كيف جاءت المياه إلى كوكب الأرض؟

11 نوفمبر 2018
جزءٌ من المياه قادم من الغبار الشمسي (Getty)
+ الخط -
من النظريّات العلمية الشائعة، والمقبولة على نطاق واسع، أنَّ معظم المياه على سطح كوكب الأرض، قد أتت من الكويكبات الصغيرة التي كانت تصطدم بالأرض قبل ملايين السنين.

ويدافع العلماء عن هذه النظريَّة بالقول إن البنية الكيميائيَّة للمياه الموجودة في المحيطات الأرضيّة مماثلة أو قريبة من البنية الكيميائيّة للمياه على سطح تلك الكويكبات المرجح أنها اصطدمت بالأرض.

لكنّ الباحثين، الآن، وجدوا دليلاً آخر على أصولٍ أخرى للمياه الأرضيَّة. إذْ يمكن أن يكون جزءاً من هذه المياه، قد أتى، نتيجة سحب الغبار والغاز، من المنطقة التي كانت تحيط بالشمس الفتية في مراحل تشكُّلها الأولى. وأجرى هذه الدراسة فريقٌ من جامعة أريزونا، بقيادة العالم بيتر بوسك. ويظنّ الباحثون أنّ كوكب الأرض يحتوي على المزيد من الهيدروجين، أكثر بكثير مما يظنّ سابقاً، والهيدروجين هو المكوّن الأساسي للماء. 



ويجادل بوسك وزملاؤه في البحث، بأنَّ التوقيع الكيميائي للمياه الموجودة على يابسة الأرض، لا يتماثل بشكل مطلق مع التوقيع الكيميائي للمياه الموجودة على سطح الكويكبات التي صدمت كوكب الأرض. لأنّ الهيدروجين الموجود في كوكبنا، وتحديدا بين سطح قشرة الأرض، وجوهر لبّها، يختلف بشكل كبير عن الهيدروجين الموجود على سطح تلك الكويكبات. لكن، ثمّة غازات تنطلق في بعض المناطق من قشرة الأرض، تمتلك خصائص نموذجية للغبار الشمسي، والغاز المشكل للغيوم. وهذا ما يرجّح فرضية قدوم جزء من المياه الأرضية من الغبار الشمسي.

وأكد بوسك لموقع "شبيغل أون لاين"، أنَّ الجزء الكبير من المياه الأرضية قادم من الكويكبات الأخرى، والجزء الأصغر قادم من الغبار الشمسي الذي كان موجودًا حول الشمس الفتية. وقدر الباحثون المشاركون في الدراسة، أنَّ حوالي واحد او اثنين من كل 100 جزيء من المياه، يعود أصله إلى غبار السديم الشمسي. 



(العربي الجديد)
المساهمون