البدن على جبال رم.. مهدد بالانقراض؟

26 أكتوبر 2015
البدن مهدد بالانقراض (Getty)
+ الخط -


أطلق ستون وعلاً جبليا "البدن البري" أرجلهم للريح، وما هي إلا دقائق قليلة حتى أصبحوا أحرارا خارج السياج الذي يطوق محمية رم الطبيعية (جنوب الأردن)، ليخوضوا تجربة الحياة على جبال رم الشاهقة والقاسية، بعد أن مكثوا عاماً كاملاً داخل سياح المحمية يتدربون على التأقلم مع طبيعة المنطقة في انتظار العيش فيها بحرية.


قطيع البدن الذي أطلق، مساء الخميس الماضي، هو جزء من قطيع مكون من 100 حيوان قدمتها الهيئة البيئية في أبو ظبي، قبل عام ضمن مشروع لأقلمة وإطلاق البدن في منطقة وادي رم الطبيعية، وتكاثر خلف سياج المحمية ليبلغ 142حيواناً، سيصار إلى إطلاق المتبقي منها على مراحل.


ويهدف برنامج أقلمة وإطلاق البدن البري في منطقة رم إلى إكثار الحيوانات داخل مسيجات، ومساعدتها على التأقلم على طبيعة المنطقة قبل إطلاقها داخل الوادي لتخوض تجربة الحياة وحيدة.


ويعتبر البدن من الحيوانات المهددة بالانقراض في الأردن، في منطقة وادي رم نتيجة العديد من المهددات التي تحيط به، ومن أهمها وأكثرها خطورة الصيد الجائر وتدمير الموائل الطبيعية، حسب مدير المحمية ناصر الزوايدة الذي أشار إلى أن البدن أوشك على الانقراض نهائياً حسب الدراسات التي أجريت في العام 1997، قبل تؤدي قوانين الحماية والتوعية استدامته ليبلغ عدد الحيوانات في العام 2010 قرابة 400 حيوان.


وبحسب الزوايدة الذي يدير المحمية البالغة مساحتها 720 كيلومتراً مربعاً، والتي احتضنت قطيع البدن خلف سياجها، فإن متوسط حياة البدن تبلغ 6 سنوات فقط، وإنه ينجب توائم كل خمسة أشهر.

وحول الروايات الدارجة عن قيادة الإناث للقطيع قال الزوايدة "للإناث دور ومكانة مهمة في القطيع، غالباً هي التي تُحذر قائد القطيع عن وجود مخاطر، فهي تمتلك حساسية كبير تجاه المخاطر المحدقة، لكن قيادة القطيع هي للذكر القوي".


المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة –أبوظبي الدكتورة شيخة الظاهري، أكدت أن إطلاق الحيوانات جاء بناء على خطة استندت للدراسات خول الحمولة الرعوية في الوادي، بما يضمن بقاء القطيع، وأشارت إلى أن استدامة القطيع ونموه رهن بتوفر البيئة الغذائية والحماية التي سيوفرها المجتمع المحل للحفاظ عليه.

وأضافت الظاهري أننا نعمل مع شركائنا في الأردن لنواصل مسيرة الحفاظ على هذه الأنواع وزيادة أعدادها في موائلها الطبيعية في المملكة، ونتطلع إلى إشراك كافة الجهات المعنية للعمل يداً بيد لحماية هذه الأنواع.


وبهدف ضمان حماية القطيع وعدم استهدافه بالصيد، أشار مفوض شؤون البيئة والإقليم في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية سليمان النجادات، إلى خطة لإنشاء قسم للتوعية البيئة في محمية رم يعنى بتوعية السكان والضيوف حول ضرورة حماية البدن، مشيراً إلى أن إعادة انتشار قطعان البدن في جبال رم ستساعد على استقطاب وتعزيز السياحة في الوادي.

دلالات
المساهمون