المخدرات في فلسطين... تعاطي عبوات غاز الضحك

17 سبتمبر 2023
تساهل إسرائيلي مع وصول المواد المخدرة إلى أيدي الفلسطينيين (Getty)
+ الخط -

تتمدد ظاهرة تعاطي أكسيد النيتروجين الثنائي N2O المعروف بـ"غاز الضحك" وسط الفلسطينيين، إذ تنبه المدمنون والمروجون له أثناء بحثهم عن بدائل للمواد التي شحت أثناء جائحة كورونا وما تبعها من تشديد رقابي على المعابر.

- يرصد الناشط الفلسطيني ماجد علوش، مدير عام جمعية الصديق الطيب لرعاية وتأهيل المدمنين على المخدرات والكحول (غير حكومية) تنامي ظاهرة تعاطي غاز الضحك (أكسيد النيتروجين الثنائي وصيغته الكيميائية "N2O") في الضفة الغربية، إذ تلقت الجمعية 10 طلبات استشارة عام 2021، توزعت بين المركز العلاجي في مدينة العيزرية شرق القدس، ومكتب التوعية والإرشاد في رام الله، وكانت من ذوي متعاطين بدا لهم الأمر جديدا وغريبا، وكانوا يمنّون النفس بأن الأمر عادي كما يقول، بينما ارتفع عدد الاستشارات في عام 2022 إلى 17 طلبا، بالإضافة إلى 6 استشارات خلال النصف الأول من 2023 وكلها من أسر تسعى إلى فهم ماذا يحصل مع أبنائها الذين يستنشقون الغاز ويحاولون إقناعهم بأنه "غير مؤذ ويريح أعصابهم ويساعدهم على الدراسة"، لكن الأمر تعدى ذلك بمراحل حتى وصل إلى الإدمان كما يقول.

وغاز الضحك عديم اللون، وغير قابل للاشتعال، وله رائحة محببة للنفس، وطعم شبه حلو، ويستخدم في الأصل للأغراض الطبية إذ إنه من وسائل التخدير وتسكين الألم البديلة في طب الأسنان، كما يستخدم في الصناعات الغذائية (كالحلويات والكيك) لنفخ العجينة، كما يوضح مدير إدارة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية العميد عبد الله عليوي، مشيرا إلى أن توفره والقدرة على شرائه دون ضوابط، ساهما في زيادة رواجه بين متعاطي المخدرات، ويتتبع تحقيق "العربي الجديد" مصادر الحصول على الغاز وحجم ظاهرة تعاطيه في الضفة الغربية ومن المسؤول عن الأمر؟

الصورة
غاز الضحك1
رخص ثمن عبوات غاز الضحك يسهل الوصول إليه (Getty)

كيف تحول الغاز الضاحك إلى مادة للتعاطي؟

تنبه مروجو ومدمنو المخدرات لهذا الغاز أثناء بحثهم عن بدائل للمواد المخدرة التي كان من الصعب الحصول عليها أثناء جائحة كورونا وما تبعها من إغلاقات وتشديد رقابي على الحدود والمعابر صعّب نقل المخدرات، ولم يزدد الطلب على هذا الغاز في فلسطين فحسب، بل عالميا، بحسب العميد عليوي، موضحا أن من يستنشق الغاز الضاحك يشعر كأنه يتعاطى الماريغوانا أو الحشيش، ويدخل في حالة من الهلوسة والشعور بالنشوة. بينما يوضح علوش أن تأثير استنشاقه يدوم من 3 إلى 5 دقائق، بعدها يأخذ المتعاطي جرعة أخرى، ومرة تلو الأخرى يصبح في طريق الإدمان النفسي والتعود عليه".

