"سيزار" الفرنسية تُكرِّم جورج كلوني

10 فبراير 2017
فاز كلوني كأفضل ممثل في فيلم O’Brother (Getty)
+ الخط -
لأنه "الممثل الأكثر جاذبية في جيله"، ولأنه "يُجسِّد الفتنة والسحر الهوليووديين اللذين يتميّز بهما كبار نجوم السينما"، اختارت "أكاديمية فنون السينما وتقنياتها" الممثل الأميركي جورج كلوني (1961)، لتكريمه في احتفال توزيع جوائز "سيزار الـ 42" الفرنسية، في 24 فبراير/ شباط 2017. ويأتي هذا الاختيار، بعد تكريم الأكاديمية ممثلين أميركيين عديدين، كمايكل دوغلاس وشون بن وسكارليت جوهانسن.
بالنسبة إلى الأكاديمية، فإن "سحره، وفكاهته، وشخصيته، والتزاماته" تثير "إعجاب أعضائها به"، وهو إعجاب "دائم وأبدي". وحتى لو استخدمت الأكاديمية تعابير عامّة، فإن هذه المفردات، وإنْ تعكس جوانب حقيقية في شخصيته، لن تختزل سيرته الحياتية ومساره المهنيّ اللذين يحتويان على ما هو أبعد من تعبيرٍ أدبيّ، وعلى ما هو أعمق من واقعٍ فعليّ، لأن كلوني يوازن بين حسّ إنسانيّ منفتح على مسائل حياتية عامة، واشتغالٍ يمتدّ من النتاج الفني (مخرجاً ومنتجاً وممثلاً) إلى الفعل الميدانيّ.
وهو، إذْ يخوض تجارب تمثيلية مُتفاوتة المستويات والأنواع، فإنه يحافظ على جانب "نضالي" (إنْ صحّ التعبير) في وظيفته كمخرجٍ يلتزم بشؤون إنسانية، مفتوحة على السياسة والاجتماع والفن والإعلام والثقافة، مع أن أفلاماً عديدة له كممثل، تبقى في إطار الإنتاج التجاريّ التشويقي. لكنها لن تحول دون انخراطه في سجالٍ يستعيد، كمخرج سينمائي، حقبة الماكارثية ("عمتم مساء، وحظاً سعيداً")، ويتوغّل في كواليس السياسة والمناصب الحاكمة (The Ides Of).
الفائز بـ"غولدن غلوب" كأفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي في O’Brother للأميركي جويل كُوِنْ، والحاصل على "غولدن غلوب" و"أوسكار" أفضل ممثل في دور ثان في "سيريانا" (2005) للأميركي ستيفن غاغان، هو نفسه الحاصل على "غولدن غلوب" و"أوسكار" و"سيزار" أفضل فيلم، كأحد المنتجين البارزين لـ "آرغو" (2012) لبن آفلك.
هذه أفلامٌ مهمّة، سينمائياً ودرامياً. فعمل كُوِنْ ساخرٌ وصائبٌ في تفكيك أحوال اجتماعٍ أميركي، في ظلّ "الكساد الكبير" في ثلاثينيات القرن الـ 20 في أميركا، من خلال كوميديا سوداء، تتابع هروب 3 مساجين من أحد سجون ولاية مسيسيبي. وفيلم غاغان يتوغّل في التداخل المعقَّد بين الاقتصاد (النفط) والسياسة والاستخبارات، عبر صراع أميركي ـ صيني في الشرق الأوسط. و"آرغو"، يعود إلى العام 1979، مع بداية الثورة الخمينية في إيران، عبر حكاية ديبلوماسيين أميركيين يلجؤون إلى السفارة الكندية في طهران، ما يؤدّي بـ "وكالة الاستخبارات المركزية" إلى تكليف عميلٍ بن آفلك بإنقاذهم، فيتنكّر في شخصية مخرج سينمائيّ.
تكاد تكون شخصية مارك "آيس" كولمار، طبيب الطوارئ في المسلسل التلفزيوني "إي. آر." (الموسم الأول المؤلف 22 حلقة 1984) الحيّز البصريّ الأساسيّ الذي يُطلق جورج كلوني في عالم الشهرة. حضوره التلفزيوني مديد، تماماً كاشتغاله السينمائيّ الموزّع على مهنٍ مختلفة، والمنضوي في أنواعٍ عديدة، تتفاوت مستوياتها الأدائية والإخراجية بين فيلمٍ وآخر. حتّى أن "رجال الآثار" (2014) الذي يُخرجه ويُنتجه ويكتبه ويمثّل فيه، لن يكون بحِرفية فيلميه السابقين عليه، كمخرج وممثل.


يُقال إن جورج كلوني، هو أفضل كمخرج، وتجربته في الإخراج، أهمّ من حضوره كممثل في أفلام عديدة. هذا رأي صائب إلى حدٍّ كبير، لأن غالبية أدواره التمثيلية تعكس نوعاً تجارياً عادياً، لها شهرتها وجماهيريتها، لكنها تُصنع في إطار فني محترف وعاديّ (سلسلتا Spy Kid وOcean). ربما بفضل هذا التنوّع كلّه، يمتلك مكانةً في المشهد السينمائي، تدفع أكاديمية الـ "سيزار" إلى تكريمه.
لكن السؤال المطروح في أوساط الصحافة الفنية، يكمن في مسألة أخرى تماماً: هل ستُرافقه زوجته أمل علم الدين (38 عاماً) التي تؤكّد صُوَرٌ حديثةٌ أنها حامل، إلى حفلة التكريم؟


المساهمون