ويقدّم المعرض مجموعة من أعمال مصمم المجوهرات الشهير شلومبرجيه، الذي أسهم في تغيير مفاهيم الموضة والجمال في القرن العشرين، بفضل ما أبدعه من مجوهرات وحلي للزينة امتازت بتصاميمها المستلهمة من الطبيعة.
وتشمل محتويات المعرض ما يزيد على 125 قطعة تنتمي إلى مجموعة مجوهرات السيدة "ريتشل لامبرت ميلون" التي أهدتها إلى متحف فرجينيا للفنون الجميلة، وهي أكبر مجموعة عامة تضمّ مجوهرات وأعمال المصمم شلومبرجيه وأكثرها شمولاً.
وتكشف هذه القطع التي استلهم شلومبرجيه تصميماتها من الطبيعة، تحديداً من عالمي الحيوان والنباتات، عن خياله الواسع وذكائه وبراعته، حيت تمتزج فيها المعادن النفيسة مع الأحجار الكريمة والمواد العضوية في قالب واحد.
والمعرض من تنظيم مايكل تايلور، أمين المعرض ونائب مدير قسم الفنون والتعليم في متحف فرجينيا للفنون الجميلة، بالتعاون مع كريستي كوسر، مساعد الشؤون المتحفية في مركز مانتون للأعمال الورقية التابع لمتحف "ذا كلارك".
نُظّم المعرض للمرة الأولى في عام 2017 بمتحف فرجينيا للفنون الجميلة، وسافر بعدها إلى متحف الفنون الجميلة في سانت بطرسبرغ في فلوريدا ثم المتحف الوطني الصيني في بكين.
وعن هذا المعرض، يقول مايكل تايلور: "هذه المجموعة التي لا مثيل لها من المجوهرات وغيرها من أعمال الزينة التي صممها شلومبرجيه أهدتها السيدة "ريتشل لامبرت ميلون" إلى متحف فرجينيا للفنون الجميلة، فهي من أبرز المتبرعين في تاريخ المتحف. إنها أعمال استثنائية، تعكس الخيال المبهر لشلومبرجيه، وتؤكد وضوح رؤيته بفضل ألوانها النابضة بالحياة وروعة تشكيلها والإلهام الذي يشعّ منها".
بدأ شلومبرجيه مسيرته المهنية بتصميم مجوهرات الزينة لمصممة الأزياء الفرنسية إلسا سكيابارلي في ثلاثينيات القرن الماضي في باريس. وفي الخمسينيات، افتتح صالة عرض خاصة به في مقر دار "تيفاني & كو".
— National Museum of Qatar (@NMOQatar) October 15, 2019
|
واشتهرت تصاميم شلومبرجيه، التي تنوعت بين حافظات السجائر وعلب الحبوب والدبابيس والقلائد، بين مشاهير النساء خلال هذه الحقبة، وفي مقدمتهن السيدة ريتشل لامبرت ميلون الشهيرة باسم باني ميلون (1910-2014)، وكانت خبيرة أميركية معروفة في مجال تصميم الحدائق ومحبة لأعمال الخير، وهي السيدة التي ترجع محتويات المعرض الحالي لمجموعة مقتنياتها.
وطوال علاقة الصداقة والشراكة التي جمعت بينهما تشاطر كل من شلومبرجيه وباني ميلون شغف التصاميم النباتية والاهتمام بالبستنة على مدى عقود، وعقب اللقاء الأول عام 1954.
وتتميز تصاميم شلومبرجيه للمجوهرات بتنوع تشكيلاتها وأحجامها وألوانها وأبعادها الحيوية المختلفة التي تميز كل قطعة عن الأخرى. وقد شكل هذا المصمم المبدع المعادن والأحجار الكريمة باستخدام أساليب قصّ الكابشون ليزيد من تألق المجوهرات.
ومن أبرز ما يضمه معرض "كنوز المجوهرات" أول تشكيلة من المجوهرات التي صممها شلومبرجيه (دبابيس ذهبية للزينة). وقد استلهم تصميمها من مواد عثر عليها في أسواق السلع المستعملة المنتشرة في ربوع باريس في أواسط ثلاثينيات القرن الماضي، ومنها أزهار البورسلين المصنوع في ميسن بألمانيا.
وتعرض أدوات فريدة صنعت بغرض الاستخدام المنزلي، ومنها "ملاحة طعام" ذهبية عيار 18، وشمعدانات، وساعات مكتبية بلمسات هندسية، ومعظمها كان قد صنع خصيصاً لباني ميلون، لاستخدامها في منزلها.
وهناك تصاميم لحافظات سجائر وعلب حبوب وحقائب أدوات تجميل تمتاز بكثرة التفاصيل، وجميعها كانت تساير الموضة في حقبة الستينيات في القرن الماضي، وتستحضر في الوقت ذاته موضة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لحقائب الزينة، وكانت تباع في تيفاني آند كو، وعادة ما كانت تصميماتها بتكليف من ميلون.
قنديل البحر، وطيور على صخور، وحوريات البحر، وحبتا كرز، وقرن بازلاء، وثمرة شمّام، وثمرة خيار، بعض مما أنتجته موهبة شلومبرجيه، والعلاقة الملهمة مع باني.
ثمة جانب في المعرض يصوّر التخطيطات الأولية التي كان يرسمها شلومبرجيه قبل أن تترجم وتتجسم بالجواهر والذهب.
لا بد من القول إن الألماس ظل وقتاً خارج ميول شلومبرجيه، وغير مدرج في تصاميمه بسبب قيمته المادية، حتى إنه في إحدى المرات سخر من استعماله قائلاً: "يمكن المرءَ كذلك أن يعلّق شيكاً مالياً على لباسه".
لكن خلال العام الأول من تعامله مع دار تيفاني طلب منه وضع تصميم لاستخدام "ألماسة تيفاني" ذائعة الصيت.
وضع شلومبرجيه ثلاثة تصاميم لهذه الألماسة الأسطورية، أحدها عقد "الوردة الشريطية" الذي ارتدته الممثلة أدوري هيبورن عام 1961 خلال الحملة الترويجية لفيلم "إفطار عند تيفاني".