مجموعة أزياء "رُحَّل": سوريات يروين حكايات لجوئهن إلى لبنان

12 ابريل 2019
قدمت كارلا ضاهر عرضاً حاكى رحلة اللجوء (حسين بيضون)
+ الخط -
أطلقت جمعية "سوا للتنمية والإغاثة" المجموعة الأولى من الأزياء ضمن مشروع "ذا ماستر بيس" The Master Peace الذي جسدت من خلاله نساء سوريات رحلة لجوئهن من سورية إلى لبنان، مساء أمس الخميس، في العاصمة بيروت.

وحملت المجموعة الأولى اسم "رُحَّل" أي دائمو التنقل الذين لا يستقرون في مكان. وتروي "رُحَّل" قصة لجوء امرأة سورية حملت معها حكايات نساء سوريات أخريات من مدن الرقة وحلب وحمص ودمشق إلى سهل البقاع اللبناني.

وانعكست هذه الرحلة على تصاميم المجموعة الأولى (أزياء وإكسسوار وقطع منزلية خشبية)، فمُنحت كل قطعة اسم مدينة سورية مرّت فيها اللاجئة السورية. كما اعتمدت القطع تقنيات وتصاميم شعبية جسدت تمسك السوريات بجذورهن وثقافتهن، كالتطريز والحبك، واستخدام الألوان الترابية والأنسجة الطبيعية.


وابتكر حازم قيس التصاميم، ونفذتها ثلاثون امرأة سورية يدوياً، متعاونات في إنهاء كل قطعة، ومتبادلات المهام بين الخياطة والحياكة والتطريز، تحت إشراف أم فوزي التي كانت تمتلك مشغلاً لتعليم الخياطة في مدينة حمص، قبل لجوئها إلى لبنان.



مصمم الأزياء حازم قيس (حسين بيضون)


وفي حديثها لـ "العربي الجديد"، قالت أم فوزي إن عملية الإنتاج منحت المشاركات في المشروع اكتفاء، كما ساعدتهن في الترويح عن أنفسهن، خاصة من قُتل أزواجهن وأبناؤهن أو فُقدوا في سورية. ولفتت إلى أن الصداقة التي قامت بينهن خلقت أجواء عمل مرحة وميسرة.

وأم فوزي التي ارتدت رداء "صاية" أسود من الحرير الطبيعي خلال حفل الافتتاح، أوضحت لـ "العربي الجديد" أنها قطعتها المفضلة من مجموعة "رُحَّل"، قائلة إنها تعبر عن هويتها وانتمائها إلى بلدها سورية.



المشرفة أم فوزي (حسين بيضون)


وعبرت خديجة بكور (أم حمزة) التي تولت حياكة الصوف في المشروع عن رضاها، ولفتت إلى أن أجواء الغناء والرقص بين النساء خففت من التعب والضغط اللذين رافقا المشروع، مشيرة إلى أن المنافسة على صنع القطعة الأجمل خلقت حماسة بينهن.

وقالت إن التكاتف والتكامل بين المشاركات ظاهر في الأزياء، إذ احتاجت أحياناً قطعة واحدة إلى تعاون أربع نساء مع بعضهن البعض في الخياطة والتطريز والحياكة والكروشيه، كما شاركت بناتها أحياناً في صناعة بعض القطع.



شاركت ثلاثون سيدة سورية في المشروع (حسين بيضون)

وتنوع الحضور بين أزواج النساء صاحبات المشروع وأولادهن وبناتهن، وعاملين في الجمعيات المتخصصة بشؤون اللاجئين واللاجئات في لبنان من جنسيات عدة، إضافة إلى المهتمين والداعمين.

وتضمن حفل الإطلاق عرضا تعبيريا قدمته عارضة الأزياء اللبنانية، كارلا ضاهر، وحاكى رحلة اللجوء.



عارضة الأزياء كارلا ضاهر (حسين بيضون)


وأفادت جمعية "سوا للتنمية والإغاثة" بأنها طورت المشروع سعياً إلى دعم الأفراد السوريين في البقاع اللبناني وتقديم فرص عمل جديدة وبديلة لهم، بدعم من "المركز الإستوني للاجئين".

يذكر أن "سوا للتنمية والإغاثة" أسستها ربى محيسن عام 2011، "استجابة لوصول أول 40 عائلة سورية لاجئة إلى لبنان"، وتشمل هذه المبادرة حالياً ناشطين محليين ودوليين.

تجدر الإشارة إلى عدد اللاجئين السوريين في لبنان بلغ 997 ألف لاجئ، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، حسب "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين"، إضافة إلى لاجئين سوريين غير مسجلين لدى المفوضية.

المساهمون