ولا تحتوي الغازات الموجودة في N2O على أي خصائص تجعلها مسببة للإدمان جسدياً. ولذلك، فإن الأشخاص الذين يتوقفون عن استخدامه لن يكون لديهم أي أعراض جسدية للانسحاب، مثل الغثيان أو تقلصات البطن أو الإسهال، ومع ذلك، سوف يعاني الشخص من التبعات النفسية، ما يعني أنه سيرغب في استخدام الغاز بشكل متكرر لتحقيق النشوة، وقد يعاني من الانفعالات إذا لم يتوفر لديه، ويذهب إلى أقصى الحدود للحصول عليه، بحسب ما رصده فريق العلاج في مراكز الإدمان الأميركية (AAC) لإعادة التأهيل في مقاطعة أورانج بكاليفورنيا، بتاريخ 2 أغسطس/آب 2022، في دراسة بعنوان: "أكسيد النيتروجين وتأثيراته في الجسم".

ضبطت الجهات الأمنية 1943 عبوة من غاز الضحك عام 2022

وضبطت الجهات الأمنية 1943 عبوة من غاز الضحك عام 2022 بحوزة فلسطينيين، بالإضافة إلى 121 علبة فارغة، بحسب التقرير السنوي للشرطة الفلسطينية لعام 2022 والصادر في 18 أغسطس/آب 2023. ومنذ بداية العام الجاري وحتى مايو/أيار المنصرم، صودرت 803 عبوات من الغاز وألقي القبض على 15 شخصا كانت العبوات بحوزتهم.

الصورة
ضبطيات
تتركز ضبطيات غاز الضحك في المدن الفلسطينية المحاذية للخط الأخضر (العربي الجديد)

وتركزت الضبطيات في المدن الفلسطينية القريبة من جدار الفصل العنصري ومدن الخط الأخضر، كما يكشف العميد عليوي، مشيرا إلى ضبط عدد كبير من العبوات لدى مروجين ومتعاطين غالبيتهم كانوا من الداخل المحتل أو القدس، وكشف عن مصادرة 119 عبوة في آذار/مارس 2022، داخل مركبة شابين مروجين من الداخل، وتم القبض عليهما في محافظة أريحا أثناء محاولتهما بيعها لمتعاطين، مضيفا أن الإدارة ضبطت أيضا مع أحد المواطنين 120 عبوة من الغاز، استخدم منها 40 واحدة في ليلة، بحسب ما كشفه التحقيق معه، واشتراها من مروج إسرائيلي بشكل مباشر.

كيف يصل الغاز إلى أيدي المتعاطين؟

تكشف تحقيقات الشرطة الفلسطينية مع من ضُبطت عبوات الغاز بحوزتهم، عن مسارين للحصول عليه، الأول عبر شراء عبواته من إسرائيل بشكل مباشر بحسب عليوي، قائلا لـ"العربي الجديد" إنه على الرغم من دخول الغاز بطريقة قانونية للأراضي الفلسطينية، لعدم وجود أي منع أو تقييد على جلبه أو استيراده، إلا أن تهريبه للضفة الغربية كباقي المخدرات يحدث.

وما يساعد في ذلك أن غالبية السيارات الداخلة لمناطق السلطة لا يتم تفتيشها، ولا مصلحة لدى الشرطة الإسرائيلية في فحص السيارات بحثا عن المخدرات، وبالتالي، يستغل المروجون هذه الثغرة، وفقا للمتخصص في علم الجريمة ومكافحة المخدرات واستاذ مساق الإدمان في الكلية الأكاديمية أونو كامبوس في القدس، وليد حداد.

