محاضرة بكتارا تجول في موسيقى الفيلسوف الكندي

26 ابريل 2019
ترابي: الكندي وراء تعلمي اللغة العربية (العربي الجديد)
+ الخط -
استضاف مهرجان العود الثالث في الحي الثقافي "كتارا" بالدوحة مساء أمس محاضرة للتركي أحمد ترابي، البروفيسور في جامعة مرمرة، تناول فيها التراث الموسيقي للفيلسوف الكندي، الذي حملت الدورة الثالثة اسمه.

وقال الترابي إن الكندي الذي اشتهر في أوروبا باسم "الكيندوس"، واحد من اثني عشر فيلسوفاً بارزاً في العالم، وكتب 300 مؤلف في 17 موضوعاً مختلفاً منها الموسيقى، التي كتب فيها عشر رسائل، فُقدت ست وبقيت أربع فقط.

وترابي الذي كانت رسالته في الماجستير حول الكندي، تحدث عنه بوصفه الفيلسوف الأول في الإسلام، الذي ترك أثره فيمن تبعه من فلاسفة كابن سينا والفارابي، ولهذين أيضاً إسهامات كبيرة في التنظير للموسيقى.

وميّز ترابي فلسفة الكندي بالقول إنها كانت فيثاغورية صارمة، مشيراً إلى إيمانه العميق بالعلاقة القوية بين الموسيقى التي تنتجها الأجرام السماوية والموسيقي البشرية، وإلى أنه ليس لكل الناس سماع الموسيقى الكونية، بل بعض الأنبياء والفلاسفة.

وألف الكندي مقطوعات موسيقية، لكن بحسب دراسة أحمد ترابي، فقد سبقه الخليل بن أحمد الفراهيدي، ويونس الكاتب وإسحق الموصلي.

ومكمن أهمية الكندي -وفقاً له- في أنه تعمق في جملة من العلوم وربطها بالموسيقى، فهو يرى أن العلوم تنقسم إلى قسمين: الإلهية والبشرية، وأن الموسيقى فرع من الرياضيات في سياق العلوم البشرية.

ويضيف ترابي بأن العلوم الرياضية عند الكندي تنقسم إلى: الحساب والهندسة، والفلك، والموسيقى.

ويبين أن خلاصة الكندي هنا تفيد بأن أي شخص لا يعرف الرياضيات، لا يمكنه فهم الكون والأحداث التي تجري فيه.

وفي أهمية الكندي موسيقياً قال إنه وضع مصطلحات الموسيقى العربية، وسبق الجميع في تأسيس العلاج بالموسيقى، وبحث أثرها على الحيوان، وقسم السلم الموسيقي إلى 12 صوتاً، واخترع النوتة الأبجدية، وقدم معلومات مهمة عن الموسيقيين والآلات في وقته.

وفي تاريخ الموسيقى العربية قال إنه مليء بالنقاشات حول اكتساب الموسيقى الفارسية واليونانية، ولكن الكندي الذي ترجم من اليونانية إلى العربية وضع حداً لهذه النقاشات وعزز الروح العربية، مضيفاً بأنه أسس نظاماً موسيقياً عربياً.

وقال ترابي ممازحاً إن الكندي كان واحداً من البخلاء الذين وضعهم الجاحظ في كتابه الشهير، ولكن رغم ذلك "نقول شكراً لفيلسوفنا الذي قدم الكثير من العلوم للبشرية جمعاء".

وعقب المحاضرة قال ترابي لـ"العربي الجديد" إن رسائل الكندي تخصصت في العود أكثر من الآلات الأخرى، كالكمنجة والطنبور، والقانون، والناي، ما يعني أنه غالباً كان ملماً بالعزف على هذه الآلة.

ترابي جال في عدة دول عربية، كفلسطين وسورية ومصر، وعاش في الأردن سنة. وهنا يقول إن الكندي هو من وراء "تشرفي بدراسة الموسيقى واللغة العربيتين".

ومضى يقول إنه قرأ المئات من الكتب التاريخية والأدبية والعلمية، حتى يعثر على ما له علاقة بالموسيقى.

يعمل ترابي حالياً على موسوعة موسيقية، منكباً على استخراج التراجم من الكتب والمخطوطات، وتحضير ملخصات لكل منجز موسيقي، سواء في مجالات التنظير أو العزف أو الغناء.

وختم بالقول إن القليل من يعرف الجانب الموسيقي لدى ابن سينا أو الفارابي، وقليل من يسمع بابن جامع وإسحق الموصلي.

وأحمد ترابي أستاذ للشريعة وعازف محترف على القانون، ويتولى مسؤولية قسم الموسيقى الدينية في تركيا.

دلالات
المساهمون