فرقة الزرنة الجزائرية تفتتح "الأسبوع الأفريقي" في باريس

23 مايو 2018
يرتدي أعضاء فرق الزرنة زيّاً خاصاً
+ الخط -
تشارك الجزائر كضيف شرف في فعاليات "الأسبوع الأفريقي"، الذي تنظمه المجموعة الأفريقية لدى يونسكو في العاصمة الفرنسية، باريس، ابتداءً من يوم الثلاثاء 22 مايو/ أيار، تحت شعار "التراث الثقافي الأفريقي اللامادي، غبطة وعزة أفريقيا".

وتندرج هذه الفعاليات، التي تدوم مدة أسبوع، في إطار الاحتفال باليوم العالمي لأفريقيا يوم 25 مايو/ أيار، الذي يصادف ذكرى إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية. وقال المنظمون إنه سيتم من خلالها إبراز غنى التراث والتنوع الثقافي الأفريقي، داعين إلى تقارب بين الشعوب.


ويضم برنامج التظاهرة عروضاً فنية ومؤتمرات وأفلاماً، ومناسبات لتذوّق أطباق فن الطبخ الأفريقي. وشهد حفل الافتتاح أمس الثلاثاء في مقر منظمة يونسكو، بحضور كثير من الشخصيات التي تمثل القارة، عرضاً موسيقياً يؤديه المطرب المالي بابا ساكو، وفرقة الزرنة الجزائرية.

ووجدت فرق الزرناجية أو (الزرنة) مكانها منذ أمد بعيد في الأعراس الجزائرية والاحتفالات والأعياد الدينية، حيث يفضّل المدعوّون الاستمتاع بأنغام وصوت الزرنة، والرقص عليها في الشارع مع الأهل وسكان الحي.

والزرنة عبارة عن آلة موسيقية هوائية تعمل بالنفخ، تتصف بصوت عالٍ جداً، لذلك تشكل والطبل ثنائياً إلزامياً، إذ يستخدمان عادة في الاحتفالات والأعراس والرقصات الشعبية التراثية.




ويرتدي أعضاء فرق الزرنة زيّاً خاصاً، يتمثل في السروال العريض المدور وقميص بكمين، وآخر من دون كمين، وطربوش أحمر مطرّز. ومن ميزات برنامج عمل فرقة الزرنة أنّ المسؤول عن الفرقة يحضّر أغاني قديمة مستوحاة من التراث الجزائري، ويذكّر بها الحاضرين لتزيد بهجة العرس أو الاحتفال.


وتجدر الإشارة إلى أن فرقة الزرنة طورها وكرّسها شعبياً (منصور بوعلام)، المعروف فنياً بـ(شيخ الشيوخ تيتيش بوعلام)، المولود عام 1908م في حي القصبة بالجزائر العاصمة، وقد جعله عشقه للموسيقى يترك مقاعد الدراسة، لتعلم العزف على آلة الزرنة التي كان والده، أحمد تيتيش، أحد شيوخها، فبات يرافقه في المناسبات، والأعراس، وهو لم يتجاوز بعد الثانية عشرة من عمره، فبدأ كضارب على الطبل، ثم الزرنة.


كذلك، كان متيّماً بالموسيقى الأندلسية، مما دفعه إلى الانخراط في جمعية "الموصلية" التي كان يترأسها المرحوم "محي الدين بشطارزي" سنة 1932، وهي السنة التي شهدت رحيل والده، وفيها أيضاً أنشأ أول فرقة زرنة خاصة به، دمج من خلالها الموسيقى الأندلسية في الزرنة وألبسها الطابع الكلاسيكي العاصمي، ليحدث تغييراً فنياً جذرياً، ويحولها إلى موسيقى تقليدية شعبية.

 

 

 

المساهمون