الصورة
ضبطيات2
يتمكن المروجون والمتعاطون من شراء عبوات غاز الضحك من إسرائيل مباشرة بلا قيود (العربي الجديد)

ما سبق، يؤكده علاء خروب، الأخصائي النفسي في الاتحاد المقدسي للوقاية من المخدرات والكحول (مؤسسة مجتمعية للتوعية بمخاطر الإدمان والعلاج منه)، بأن طريقة إدخال الغاز الضاحك للضفة بشكل غير شرعي تجري عبر تجار مخدرات أو متعاطين، وفق ما وثقه على لسان 3 تجار مخدرات وأحد المتعاطين الذين التقى معهم بحكم عمله، وجميعهم من الضفة الغربية، إذ كشفوا في حديثهم أن الغاز يتم إدخاله بين الأدوية ومواد التجميل والبضائع القادمة عبر سيارات وشاحنات، مؤكدين أنه يدخل إلى الضفة الغربية منذ سنوات، وزاد الطلب عليه في السنوات العشر الأخيرة وبالذات في رام الله وبيت لحم وأريحا"، وبشأن المتعاطين، ينقل خروب على لسان التجار أنه "يتم بيعه لأصحاب مطاعم ومنتجعات أو لمتعهدي حفلات وفرق غناء ومقاه، إلى جانب بيعه للوسطاء الذين يوصلونه للمتعاطين"، وهو ما يشير بحسب خروب إلى وجود شبكات سرية لتسويق الغاز بطرق غير مشروعة.

يدخل المدمن في حالة من الهلوسة والنشوة عقب استخدام غاز الضحك

أما المسار الثاني فيتم عبر استغلال توفر الغاز على شكل عبوات صغيرة تباع في السوق المحلية لاستخدامها في الصناعات الغذائية، كما يقول عليوي. ولا يزيد طول العبوة عن 5 سم، وتباع الكرتونة التي تحتوي على 24 عبوة بـ 50 شيقلا (13 دولارا) وهو سعر الجملة، وفق سفيان الحصري، صاحب محل لبيع مستلزمات صناعة الحلويات في محافظة طولكرم شمال البلاد.

كما يدخل الغاز إلى الضفة الغربية قادما من إسرائيل على شكل أسطوانات كبيرة متعددة الأحجام منها ما تزن 18، أو 25 أو 27 كيلوغراماً، وهي مخصصة للأغراض الطبية، وتباع بـ 45 شيقلا للكيلو (12 دولارا أميركيا)، بحسب المدير الإداري لشركة النصر للغازات الطبية والصناعية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية عمار القاضي، كاشفا عن أنه لاحظ حضور راغبين في الشراء مؤخرا، زعموا أنهم يحتاجون الغاز للصناعات الغذائية والكريما، وآخرين ادعوا أنهم أطباء جلد، وطلبوا شراء عبوات من الغاز، لكن الشركة رفضت بيعهم بسبب الشك بأمرهم لأن الكميات التي طلبت كبيرة جدا إلى جانب محاولاتهم الغريبة لتقديم إغراءات لدفع مبالغ طائلة.

وتنتشر إساءة الاستخدام أكثر عبر العبوات الصغيرة "لأنها أقل وزناً، ويسهل حملها وإخفاؤها وتوزيعها على عدد كبير بسهولة"، كما يقول القاضي، ويتفق معه العميد عليوي، مضيفاً: "إنها الأكثر تهريباً، لأنه عملياً يسهل تفريغها، بينما الأسطوانات المخصصة للأغراض الطبية يصعب الاستنشاق منها أو تفريغها، ودرجات الرقابة عليها عالية".

ترويج غاز الضحك عبر السوشيال ميديا

تروج صفحات على موقع فيسبوك تابعة لمحال متخصصة في الصناعات الغذائية والحلويات والبوظة، وكذلك لمقاه ومطاعم، عبوات غاز الضحك، بمسميات مختلفة منها غاز كريما، وراسل معد التحقيق 7 صفحات، للسؤال حول إمكانية شرائه وإن كان هناك أي ضوابط على البيع، وأجابت 3 أن المطلوب ليس لديها، رغم وجود إعلانات على صفحتهم عن بيع الغاز، وأكدت 3 صفحات أخرى على توفر الغاز للبيع بلا أي ضوابط بسعر يتراوح بين 50 و70 شيقلا (70 شيقلا تعادل 18 دولارا)، للكرتونة الواحدة.

