جميع الكائنات الحيَّة، من البكتيريا إلى الإنسان، هي شديدة الحساسيّة لشروط الحياة. فدون وجود غلاف جويّ ومياهٍ سائلة وغلاف مغناطيسي يحمي من الأشعة الكونيَّة والرياح الشمسيّة الحارقة، إنّ الحياة كما نعرفها على كوكب الأرض لن تكون ممكنةً. الأرض لديها كلّ ذلك.
يعتبر القمر "معادياً" وغير صالحٍ للحياة. لكن، كان يمكن للقمر أن يكون مأهولاً بالحياة في يوم من الأيام، كما يشكُّ علماء الفلك.
ونشر الباحثون اليوم في مجلَّة Astrobiology أي "علم الأحياء الفضائي"، تقريرًا يشير إلى أنَّ ثمة لحظتين في تاريخ الكون، كان القمر خلالهما قابلاً للحياة. المرة الأولى بعيد تشكُّل القمر قبل 4.5 مليارات سنة، والمرة الثانية قبل 3.5 مليارات سنة.
لكنّ القمر قذف كل المواد اللازمة للحياة، وحدث نفس هذا الأمر قبل 3.5 مليارات سنة. وبالتالي اختفت كل الظروف البيئيَّة الواقيَّة، والتي كانت ستحافظ على حياةٍ تستمر لملايين السنين. وأكمل ماكوش: "وفقًا للشروط المحتملة، فإنَّ السكان المتوقّعين للقمر، ليسوا البشر ذكورًا وإناثاً، بل هم البكتيريا والميكروبات".
لكنّ الفيزيائي من معهد "ماكس بلانك" للفلك في برلين، إكسل كويتز، نقد هذه الدراسة وأشار في موقع "شبيغل أون لاين"، إلى أنَّ "ثمّة توقعاً بأنَّ هنالك مياها سائلةً على سطح القمر، ولكن، يبقى هنالك الكثير من الشكوك إذا كانت هذه المياه كافية لبدء حياة، لأنها غالبيّة المياه الموجودة هي مجمّدة وليست سائلة".