سارة آدم: صوت من بغداد

25 مارس 2020
عرفها الجمهور مع انطلاق الثورة العراقية (فيسبوك)
+ الخط -
يُجمع العراقيون على أن التظاهرات التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أسهمت بإنهاء غالبية مشاكل الجندرية، فإلى جانب الرجل الذي شارك بالاحتجاجات، كانت المرأة العراقية حاضرة في دعمه وإسعافه بعد الإصابات، كما كشفت عن سلسلة من الموهوبات بالفنون. 

دخلت سارة آدم، وهي مغنية عراقية شابة، على خط الاحتجاجات كمشاركة ضمن الحراك الشعبي، وداعمة عبر أغنية وطنية غير معتادة، ذلك لأنها كانت باللغة الإنكليزية، وحصلت على مشاهدات عالية وتم تداولها بشكل كبيرٍ، وذلك بعد نحو شهر من بداية التظاهرات، نشرتها على موقع "يوتيوب".

وتبدأ الأغنية بجملة تقول: "لا تولد الثورات بالصدفة وإنما بالضرورة"، ثم تغني سارة آدم بالإنكليزية أغنية "هل تسمع غناء الشعب"، وهي التي كانت جزءاً من الفيلم الغنائي الشهير "البؤساء"، الذي أنتج عام 2012، والمأخوذ عن رواية الفرنسي فيكتور هوغو.
تقول سارة آدم، وهي من مواليد العاصمة العراقية بغداد، (28 عاماً) لـ"العربي الجديد"، إن "الثورة العراقية قتلت العنصرية بين العراقيين، وبات الشعب عبارة عن أسرة واحدة وتحت خيمة اعتصام واحدة. حين تعرضت إلى الاختناق في ساحة التحرير بسبب قنبلة دخانية من قوات الأمن التي كانت تقمع المتظاهرين، ساعدني شبّان لا أعرفهم، وهم من الشريحة التي كنت أخشى منها، وهنا تغيّر موقفي، وهذا الأمر من أهم المكتسبات التي حققتها الاحتجاجات العراقية، وربما أهم من المكاسب على المستوى السياسية".

آدم، وهي مهندسة، تشير إلى أنها الوحيدة في بغداد وربما في العراق، التي تغني باللغة الإنكليزية. وإن الغناء ليس سهلاً عليها، بسبب الرفض الكبير من قبل أسرتها، وأنها تعاني منذ بداية مشوارها الغنائي من مشاكل اجتماعية بسبب هذا الأمر، وأن أسرتها تجد أن من الأفضل لها العمل بمجال اختصاصها العلمي وهو الهندسة، ولكن الغناء أكثر ما يجعلها مرتبطة بالحياة.
وعن بداياتها، تلفت إلى أنها كانت عام 2013، مع فرقة سيمفونية شبابية تابعة للموسيقار العراقي كريم وصفي، ومع مهرجانات دائرة الفنون الموسيقية، ولكن الانشغال بدراسة الهندسة أخذها عن الغناء لفترة.

وعن الأغنية الأخيرة عن الثورة العراقية، تؤكد أن الفكرة جاءت بعد مناقشة إحدى صديقاتها المخرجات، وتم الاتفاق، "وتوجهنا نحو اتخاذ الثورة كمادة عامة للأغنية، وبالرغم من أن الأغنية نشرت على موقع "يوتيوب" في وقتٍ كان العراق بلا خدمة إنترنت، إلا أنها بعد ذلك حظيت بانتشار كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً فيسبوك".




تشكو سارة آدم من شركات الإنتاج، وتبيَّن أنها "مثل المافيات، فهم يهتمون لمصالحهم على حساب مصالح المتعاقدين معهم من الفنانين، وحدث في أكثر من مرة حين ينسحب أحد المتعاقدين مع شركة ما، فإن الأمر يتحول أحياناً إلى العداوات الشخصية، وحذف الأغاني أو الأرشيف الخاص بالفنان، ويحدث ذلك في ظل غياب شبه كامل للمؤسسات الحكومية والسلطات العراقية، وعدم وجود الرقابة الفنية التي تمنع استغلال الفنانين من قبل هذه الشركات، لذلك نجد أن الكثير من الفنانين الشباب يتوجهون نحو العمل وحدهم ولكن هذا الأمر متعب على شاب في بداياته الفنية ويحتاج إلى إدارة أعمال وترتيبات كثيرة".

وتكمل آدم، أنها "بصدد تسجيل أغاني جديدة، لمطربات أجنبيات، وهي بداية للتأسيس الفني بالنسبة لها، ومن ثم الانطلاق بأغان خاصة وجديدة"، كما أنها تسعى بحسب حديثها إلى "الغناء عن موضوعات اجتماعية عراقية، وملفات مثل الحريات الشخصية التي لا تزال مكبلة في العراق، وبعدها التوجه نحو اختيار أفكار من خارج حدود العراق".
المساهمون