الصورة
محادثات
سهولة الحصول على غاز الضحك من خلال شرائه عبر السوشال ميديا (العربي الجديد)

ويشير علوش إلى أنه بحسب المعلومات والاستشارات التي ترده، فإن من تعاطوا الغاز إما من خلال أصدقاء لهم، أو عبر التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يصل إليهم بسهولة تامة "ديلفري بيوصل عندهم".

ودفعت ظاهرة تداول الغاز عبر السوشال ميديا، الشرطة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات بهدف ضبط بيع المادة، منعاً لإساءة الاستخدام بين أوساط الشباب، لذلك شرعت بحملة في سبتمبر/أيلول 2022 بالتعاون مع الضابطة الجمركية على المحلات التي تبيع غاز الضحك، سواء متخصصة في التجارة العامة أو محال يرتبط عملها بالمستلزمات الغذائية وما شابهها في كل من محافظة بيت لحم والخليل، بحسب عليوي، وجرى ضبط 3 آلاف عبوة صغيرة الحجم لدى تلك المحلات، وصودرت حتى التأكد من أوراقها الرسمية، وكانت العبوات المضبوطة عبارة عن كراتين مكتوب عليها أنها تستخدم في الصناعات الغذائية، بحسب البيانات المنشورة على موقع الشرطة الفلسطينية.

"ولم يُحَل من ضبطت العبوات لديهم إلى القضاء، لأن استخدام تلك العبوات في الصناعات الغذائية مشروع، لذلك اكتفينا بتعهدهم بتصويب أمورهم من حيث الاحتفاظ بالفواتير والإرساليات، كي يسترجعوا الكميات المصادرة، مع ضمان سلامة الإجراءات العملية في نقلها وتوزيعها على المحالّ، بحيث نضمن عدم التسريب"، كما يقول عليوي في حديثه لـ"العربي الجديد".

وحول ثمنه الرخيص، وإن كان ذلك يساهم في زيادة الإقبال عليه، يفسرعليوي ذلك بأن "المبلغ رخيص لقلة الطلب عليه، إذا قورن مثلا ببعض المخدرات الأخرى المتعارف عليها مثل القنب الهندي المصنع، والذي يعطي نفس المفعول، فالملعقة الواحدة الكبيرة منه كانت تباع بما بين 30 و35 شيقلا (بين 8 أو 9 دولارات)، لذلك يجد البعض ضالتهم في غاز الضحك. وربما ذلك فعلا هو ما يزيد في شهية الشباب نحوه والإقبال عليه، وهذا يفسر كيف استطاع أحدهم أن يستنشق 40 عبوة في ليلة واحدة".

وعلى الرغم مما سبق، إلا أن عليوي يصر على "أن الإدمان على الغاز لا يشكل ظاهرة في الضفة الغربية"، لكن إدارته وكخطوة استباقية راسلت وزارة الصحة، لبحث الأخطار الناشئة عن استنشاقه، وتدارس تأثيراته النفسية والجسدية، بهدف إضافته ضمن قائمة الأدوية والعقاقير الخطيرة ليصبح تعاطيه محظورا ويعاقب عليه القانون، وفعلا أدرج مؤخرا على القائمة، وأصبحت إساءة استخدامه في غير الأغراض المسموحة تعد من الجرائم التي تأتي في سياق الحيازة والتعاطي وفقا لما ينص عليه القرار بقانون رقم 18 لعام 2015 بشأن مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.

ويشير مدير وحدة الوقاية من المخدرات ومراكز العلاج في وزارة الصحة، الدكتور ناصر الطريفي إلى أن غاز الضحك لم يكن مراقباً من قبلهم قبل إدراجه ضمن قائمة الأدوية والعقاقير الخطيرة، لينفذ مراقبو الوزارة ومفتشوها بعد ذلك العديد من الزيارات الكشفية للعيادات التي تستخدم الغاز، وجرى التثبت من الأوراق الرسمية التي حصلت بموجبها على أسطوانات الغاز لديها، كذلك عُمِّم على كل مديريات الصحة وأطباء التفتيش والصيادلة بذلك لمراقبته.

