توفي الفنان السوري رفيق سبيعي، قبل يومين، عن عمر يناهز الـ 87 عاماً، وفي جعبته الكثير من الأعمال التي دخلت إلى كل منزل في العالم العربي، والكثير من الخلافات مع رفاق دربه في التمثيل، وأبرزهم الفنان دريد لحام.
وعلى الرغم من التاريخ المضيء بين الراحل ولحام على الصعيد المهني، إلا أن العلاقة بينهما متوقفة منذ ثلاثين عاماً، تخللتها محاولات صلح من أكثر من طرف، لكنها لم تنجح.
وكان الراحل سبيعي قد خصّص فصلاً كاملاً في مذكراته التي حملت عنوان "ثمن الحب" لخلافاته مع دريد لحام ونهاد قلعي. وأغلب هذه الخلافات كان سببها مادياً، ووصلت قبل سنوات قليلة إلى عدم تعزية لحام للسبيعي بوفاة نجله.
وبالعودة إلى المذكرات، كتب سبيعي أنّه عام 1968 باع الثنائي لحام ـ قلعي مسلسل "حمام الهنا" إلى أكثر من دولة عربية، وقبضا ثمن التوزيع هذا، من دون أن يحصل هو على حقه من هذه الصفقة، رغم أنه شريك أساسي في العمل.
كذلك وفي الإطار نفسه، تحدّث عن مشاركة الثلاثي في أعمال على القناة اللبنانية، وكان لحام يقبض بالليرة اللبنانية "ويدفع لي بالليرة السورية" يقول سبيعي في مذكراته. هذه التصرفات أدت إلى اعتذار سبيعي عن مشاركته في مسلسل "صح النوم".
عام 2013، قال دريد لحام في إحدى المقابلات إنه لن يسامح سبيعي لأنه أخطأ بحقه أخلاقيا، واتهمه بأنه نصب عليه، و"عندما يعترف أنه أخطأ أنا مستعد لأن أسامحه وأتعاون معه".
وأضاف لحام أن تعاون السبيعي معه في مسلسل "وادي المسك" الذي عرض عام 1982 تم بعد تاريخ "النصب المزعوم"، فسأله عن السبب الذي حال دون التطرق إلى هذا الأمر طوال هذه السنوات، ولماذا انتظر "أبو صياح" كل هذه المدة قبل أن يثيره؟
مقابلة لحام استدعت رداً من الراحل الذي أكد أن "دريد لحام نصب علي بمبلغ مالي وأنا عندما أقول كلمة لا أتراجع عنها، والقصة بدأت عندما عملت أنا ودريد لحام ونهاد قلعي رحمه الله مسلسل "حمام الهنا" ولكنني لم أعلم أن دريد قد نصب علي إلا بعد سنوات حيث كنت في بيروت أعمل مع زياد مولوي والتقيت هناك بأحد الأشخاص، وهو كان الموزع الذي يتعامل مع السعودية ومحطاتها، وسألني عن قلة أعمالي مؤخراً مع دريد، فقلت له إن الأجر هو السبب، وعندها أخبرني بأن دريد لحام قد باع "حمام الهنا" للتلفزيون السعودي وقبض مبلغاً مالياً كان يجب أن يقسم على أبطال العمل الثلاثة دريد ونهاد وأنا، ولكن دريد أخفى عني الموضوع واحتفظ بالمال وحده".