحافي... رسالة بالغة الدلالة وقد وصلت بوضوح لثورة 25 يناير أساس المشروعية الجديدة".

سوسن غريب، انتقدت من جهتها، سلمية الثورة الأولى والتي أوصلت المصريين لهذا الحال وقالت: "زعلانين ليه إن مبارك طلع مع أحمد موسى؟ مش انتم بتوع المبادئ ونبهر العالم وسلمية ومحاكم مدنية؟ اهو احنا اللي انبهرنا". وتعجب العريني وقال: "مبارك بيوصّي الشعب اللي ثار عليه في يناير ونزل يكمل ثورته في يونيو بدعم السيسي .. أحيه التويت مش عايزة تتكتب، البهايم عايشين بالتناقض ده إزاي".

وسخرت رانيا: "مبارك في حديثه لمّح إن الإخوان كانوا عاوزين يبيعوا سينا للأعداء، فعلاً الحمد لله ربنا كرمنا وقدرنا نحافظ على سينا وراحت للإرهابيين"، وشاركها خالد حامد وقال: "لو مبارك بيثق في حكمة السيسي، فأنا بثق في تقدير مبارك اللي ماخلهوش يشيل العادلي يوم 25".
وسخر عمرو عبد الهادي من السيسي وقال: "المخلوع مبارك: أشعر بالعزة والفخر في كل ذكرى تحرير سيناء، لاحظ إن كلامك جارح للسيسي قائد أول حرب اعتصام رابعة". وقال رضا: "مبارك بعد ما مات عشرين مرة راجع للحياة وبيمدح في السيسي".
المساهمون