الحج المخالف يرفع عدد الوفيات بين الحجاج الأردنيين (Getty)
25 يونيو 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأمانة العامة في المجلس القضائي الأردني توجه تهم الاتجار بالبشر والاحتيال لـ28 شخصًا بعد وفاة 99 حاجًا أردنيًا خارج البعثة الرسمية لحج 2024، مع توقيف 19 شخصًا ومنع 10 من السفر.
- التحقيقات تكشف استغلال شركات خاصة ومكاتب حج وعمرة في نقل حجاج بتصاريح زيارة غير مخولة للحج، مقابل مبالغ مالية، مع إغلاق شركات وتجميد أموال.
- تقرير "العربي الجديد" يوثق رحلات مخالفة لأردنيين إلى مكة عبر الوديان لتفادي النقاط الأمنية، مما يشكل خطرًا على سلامتهم، في ظل تشديدات أمنية تحول دون حريتهم حتى في شراء الضروريات.

أعلنت الأمانة العامة في المجلس القضائي الأردني إسناد جناية الاتجار بالبشر وجنحة الاحتيال لـ28 شخصاً على خلفية التحقيقات الأولية للنيابة العامة في قضية سفر أردنيين لأداء مناسك الحج خارج البعثة الرسمية لموسم الحج الحالي 2024، التي نجم عنها وفاة 99 شخصاً، حسب آخر الأرقام التي صدرت عن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين. وأوقفت النيابة 19 شخصاً بينهم امرأة ومنعت 10 أشخاص من السفر على ذمة التحقيقات في القضية، وأغلقت شركات لم تحدد عددها واتهمتها بأداء دور بارز في مخالفة القانون وتسهيل الحج دون تصريح وحجزت على أموال وصفتها الأمانة العامة بـ"المتحصلات الجرمية التي كانت ثمرة للحج بهذه الطريقة"، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).

وكشفت التحقيقات الأولية قيام بعض الأشـخاص من مالكي شركات خاصة مرتبطة بعمليات نقل المسافرين ومالكي شركات حج وعمرة أو عاملين في هذا المجال باستقطاب ونقل وإيواء العديد من المواطنين الأردنيين لزيارة مكة المكرمة خلال موسم الحج دون وجود تصاريح لأداء مناسك الحج وخارج إطار البعثة الرسمية في بداية مايو/ أيار 2024، أي قبل موسم الحج بشهر كامل وبتصاريح زيارة لا تتيح لهم الحج، مع علم تلك الشركات والأشخاص القائمين عليها بأن التصاريح التي استُصدِرَت للحجاج لا تُخولهم أداء مناسك الحج، وذلك مقابل مبالغ مالية تقاضوها عن كل شخص قاموا بإرساله للحج بهذه الطريقة.

ويتفق ما أعلنته الأمانة العامة اليوم الثلاثاء، مع ما يوثّقه تحقيق "العربي الجديد"، بعنوان "حج المتسلّلين... أردنيون يأتون مكة عبر الوديان"، والمنشور بتاريخ 15 يونيو/حزيران 2024، والذي يكشف ضلوع مكاتب لرحلات العمرة وشركات متخصصة بنقل المسافرين برّاً إلى السعودية في تسفير الراغبين في أداء الفريضة بشكل مخالف بواسطة تأشيرات زيارة لا تؤهلهم لأداء مناسك الحج، مدفوعين بالرغبة في أدائه بتكلفة أقل، أو سعياً للالتفاف على سنوات الانتظار التي تفرضها عليهم شروط حج القرعة.

ويتتبع التحقيق رحلة أردنيين تسللوا إلى مكة المكرمة واضطروا إلى المشي مسافات طويلة عبر وديان وعرة لتفادي النقاط الأمنية المنتشرة في معظم الطرق الرئيسية المؤدية إلى المشاعر المقدسة، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على سلامتهم، وبخاصة المرضى وكبار السن والذين تواصلوا فيما بينهم عبر مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر التحذيرات من أماكن الدوريات والحملات التفتيشية، فـ"لا يمكن للحاج المخالف الخروج حتى لشراء الخبز"، لأن دوريات الشرطة تنتشر بكثافة في شوارع مكة، ما يزيد خطر ضبطهم حال استوقفت الشرطة أياً منهم وطلبت الاطلاع على تصريح الحج والبطاقة التعريفية الخاصة به بالإضافة إلى سوار المعصم الذي يحمل كل بيانات الحجاج النظاميين والذي عمّمت السعودية عليهم ارتداءه بدءًا من موسم حج 2016.