وقالت الهيئة، في بيان صحافي، إن أعمال التنقيب بدأت في تلال المدافن التي تعود لعصر ما قبل الإسلام، وتقع في منطقة السيلية غربي الدوحة، من أجل استخراج رفات الهياكل العظمية، التي سترسل إلى مختبرات البحوث في جامعة تور فيرغاتا في روما، ومركز سدرة للطب، لتجرى عليها تحاليل متطورة على المستوى الجزيئي والمستحاثات البشرية.
وأشار البيان إلى أنه، وبناء على هذه التحاليل، سيقدم فريق الجامعة خبراته في فهم شكل العادات المرتبطة بالمأكل والتنقل في هذا العصر.
وقال مدير إدارة الآثار في هيئة متاحف قطر، فيصل النعيمي، والذي يقود المشروع، إن الهيئة نجحت، بالتعاون مع شركائها الدوليين، في اكتشاف أكثر من 2000 تل من تلال المدافن في جميع أنحاء قطر على مدار عدة سنوات، وسجلتها في نظام إدارة معلومات التراث الثقافي القطري، لافتاً إلى أن المشروع المشترك بين متاحف قطر وسدرة للطب ينصب على 24 تلاً، بهدف تحسين فهم طبيعة السكان الذين عاشوا في قطر قبل التاريخ.
وعبرت مديرة مختبر وحدة الأوميكس بمركز سدرة للطب، سارة تومي، عن تقديرها للتعاون مع متاحف قطر في هذه الدراسة، التي ستكون الأولى من نوعها في منطقة الخليج، مشيرة إلى أنه ستستخدم في المشروع تقنيات حديثة لدراسة المجتمعات القديمة، وتعزيز المعرفة بالتاريخ الثقافي والبيولوجي لدولة قطر.
وأصبح بالإمكان اليوم إجراء مسوحات جينية مباشرة على السكان القدامى، بفضل القدرة على دراسة الحامض النووي للقدماء، وهو ما يمكن العلماء من تتبع هجرات السكان والأفراد خلال معظم فترات تاريخ التطور الإنساني، برغم حدوث هذه الهجرات قبل آلاف السنين، وأحيانًا من قارة إلى أخرى.
وأكدت تومي أن البحث سيجري تحليلاً لـ"الكولاجين" العظمي ومينا الأسنان لتحديد نوع الأطعمة التي كان يتناولها الناس في ذلك الوقت، والطبيعة الجيولوجية للمنطقة، ويشمل ذلك الأماكن التي عاشوا فيها وأنشأوا مجتمعاتهم.
ومن خلال التكامل بين هذه التحاليل المتطورة، سيتسنى تكوين تصور عام عن طبيعة السكان الذين عاشوا في مناطق جغرافية مختلفة، ما يساعد بمعرفة الخصائص الجينية المحتملة المرتبطة بسكان قطر في فترة ما قبل التاريخ.
وبالإضافة إلى ذلك، سيساعد هذا التكامل في فهم طبيعة العصر الحجري، والتغيّرات المحتملة التي طرأت على الموقع الجغرافي لقطر خلال تلك الفترة، وفقاً لسارة تومي.