توم ويتس: سبعون

07 ديسمبر 2019
+ الخط -

يُروى أنّ توم ويتس قد وُلد في المقعد الخلفي لسيارة أُجرة، في موقف سيارات المستشفى الذي كان يُفترض أن يستقبله العالم فيه. يُقال إنّ هذه الحكاية ليست صحيحة، وليست أكثر من مزحة أطلقها ويتس في حوار معه. لكنّ الصحيح أنّه يبلغ اليوم السبعين من عمره.

في هذا الملف، نستعرض تجربة صاحب Rain Dogs، نتتبّع خيوطها منذ أن كان شابّاً، إذ هبط  آبار المدن، حيث البؤس هو نهر العالم المتدفق، مستحكمًا عصب العالم السفلي الخفي لمدينة نيويورك، قابضًا على قلب ليلة السبت من حانات الأقبية الضبابية للوس أنجليس.

في أعماله توليفة سحرية بين جاز الساحل الغربي وكاباريه الثلاثينيات، جنبًا إلى جنب مع البيبوب والموسيقى اللاتينية والغوسبل، وصولًا إلى قعقعة الإيقاعات التجريبية والموسيقى الكرنفالية والسيركيّة.

أكثر من ذلك، كان ويتس فناناً تجريبياً طليعياً؛ ففي شعره وأدائه أثراً لمسرح بريخت، ونقع في طريقة عيشه البوهيمية على أثرٍ لثقافة الـHippie، وفي التجريب الإيقاعي نعثر عنده على أثر لروّاد الموسيقى المعاصرة الأوروبية أمثال Steve Reich وHarry Partch.

بهذا، ورغم وجود مضامين وأشكال أيديولوجية في أعماله، إلّا أنه لم يتورّط في الخطابية والمباشرة، بل قدّم مُنجزه عبر رؤية فنيّة وإنسانية خالصين، لنجده، أيضاً، مُساهماً في المسرح، والسينما، والأهمّ؛ الشعر.

وقف ويتس، جنباً إلى جنب، مع أهم شعراء الولايات المتحدة وكتّابها، مثل آلن غينسبيرغ وجاك كيرواك. ربّما يتوجّس من أن يُطلق عليه لقب شاعر، ويفضّل أن يكون قاصّاً، إلا أنّنا عندما نقرأ ما يكتبه من أغانٍ، سنقع على شعر خالص. يقول: "العالم جحيم، والكتابة الرديئة تحطّ من عذاباتنا".

المساهمون