مخاطر تصل حدّ الموت

يتعاطى المدمنون غاز الضحك عبر الفم، جرعة وراء جرعة، بعدة طرق وأدوات، بحسب عليوي، الذي يتجنب شرح الطريقة، لما فيه من ترويج لها، مشيراً إلى أن استنشاقه دون استخدام الوسائل اللازمة لذلك قد يؤدي إلى سكتة دماغية قاتلة على الفور، وأن فتح تلك العبوات بعنف من القُمع أو الرأس، كاستخدام مفك أو إبره لاختراق المعدن، قد يسبب مخاطر وأضراراً، كالحروق بالوجه أو الفم والحنجرة.

وبحسب دراسة أكسيد النيتروجين وتأثيراته في الجسم، يترك استنشاق الغاز آثاراً قصيرة المدى، أبرزها التعب والضعف العام، وضحك لا يمكن السيطرة عليه، وتعرق وتنميل، وصعوبة في التنفس، وانخفاض في ضغط الدم، وتغيرات في معدل ضربات القلب، وعند استخدامه مباشرة من خزان أو علبة، فإنه يسبب حروقاً بالشفاه والحلق والجلد، وفقدان السيطرة. ويؤكد عليوي ذلك، محذراً من خطر قيادة السيارة بعد استنشاق الغاز مباشرة، لأن ذلك قد يسبب حادثاً مرورياً، و"في إحدى الحالات التي رصدتها الشرطة قاد متعاطٍ لغاز الضحك سيارته، وبسبب تأثير الهلوسة والهستيريا، أصبح يترنح ويتمايل بمركبته يساراً ويميناً، ما عرّضه هو ومن في الشارع للخطر".

وتعتمد استجابة الشخص لأكسيد النيتروجين على وزنه وحجمه وحالته الصحية والكمية المستخدمة، وتكرار الاستخدام والمواد الأخرى التي يستخدمها الشخص في ذات الوقت، إن وجدت، وإن أخذ بكميات كبيرة، فإنه قد يسبب آثاراً أخطر. على سبيل المثال، قد يعاني المتعاطي من انخفاض في ضغط الدم، أو فقدان الوعي، ومن الممكن أن يصاب الشخص بنوبة قلبية، أو يموت فجأة بسبب الاختناق. إذ حذرت المعاهد الأميركية الوطنية للصحة من رصد 20 حالة وفاة مرتبطة باستخدام غاز الضحك، إما من خزانات التخدير، وإما من موزعات أو علب الكريمة المخفوقة، وتشير جميع نتائج التشريح إلى أن الاختناق سبب الوفاة، بحسب الدراسة السابقة.

ما سبق، ينذر بخطورة ارتفاع الإقبال على ذلك الغاز، في ظل ما ترصده المستشارة في مجال التوعية وعلاج الإدمان عفاف ربيع، والتي تعمل ضمن مشاريع تنظمها وزارة الصحة، من تزايد في الاستفسارات التي تردها حول غاز الضحك، بخاصة من أهالي يخبرونها أن ابنهم بدأ يتصرف بغرابة، أو تأتيه نوبات ضحك، وفي إحدى الحالات، أحضر لها الوالدان عبوة غاز ضحك وجدوها في الأغراض الشخصية لابنهم، معتبرة أن هذه مؤشرات مخيفة ومقلقة، خاصة أن العبوات رخيصة الثمن، وأن هناك من يستغل نقاط الضعف في القوانين، بالإضافة إلى عدم إلمام الناس بمخاطر تعاطي الغاز على الصحة النفسية والعقلية.