عزة البحرة أمّ "الرجل الذي باع ظهره"

19 يونيو 2019
من أوائل الفنانين الذين انحازوا للثورة السورية (فيسبوك)
+ الخط -
منذ إنجازها فيلم "على كف عفريت" عام 2017، أعلنت المخرجة التونسية، كوثر بن هنية، مرات عدة عن مشروعها السينمائي "الرجل الذي باع ظهره"، لكنها أوضحت، العام الماضي، أنها لا تزال تبحث عن ممثلين سوريين للقيام بأدواره الرئيسية.

ويبدو أن بن هنية أنهت بحثها هذا، إذ أفادت الممثلة السورية، عزة البحرة، لـ "العربي الجديد"، بأنها ستشارك في "الرجل الذي باع ظهره"، إلى جانب الإيطالية مونيكا بيلوتشي التي تؤدي فيه دور البطولة.

الفيلم المنتظر من تأليف كوثر بن هنية أيضاً، وشاركت في إنتاجه شركات فرنسية وسويدية وتونسية، بالإضافة إلى "شركة ميتافورا للإنتاج الفني" التي ساهمت في إنتاج فيلم "يوم أضعت ظلّي" للمخرجة السورية سؤدد كعدان الفائز بـ "أسد المستقبل" في مسابقة "آفاق" في الدورة الـ 75 (29 أغسطس/ آب ـ 8 سبتمبر/ أيلول 2018) لـ "مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي". 
أوضحت البحرة أنها تلعب دور أم لشاب سوري يُقترح عليه نقش تأشيرة "شينغن" على ظهره، ليتمكن من الهرب من سورية، ثم يُستغل ظهره لاحقاً لإشراكه في معارض أوروبية. التأشيرة المنقوشة على ظهر البطل ترمز إلى تدخل الدول واستغلالها ما يحصل في سورية، وبيلوتشي التي تؤدي دور المسؤولة عن تنظيم وتنسيق المعارض ترمز إلى من يرعون "الاستثمار في مذابح الإنسانية في سورية"، وفقاً للممثلة السورية.
وكشفت لـ "العربي الجديد" أن الشاب الذي يلعب دور البطولة هو يحيى المهايني، وهو كندي من أصل سوري في العقد الثالث من العمر. وهاجر المهايني إلى كندا رفقة عائلته حين كان في الـ 12 من عمره.
تجدر الإشارة إلى أن الفنانة عزة البحرة، ابنة الكاتب نصر الدين البحرة والفنانة التشكيلية والنحاتة عصام ميرزو، اشتهرت بمشاركاتها في أعمال تلفزيونية وسينمائية ومسرحية عدة، مثل فيلم "ليالي ابن آوى" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، ومسلسل "أوركيديا" للمخرج حاتم علي، ومسرحية "قرن الماعز" للمخرج غسان الجباعي.
وكانت البحرة، مع زوجها المخرج ثائر موسى، من أوائل الفنانين الذين انحازوا لصف الشعب في الثورة السورية، مما اضطرهما لمغادرة البلاد. وقد ساهمت في تأسيس حركة "معاً لسورية الحرة والديمقراطية"، وشاركت في مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في مدينة استوكهولم السويدية عام 2011.
أما المخرجة التونسية كوثر بن هنية فتعدّ من الأسماء المهمة في الساحة السينمائية العربية، إخراجاً وتأليفاً، إذ تناولت في أفلامها موضوعات حساسة ذات صلة بالقضايا والرؤى والتصورات الجديدة عن السلطة والدولة والمجتمع والمؤسسات، في المجتمع التونسي بعد "ثورة الياسمين".
وحصلت بن هنية على جائزة "البايارد الذهبي" ضمن "مهرجان الفيلم الفرانكوفوني" في نامور جنوب بروكسل البلجيكية عن فيلم "شلاط تونس" (2013) الذي أثار قضايا العنف الدموي ضد المرأة في الشارع وتباين المواقف إزاءه، وعلى الجائزة الكبرى "التانيت الذهبي" ضمن الدورة الـ 27 لـ "أيام قرطاج السينمائية" عن فيلمها القصير "زينب تكره الثلج" (2016).

كما أخرجت فيلمين قصيرين، هما "بطيخ الشيخ" (2018) الذي يدور حول مفهوم السلطة والصراع من أجلها في قالب كوميدي خفيف، وفيلم "يد اللوح" الذي حصد جائزة أفضل فيلم قصير في "مهرجان السينما الأفريقية" في قرطبة عام 2015. وفيلمها الروائي الطويل "على كف عفريت" رشحته تونس العام الماضي لتمثيلها في المنافسة على جائزة "أوسكار أفضل فيلم أجنبي"، وفاز بجوائز عدة من المهرجانات العربية خلال 2018.
دلالات
المساهمون