"حيّ على الجهاد الإلكتروني" بين أروقة منتدى الاعلام العربي

21 مايو 2014
%57 من المخترقين مراهقون هدفهم التباهي
+ الخط -

بين الجد والهزل، والتندر والتجهم راجت مصطلحات مبتكرة أبرزها: "الجهاد الإلكتروني" و"المرتزقة الإلكترونيون" و"التطرف الإلكتروني" بين أروقة منتدى الإعلام العربي، وكأن العرب نقلوا عدواهم إلى الضفة الأخرى من اختراعات الغرب، الذي ظلوا فيه مستهلكين لا منتجين.

"كان علينا تعلّم المصطحات الإلكترونية لكننا أضفنا إليها نكهتنا" كما يعلق أحد الزملاء الحاضرين. الكل خائف من الجهاديين الإلكترونيين حتى لو كانوا من الشباب الذين يرتدون قمصاناً ملونة وسراويل ضيقة، يحملون أجهزتهم المحمولة، ويشكلون تهديداً لمجموعة من الكهول والشيّاب الذين يتحكمون بالأجهزة الاعلامية والقنوات الفضائية، وكأن معركة افتراضية وحقيقية تدور رحاها هنا.

غرفة عمليات افتراضية موجودة في مكان ما. الكل يوجه اللوم لأجهزة ومنظمات دولية تستأجر هؤلاء المرتزقة الإلكترونيين لدعم أطراف على حساب دول وجماعات أخرى، بعدما أشارت إلى ذلك مجموعة من الباحثين في جلسة "الحروب الافتراضية".. واقع جديد يتحدى وسائل الإعلام في المنتدى. د. علي النعيمي قال إنها تستهدف تخريب العقول ومقدرات الشعوب، وصباح ياسين أكد على أن العالم العربي بحاجة إلى قوانين تردع المخربين، ود. معتز كوكش صرح بأن 57% من المخترقين مراهقون هدفهم التباهي، ومنصور الشمري قال بجدّية واضحة بأن الجماعات المتطرفة تستخدمها لتحقيق أهدافها.

التهمة موجّهة ضد المراهقين، الذين فضّلوا التمترس وراء أجهزة كومبيوتراتهم في الغرف السوداء على حضور مثل هذا المنتدى. ولا يزال الشباب العربي منفلتاً من السيطرة الإلكترونية، وهو ما يخيف الجميع مما هو آت، في الحروب الافتراضية التي تهدد العالم، بينما استطاعت بعض المؤسسات والشركات الإلكترونية الكبرى في أوروبا واميركا أن تسيطر على جيوش المرتزقة الإلكترونيين في مجتمعاتها لكنها لا تزال بعيدة عن السيطرة على الشباب العربي الذي يصرخ: حيّ على الجهاد الإلكتروني.

700 أوروبي جهادي عبر الميديا الجديدة

لم يدخل الجهاد الإلكتروني بعد في قاموس الغرب ولكنه سيدخل بفضل العرب، وهو الإضافة الجديدة التي قدمناها في المجال الإلكتروني. بعض الجماعات المتطرفة ربما ستدرج الجهاد الإلكتروني في صلواتها، ويصبح أحد أركان طقوس عبادتها، ولكن ما زال الظلم قائماً، فهو يشجّع على ازدهار الجهاد الإلكتروني، وهذه الجماعات تتحصّن بامتلاكها كوادر مدرّبة على أحدث التقنيات، ولها القدرة على الوصول إلى الكثير من المتابعين حول العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وقد اثبتت جدواها على الأرض عندما تمكنت من إقناع نحو 700 أوروبي بالذهاب إلى سورية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ما يصعّب تتبع هذه الجماعات لاستخدامها أسماء وشخصيات متشابهة مع تلك الموجودة في الدول التي ينطلقون منها.

16 هجمة كل ثانية

هل هناك قوانين تحدّ من الجهاد الإلكتروني والمرتزقة الإلكترونيين؟ يتساءل الحاضرون بين اروقة منتدى الإعلام العربي.

حاولت السعودية والأردن ومصر سّن قوانين من شأنها الحدّ من ظاهرة الجهاد الإلكتروني، ولكن تطبيقها يبقى صعباً لأنه يدور في عالم غير مرئي. والجميع يدور في هذا الفلك اللامرئي، ويتحصّن وراء قلاعه الإلكترونية الصامدة إلى وقت ما، حيث تُنفق مليارات الدولارات على هذه الحرب الإفتراضية، وتُجند أعتى الأمبراطوريات أسلحتها من أجل صدّ هجمات تنطلق من غرف بائسة مظلمة هنا وهناك وخاصة في ما يُسمى العالم الثالث. الولايات المتحدة تتخوّف من أن يجنّد المتطرفون خبراء الكومبيوتر في بنغالور إلى صفوفهم، وآنذاك ستكون الحرب الافتراضية طاحنة.
وما يؤلم الولايات المتحدة أن ما تُطلق عليهم "المتطفلين والمخربين"، لا يزالون أحراراً، يجولون ويصولون في حديقة العالم الإلكترونية، وخاصة في ظل تنامي الهجمات الافتراضية، التي أشارت الأرقام إلى أنها تصل إلى معدل 16 هجمة في كل ثانية حول العالم، ما كلف اقتصاد الولايات المتحدة الأميركية قرابة 250 مليار دولار في عام 2013 ، كما تكبّد الاقتصاد الخليجي ما يعادل مليار دولار في العام نفسه.

المساهمون