أوركسترا قطر تقدم برامز وبروكنر... روح نهايات القرن 19

22 فبراير 2020
غيرهارد أوبيتز يستعيد بيانو برامز (العربي الجديد)
+ الخط -
تطلّ أوركسترا قطر الفلهارمونية، عند السابعة والنصف مساء اليوم السبت، بدار أوبرا الحي الثقافي "كتارا"، على عالمين موسيقيين من نهايات القرن التاسع عشر، مع كونشيرتو البيانو الثاني ليوهان برامز، والسيمفونية السادسة لأنطون بروكنر. يقود الأوركسترا الألماني ماركوس بوش، وتستضيف عازف البيانو الألماني غيرهارد أوبيتز.
السيمفونية السادسة لبروكنر في سلم "لا" الكبير، أنجزت في سبتمبر/ أيلول 1881. لم يكن أداؤها كاملاً خلال حياته، على الرغم من أنّه، في فبراير/ شباط 1883، أدت أوركسترا فيينا الحركتين الوسطيين.
أول قراءة كاملة، تحت قيادة النمساوي غوستاف مالر الشاب، عُزفت في 26 فبراير/ شباط 1899، ولكن مع عدد من التخفيضات الجوهرية والتعديلات الأخرى التي أُدخلت على العمل. تتميز السيمفونية بالتنسيق الغني المتنوع والأفكار والمواضيع المتناقضة بشكل كبير.
أما كونشيرتو البيانو الثاني، فقد بدأ برامز العمل عليه في عام 1878، وأكمله في عام 1881، بفارق 22 سنة عن كونشيرتو البيانو الأول.
الكونشيرتو مهدى إلى معلمه إدوارد ماركسين. وقدم العرض العام الأول له في بودابست في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1881، مع برامز عازفاً على البيانو، برفقة أوركسترا بودابست الفلهارمونية وحقق نجاحاً سريعاً.
يعلّق غيرهارد أوبيتز عازف البيانو الذي سيستعيد هذه القطعة، بعد 140 عاماً من تقديمها أول مرة، قائلاً إنّه "يرافق حياتي منذ ما يقرب من خمسين عاماً، وقد أثبت أنه مصدر رائع للإلهام خلال العقود الماضية مع تطوري الفني".
ووفق بيان الأوركسترا، يوضح أوبيتز أنّ "هذا الكونشيرتو، وعلى عكس كونشيرتات البيانو المختلفة للعديد من المؤلفين الآخرين، ليس مجرد كونشيرتو للبيانو المنفرد مع نوع من مرافقة الأوركسترا الثانوية. إنه في الواقع سيمفونية واسعة النطاق للبيانو والأوركسترا مع أدوار مُوزعة بالتساوي لجميع المشاركين".
ويضيف "تتيح الأبعاد السخية لهذا العمل مساحة لمحادثة حية بين جميع مجموعات الموسيقيين المعنيين، بما في ذلك عازف البيانو المنفرد. تعتمد هذه الموسيقى على الاستماع بعضها إلى بعض، وتبادل الأفكار الموسيقية".
ويشرح حركات الكونشيرتو قائلاً إنّ "الحركتين الأولى والثانية لهما لغة سيمفونية صريحة، في حين أنّ الحركتين الأخيرتين أكثر توجهاً لتخيل طابع موسيقى الحجرة. في الحركتين الأوليين، تهيمن الإيماءات الدرامية المهيبة على السيناريو، في حين أنّ الشعر والأناقة الحميمية هما الملمحان الرئيسيان في الحركات الأخيرة".
يُذكر أنّ يوهان برامز (1833- 1869) مؤلف موسيقي وعازف بيانو ألماني في الفترة الرومانسية، وكان مؤلفاً للسيمفونيات والكونشيرتات وموسيقى الحجرة وأعمال البيانو والعديد من المؤلفات الموسيقية وأكثر من 200 أغنية. يُنظر إليه على أنّه المُعلم الكبير للأسلوب السمفوني والسوناتا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
أما أنطون بروكنر (1824- 1896) فهو أحد أعمدة السيمفونية الكلاسيكية، ويعد شخصية بارزة في الرومانسية الألمانية. وتشكل سيمفونياته عنصراً مهماً في التراث السيمفوني في أواخر القرن التاسع عشر.
قائد الأوركسترا ماركوس بوش (العربي الجديد)

تمكن بروكنر من أن يرسل إلى الأجيال الموسيقية رؤية متتالية للنموذج السيمفوني الكبير. ووضعت السيمفونية الأولى حجر الأساس للتجديد الحديث للسيمفونية، وتحتفل سيمفونياته بالكون والخالق، ومنها التاسعة غير المكتملة التي كانت مهداة لله، في حين أنّ أعماله الأخيرة تجسد سعة نهاية العالم.


قائد الأوركسترا الألماني ماركوس بوش يُعد إحدى أبرز الشخصيات في مشهد القيادة الألمانية. قرر هذا الفنان الألماني المنحدر من أصل إيطالي برازيلي، في وقت مبكر، الشروع في المسار الوظيفي قائداً للكورال، وتبعه بعد ذلك العديد من قادة الأوركسترا في ألمانيا، بعد أن شغل مناصب في المسارح الحكومية في فيشبادن وساربروكن، وفي أوركسترا الدولة في هالي.

كان المدير العام للموسيقى في مسرح مدينة آخن من 2002 إلى 2012، وفي مسرح الدولة والأوركسترا الفلهارموني في نورمبرغ من 2011 إلى 2018. وتشمل خزينته الأوبرالية الآن أكثر من 90 عملاً من المسرح الموسيقي، من بينها مشاريع واسعة النطاق، مثل رينغ سيكل لفاغنر، وأوبرا طروادة لبريليوز.
أما عازف البيانو غيرهارد أوبيتز (1953)، فقد درس في عمر الخامسة البيانو، وعندما بلغ سن الحادية عشرة قدّم أداءه الأوّل بعزف كونشيرتو موتسارت في سلم ري الصغير للبيانو.
مُنح أوبيتز الجائزة الأولى لمسابقة أرتور روبنشتاين عام 1977، بعد أن أثار إعجاب اللجنة الحكم ورئيسها أرتور روبنشتاين نفسه بأدائه كونشيرتو البيانو الخامس لبيتهوفن، وكونشيرتو البيانو الأوّل لبرامز.

كان هذا النجاح مدخله إلى العالم، إذ بدأ بتقديم الحفلات في أبرز الأوساط الموسيقيّة في أوروبا وأميركا وشرق آسيا.
تمحور اهتمامه حول أداء الأعمال الكلاسيكية الرومنتيكية بالإضافة إلى أنه كرّس نفسه لأداء موسيقى القرن العشرين، فأدى العروض الأولى للعديد من كونشيرتات البيانو الجديدة.
أثبت أوبيتز، مرة بعد مرة، ولعه الخاص بتقديم الأعمال الكبيرة من الأعمال الموسيقية؛ مثل مجموعة مقطوعات الـ"فولتمبيريتس كلافيير" ليوهان سيباستيان باخ، وسوناتات موتسارت الثمانية عشرة، وسوناتات بيتهوفن الاثنتين والثلاثين، وجميع أعمال البيانو المنفرد لكل من شوبرت وبرامز. تضمّ تسجيلات غيرهارد أوبيتز رصيداً يزيد على الثمانين أسطوانة.

دلالات
المساهمون