هل يمكن جعل بيئة العمل صديقة للأمهات؟

08 مايو 2016
بعض الشركات تعمل لمساعدة الأمهات العاملات (Getty)
+ الخط -
تعمل شيريل كاسون كمذيعة أخبار شبكة "فوكس" الاقتصادية، وأصدرت أخيراً كتاباً يحمل عنوان "العودة" كيف تعود الأمهات اليوم إلى بيئة العمل بنجاح، وقابلت خلاله مئات الأمهات وتحدثن عن ظروف عملهن والموازنة مع مسؤولية الأمومة.

ونشرت مجلة "تايم" اقتباساً من كتابها يوضح تجربة إحدى الأمهات وكفاحها في هذا المجال، وهي جودي نيفيل التي تعمل في شركة هاسبرو، حيث أمضت 14 سنة في بناء نفسها مهنياً، لكن عندما بلغ طفلاها التوأم 6 سنوات، أدركت أنها تغيب عنهما كثيراً وأنهما يلاحظان ذلك، وحتى عندما تعود إلى المنزل كانت تعمل غالباً، ولم تكن تستطيع أن تمنحهما اهتمامها الكامل.

كانت حزينة وتشعر بتضارب الأفكار داخلها، فهي لا تستطيع ترك العمل ولا ترك المنزل أيضاً، كان صراعاً شديداً بالنسبة إليها، وعندما تتلفت حولها كانت ترى أنه لا توجد الكثير من الأمهات اللواتي في مستوى عملي عال يقمن بذلك، وأدركت أن الموازنة يجب ألا تكون مستحيلة، وبعد تفكير طويل ذهبت إلى الشركة وقدمت استقالتها، رغم أنها كانت تنوي العمل فيها حتى التقاعد.

واتضح فيما بعد أن الشركة كانت متمسكة بها وتقدر قيمة عملها، فدعاها المدير التنفيذي إلى مكتبه وسألها، عما يمكن فعله لتتمكن من البقاء، وبدلاً من أن تترك وظيفتها، كانت فرصة للتعلم حول مساعدة الأمهات العاملات.



والآن أصبحت الشركة تستثمر في خبرات العديد من الأمهات ذوات الكفاءة، وأرادت أن تكون بيئة العمل صديقة أكثر للآباء والأمهات، وتم تكليف جودي بالبحث حول الأمهات في الشركة، وتقديم تقارير إلى المدير التنفيذي ومدير الموارد البشرية، وخلقت شبكات مجتمعية ومجموعات متآلفة داخل الشركة، وساهمت في خلق بيئة داعمة في أقدم شركة للألعاب في العالم.

وتم التعامل مع المسألة على أساس أن الطرفين يربحان، فالشركة تحتاج الأمهات، ليس فقط لمهاراتهن في العمل، وإنما لأنهن كن المستهلكات لمنتجاتها.

بعض الشركات اتخذت خطوات مهمة لجعل عالم العمل مكاناً عادلاً بالنسبة للأمهات، فكل شخص يستطيع المساعدة، فعندما تتمكنين من المرور عبر أحد الأبواب، اتركيه مفتوحاً لمساعدة الأم التالية، إلى أن تقدر كل الشركات قيمة الأمهات في أماكن العمل، بحسب ما كتبته شيريل فهي مهمتك أن تساعدي الآخريات لتحقيق النجاح، وهذا ما فعلته مئات النساء اللواتي شاركن في كتابها "العودة"، حيث تحدثن عن مخاوفهن وشاركن أخطاءهن، وشرحن عن نجاحاتهن، على أمل أن تتمكن الأمهات الأخريات من تحقيق ذلك بسهولة أكبر.

دلالات
المساهمون