الحوثيون والإعلام: الإبقاء على صوت واحد

28 نوفمبر 2015
تتوسع دائرة الانتهاكات (Getty)
+ الخط -
رفضت مؤسسة الثورة للطباعة والنشر، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثيين طباعة صحيفة "الثوري" الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني. وقالت "الثوري"، في بيان لها، إن المطابع رفضت طباعة العدد المقرر توزيعه الخميس في المكتبات والأكشاك، وطالبتها بـ"مذكرة" من وزارة الإعلام.

وفي السياق ذاته، صادر الحوثيون، أعداد صحيفة الوحدوي من أكشاك ومكتبات المدن الخاضعة لسيطرتها، وبذلك يوقف الحوثيون آخر صحيفتين معارضتين لهما في العاصمة صنعاء. وقالت الصحيفة إن عدداً من مالكي الأكشاك والمكتبات أبلغوها بسحب الحوثيين نسخها، فيما عممت على المدن التي تبسط سيطرتها عليها بمصادرة نسخ "الوحدوي" فيها.

ووصفت هيئة تحرير الصحيفة، في بيان لها، الواقعة بـ"الانتهاك الصارخ لمهنة الصحافة وحرية الإعلام، وإجراءً قمعياً استهدف الصحافة والصحافيين واستمراراً لمساعيها في إسكات المنابر الإعلامية الحرة التي تكشف ممارساتها الوحشية والبشعة بحق الوطن والمواطنين". كما طالبت نقابة الصحافيين والمنظمات الحقوقية المعنية بحرية التعبير التضامن مع الصحيفة ورفض هذا الإجراء الهادف إلى الإبقاء على الصوت الواحد والقضاء على التعددية وحق المواطنين في الحصول على المعلومات.

ويدير الحوثيون منذ سيطرتهم بالقوة المسلحة على العاصمة صنعاء، وزارة الاتصالات التي تمكنوا من خلالها حجب المواقع الالكترونية المناهضة لهم، وإفساح المجال لنشاط وسائل الإعلام التابعة لهم ورفدها.

وحجبت الجماعة المسلحة، موقعي "البديل نت" و"يمن سكاي" المحليين، ووصفا في بيان لهما هذا الإجراء "بالقمعي، ويأتي ضمن سلسلة انتهاكات خطيرة وغير مسبوقة تتعرض لها وسائل الاعلام اليمنية".

واعتبرت سكرتيرة تحرير موقع "البديل نت" فاطمة الأغبري حجب الموقع "تأكيداً على العقلية القمعية التي تتعامل بها ميلشيا الحوثي مع الاعلاميين ووسائل الاعلام، والتي تضاف إلى قائمة انتهاكات الحريات التي مورست في البلد منذ استيلائها على السلطة قبل ما يزيد عن العام".
من جانبه، قال موقع "يمن سكاي" "إن حجبه يأتي ضمن إطار "الحرب المفتوحة" التي يشنها الحوثيون والموالون لصالح ضد وسائل الإعلام، في محاولة منها لحجب الحقيقة والكلمة الصادقة".

وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي، أعلن موقع "الحديدة نت" الذي يبث من مدينة الحديدة تعرضه للحجب عن متصفحيه داخل اليمن، وشرح القائمون على الموقع إن ما قام به الحوثيون يهدف إلى فرض "التعتيم الاعلامي" للأحداث في اليمن عامة وفي محافظة الحديدة خاصة. كما أكدوا أنها لم تكن المرة الأولى التي يتعرض لها، فقد حجبت سلطات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الموقع لنحو عام وأربعة شهر في العام 2011، إبان الانتفاضة الشعبية التي عزلته عن السلطة.

ولم يقتصر حجب المواقع على وسائل الإعلام المحلية، بل تعداها إلى خارج الحدود، إذ أعلن تلفزيون "سكاي نيوز" في بيان له، حجب الحوثيين لموقعهم الالكتروني داخل الأراضي اليمنية، فيما حُجب أيضاً موقع وكالة "رويترز" للأنباء.

وفي المقلب الآخر، تستمر الصحف التابعة للحوثيين وصالح بالصدور، فضلاً عن إصدار مطبوعات جديدة، إلى جانب وسائل الإعلام الحكومية التي تسيطر عليها، حيث أصدر موالون للحوثيون مؤخراً صحيفة "لا".

اقرأ أيضاً: صحافيو اليمن وناشطوه مهددون: 41 انتهاكاً في أكتوبر
المساهمون