رامي عياش في السينما: كل هذا الهزل

17 ديسمبر 2015
رامي عياش من الفيلم (فيسبوك)
+ الخط -
بدأت في لبنان والعالم العربي العروض الأولى لفيلم "بابارتزي... للحب حكاية"، بطولة رامي عياش والممثلة المصرية إيمان العاصي. الفيلم يروي حكاية فنان شاب يُدعى خالد شريف (رامي عياش)، يقع صدفة في حب ملاك (إيمان عاصي)، الهاربة من سلطة والدها (عزت أبو عوف)، رجل الأعمال النافذ والمرشح للانتخابات البرلمانية. ملاك مخطوبة لابن عمها المخادع والطامع في سيطرة تيار ديني ينتسب إليه على السلطة وذلك عبر استغلال ترشُح والد ملاك لمنصب برلماني، في إشارة ضعيفة جداً لتداخل الأحداث في مصر في السنوات الأخيرة، وبطريقة تفتقد للدقة والإقناع.


الأهم أن المغني خالد شريف (عياش) يقع في حب (ملاك) صدفة في حفل كان يحييه في القاهرة، ويبدأ معها مغامرة عاطفية تقودهما إلى لبنان عبر شريط أحداث متسارع، لا رابط فيه سوى العلاقة التي استحوذت على قلب وعقل النجم الشهير، فيوقف نشاطه الفني بعد مشاهدته عبر "سكايب" لواقعة خطف حبيبته ملاك ويسافر إلى القاهرة لإنقاذها.

لكن خطيبها، وبالتواطؤ مع والدها، يوقع بعياش في قضية "اغتصاب" مفبركة للنيل من شهرته وضمان بعده عن (ملاك)، إلى أن تنكشف الأمور تباعًا.. صورة نمطية تعيدنا إلى أفلام الأكشن الهزلية التي قدمت في ثمانينيات القرن الماضي مثل "حنفي الأبهة" و"النمر والأنثى"، إنما هذه المرة بطريقة ضعيفة جداً تحركها عناصر مشتتة، أوقعت الفيلم من اللحظة الأولى في فخ التطويل عير المُبرر لراوية مستهلكة جداً.. مطاردات بالسيارات، إطلاق نار، صحافة استقصائية مع بعض السقطات العجائبية... "أكشن" كان بإمكان الكاتب تفاديها، أو ربطها بسرعة تنقذ الفيلم من حال الرتابة والتكرار المنقول عن الأفلام الغربية، أو تحييد الفيلم عن روايات قدمها الممثل أحمد السقا للسينما.

كل ذلك، نضيفه إلى مقاربات أو "كاراكتيرات" غير مقنعة استخدمها المخرج في "بابارتزي" مثل قصة الحب نفسها بين عياش وإيمان العاصي التي لم تتناسب مع أسلوب عياش وشهرته، إلى جانب انعدام توظيف قدرة الممثلين وطاقاتهم الضعيفة أصلاً لإقناع المشاهد. أما الممثلة اللبنانية كارلا بطرس في دور أم (رامي عياش)، فبدت متكلّفة جدا في الأداء، وحتى دور الكوميدي اللبناني وسام صباغ (مدير أعمال الفنان الشهير)، كان بعيداً كل البعد عن صورة الـ"manager" المحترف مقارنة مع الواقع، إضافة إلى عدم استخدام المخرج الصور اللازمة وتقديمها بطريقة مبتكرة في الفيلم المبنيّ على شهرة خالد شريف الأسطورية الملازمة فقط لشهرة رامي عياش الغنائية في الحقيقة. وذلك لا يشفع للمنتج بعدم الاستعانة بالمحترفين أولاً ولا بعدد الكومبارس اللازم أو المتممات البصرية المقنعة.


خطوة غير مكتملة العناصر لا في السيناريو ولا القصة والعلاج الدرامي للفيلم، وضعت رامي عياش في مأزق في أول تجربة سينمائية خرجت فقط باستغلال شعبية عياش الغنائية لا غير.

إقرأ أيضاً:فيلم "شمس وقمر": أحمد السقا يهجر "الأكشن" إلى الكوميديا
المساهمون