يُدلي الناخبون في أوكرانيا، اليوم الأحد، بأصواتهم، في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي يمكن أن تسفر عن وصول الممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي إلى منصب الرئيس.
وبعد تحقيقه نجاحاً جماهيرياً كبيراً في المسلسل السياسي الساخر "خادم الشعب"، يتجه زيلينسكي، للفوز بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، مع تأكيد كل استطلاعات الرأي تقدمه بفارق كبير على الرئيس الحالي بترو بوروشنكو، الذي أدت جهوده غير الموفقة لمعالجة الفساد وتدني مستويات المعيشة إلى تراجع شعبيته.
ويسعى المستثمرون أيضاً إلى الحصول على ضمانات بأن يعجل من سيفوز في الانتخابات بالإصلاحات اللازمة لاستمرار تدفق المساعدات الخارجية وجذب الاستثمار الأجنبي المطلوب بشدة.
وعاشت أوكرانيا خمس سنوات عصيبة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، في ظل المواجهة غير المباشرة مع روسيا في منطقة دونباس (تضمّ إقليمي دونيتسك ولوغانسك)، شرق البلاد.
وقال زيلينسكي، خلال مناظرة مع بوروشنكو، مساء الجمعة، إنه "نتاج لأخطاء الرئيس الحالي"، مضيفاً أنه جاء "لكسر هذه المنظومة". أما بوروشنكو فتطرّق إلى سوء الأوضاع في بلاده حين تولّى الرئاسة، موجّهاً انتقادات إلى منافسه لافتقاده أي خبرة سياسية.
وبحسب استطلاع هاتفي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع عشية جولة الإعادة، فإن زيلينسكي يحظى بدعم 65 في المائة ممن حسموا خيارهم، مقابل 35 في المائة لبوروشنكو. وذكر استطلاع آخر أجرته مجموعة "ريتينغ" (التقييم)، أن زيلينسكي يحظى بتأييد 73 في المائة، مقابل 27 في المائة فقط لمنافسه.
وتميّزت الفترة بين جولتي انتخابات الرئاسة الأوكرانية بحملات تشهير واسعة النطاق بحق زيلينسكي، إذ روّجت وسائل إعلام موالية لبوروشنكو لما سمته "خطورة سقوط الدولة جراء فوز مهرج ودمية الأوليغارشيا ودمية الكرملين". كما تم تداول أنباء "إدمانه المخدرات" وامتلاكه استراحة صيفية لم يكشف عنها، في إسبانيا.
أما حملة زيلينسكي، فركزت منذ الجولة الأولى هي الأخرى على اتهام الرئيس الحالي بالفساد، وتقديمه وعوداً لم يفِ بها، ووجود "عملاء الكرملين" في قمة هرم السلطة، وإفقار السكان مقابل ازدهار مصنع الشوكولا الذي يملكه بوروشنكو.
يُذكر أن الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الأوكرانية أجريت في 31 مارس الماضي بمشاركة 39 مرشحاً، وأسفرت عن تأهل زيلينسكي وبوروشنكو إلى جولة الإعادة، بحصولهما على حوالي 30 و16 في المائة من أصوات الناخبين على التوالي، وإقصاء منافستهما الرئيسية يوليا تيموشنكو من سباق الرئاسة.
(رويترز، العربي الجديد)