تعليق ساخر بـ"رشيد شو" يفجّر الجدل حول أخلاقيات الإعلام

24 مايو 2014
رشيد العلالي بين البرنامج الساخر ومراعاة فئة مجتمعية
+ الخط -

 

لم يكن الإعلامي الشاب، رشيد العلالي، يتوقع أن تثير فقرة فكاهية قدمها في القناة الثانية الحكومية بالمغرب، حول الممرضات، جدلاً واسعاً وصل إلى حد غضب تلك الفئة من مزحته، واحتجاج وزير الصحة ومطالبته القناة ومقدم البرنامج باعتذار.

وكان العلالي، قدم في برنامجه الأسبوعي "رشيد شو"، فقرة فكاهية وصف فيها الممرضات بالمستشفيات بكونهن "عابسات وثقيلات الظل، ويسرقن مُؤن المرضى"، منتقداً نصاً مدرجاً في كتاب مدرسي مغربي يكيل المديح للممرضة، معتبرا أنه نص "لا علاقة له بالواقع المعاش".

وانطلق الغضب العارم من تلك الفقرة الفكاهية، فاتهم "الاتحاد المغربي لجمعيات العلوم التمريضية وتقنيات الصحة"، الإعلامي الشاب بـ"إهانة الممرضات عندما اتهمهن بعدم التعامل مع المرضى بلباقة، والاستيلاء على ممتلكاتهم التي تجلبها عائلاتهم". وانبرت ممرضات لانتقاد بث القناة للفقرة الفكاهية، مستنكرات السخرية من موظفي قطاع الصحة أمام ملايين المشاهدين.

وامتلأت صفحات مغربية على موقع الفيسبوك بالهجموم على مقدم برنامج "رشيد شو" بسبب مزحته "الثقيلة" حيال الممرضات، واعتبر المعلقون أنه "كان على الإعلامي، الحديث عن مشاكل الممرضات ورواتبهن الهزيلة عوضا عن السخرية منهن أمام الناس".

ودخل وزير الصحة، البروفيسور الحسين الوردي، على الخط، وقدم احتجاجاً رسمياً إلى وزارة الاتصال المكلفة بقطاع الإعلام، والقناة الثانية لبثها البرنامج، وكذلك الهيئة العليا لمراقبة الإعلام السمعي والبصري، مطالباً باعتذار القناة التلفزية عن الإساءة للممرضات بالمغرب.

ووصف الوزير تلك الفقرة الفكاهية التي وردت في برنامج "رشيد شو"، بكونها "سخرية قاسية وجارحة تسيء إلى الجسم الصحي بالمغرب عامة، وإلى فئة الممرضات خاصة"، مطالبا اياه بتقديم اعتذار رسمي لـ"ملائكة الرحمة".

وأدان وزير الصحة ما سمّاه "السلوك الطائش وغير المسؤول للبرنامج التلفزيوني المذكور"، مطالباً بتجنب "السخرية من الناس عبر تحقيرهم، لخلق الفرجة".

الاعتذار وأخلاقيات الإعلام

وبعد اندلاع الجدل وتدخل وزير الصحة، خرج الاعلامي الشاب بتصريحات لنشرة الأخبار بنفس القناة، يعتذر فيها "لمن شعروا بأن البرنامج أساء لهم"، مؤكدا أن "قصده يطال فقط شريحة معينة من الممرضات".

وقال العلالي إنه "يحترم فئة الممرضات وباقي العاملين بقطاع الصحة بالنظر إلى المجهودات التي يقدمونها، غير أن هذا لا يمنع من أن يقدم البرنامج انتقاداته بطريقة ساخرة للمظاهر والسلوكيات المنحرفة داخل المجتمع المغربي".

ويطرح هذا الجدل مشكلة أخلاقيات الإعلام في القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية بالمغرب، وفي ما اذا كان يحق للإعلامي أن يسخر في برنامجه من الآخرين، من دون التقيد بضوابط قانونية تؤطر عمل الإعلامي بالمغرب.

يذكر انه توجد بالمغرب مؤسسة حكومية ذات طابع استشاري، أوردها الدستور الجديد لسنة 2011، من مهامها تقويم الأخطاء الصادرة من طرف قنوات إذاعية وتلفزية، والتي تكون ذات صبغة أخلاقية تمس بقيم المجتمع، أو اقتصادية، أو لها علاقة بالإعلانات التجارية.

المساهمون