عرب في لجان تحكيم سينمائية دولية... مشاركات مختلفة ومسؤوليات كثيرة

04 اغسطس 2019
شاركت هند صبري في لجنة تحكيم "مهرجان فينيسيا" (Getty)
+ الخط -
ليست هند صبري، الممثلة التونسية التي تعمل في مصر، أول عربيّة تُشارك في لجنة تحكيم دولية، في مهرجانات سينمائية، بعضها ينتمي إلى الفئة الأولى. فهي اختيرت للمشاركة في لجنة تحكيم "أفضل أول فيلم"، في الدورة الـ76 (29 أغسطس/ آب ـ 8 سبتمبر/ أيلول 2019) لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي"، واختيارها مناسبةٌ لاستعادة بعض الماضي المتعلّق بهذا الجانب من الحضور السينمائيّ العربي في العالم.
اللجنة هذه يترأسها السينمائي البوسني أمير كوستوريتزا، وتضمّ أنتونيتا دي ليلّو (مخرجة ومُصوّرة فوتوغرافية وصحافية إيطالية) ومايكل جي فرنر (منتج أميركي)، وتمنح جائزة باسم لويجي دي لورنتيس (1917 ـ 1992)، الإيطالي العامل في الإنتاج السينمائي، الذي يحضر اسمه، منذ عام 1999، في مهرجان فينيسيا (لا موسترا)، عبر جائزة تُسمّى أيضًا "أسد المستقبل" (أفضل أول فيلم). وهذه جائزة نالتها السورية سؤدد كعدان، عن "يوم أضعت ظلّي" (2018)، في الدورة الـ75 (29 أغسطس/ آب ـ 8 سبتمبر/أيلول 2018) للمهرجان نفسه.

إعلان مشاركة صبري في هذه اللجنة مناسبة لاستعادة مشاركات عربية سابقة في مهرجانات دولية، أبرزها ـ إلى جانب فينيسيا ـ برلين (برليناله) و"كانّ". ففي الدورة الـ72 (14 ـ 25 مايو/أيار 2019) لمهرجان "كانّ" السينمائي، ترأست اللبنانية نادين لبكي لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما" un certain regard، بعد عامٍ واحد على نيلها جائزة لجنة التحكيم، في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/أيار 2018) في المهرجان نفسه، عن فيلمها الروائي الثالث "كفرناحوم". ولبكي شاركت في لجنة تحكيم مسابقة "آفاق" في الدورة الـ69 (29 أغسطس/آب ـ 8 سبتمبر/أيلول 2012) لـ"لا موسترا"، برئاسة الممثل الإيطالي بيارفرنشيسكو فافينو. المسابقة نفسها شهدت حضور الفلسطينية آن ـ ماري جاسر في لجنة تحكيمها، برئاسة الممثل الأميركي الإسباني بينيتشيو دل تورو، في دورة العام 2018، المُقامة بين 8 و19 مايو 2018؛ علمًا أن جاسر شاركت في لجنة التحكيم الرسمية للدورة الـ54 (28 يونيو/حزيران ـ 6 يوليو/تموز 2019) لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي"، برئاسة السينمائي التشيكي ستيبان هوليك.
أما الموسيقيّ اللبناني الفرنسي غبريال يارد ـ الفائز بـ"أوسكار" أفضل موسيقى درامية عن عمله في "المريض الإنكليزي" (1996) للبريطاني أنتوني مانغيلا، وبـ"غولدن غلوب" في الفئة نفسها عن عمله في الفيلم نفسه أيضًا، بالإضافة إلى جوائز أخرى متعددة، أبرزها "سيزار" الفرنسية عن "العشيق" (1992) للفرنسي جان ـ جاك آنو ـ فشارك في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة الـ70 (17 ـ 28 مايو 2017) لمهرجان "كانّ"، برئاسة المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار.
قبل 5 أعوام على نيله تنويهًا خاصًا في مهرجان "كانّ" الـ72 أيضًا، عن فيلمه "لا بُدّ أن تكون الجنّة"، اختير الفلسطيني إيليا سليمان للمشاركة في لجنة التحكيم الدولية للدورة الـ71 (27 أغسطس ــ 6 سبتمبر 2014) لـ"لا موسترا"، برئاسة الموسيقيّ الفرنسي ألكسندر دوبلا. أما مسابقة "آفاق" في المهرجان نفسه، فشهدت مشاركة أكثر من عربيّ في لجان تحكيمها، في دورات مختلفة، كالممثلين المصريين عمرو واكد ونيلي كريم والمنتج المصري محمد حفظي: الأول في "لا موسترا الـ70" (28 أغسطس ـ 7 سبتمبر 2013)، وهي الدورة نفسها التي ترأّست خلالها السعودية هيفاء المنصور لجنة تحكيم "لويجي دي لورنتيس"؛ والثانية في "لا موسترا الـ73" (31 أغسطس ـ 10 سبتمبر 2016)؛ والثالث في "لا موسترا الـ75" (29 أغسطس ـ 8 سبتمبر 2018)، وهي الدورة نفسها التي اختيرت فيها المخرجة التونسية كوثر بن هنيّة للمشاركة في لجنة تحكيم "لويجي دي لورنتيس". في المسابقة نفسها، اختيرت زميلتها التونسية رجاء عماري في "لا موسترا 67" (1 ـ 11 سبتمبر 2010).
بالإضافة إلى هؤلاء، اختير الممثل والمخرج والمنتج السعودي محمود صبّاغ لعضوية لجنة تحكيم "أفضل أول فيلم"، مع المخرج الغواتيمالي جايرو بوستامنتي والممثلة الفرنسية كلوتيلد كورو، في الدورة الـ67 (9 ـ 19 فبراير/شباط 2017) للـ"برليناله"، علمًا أن الناشطة الثقافية اللبنانية كريتسين طعمة اختيرت للجنة التحكيم الدولية للأفلام القصيرة، مع الإندونيسي إدوين والبرتغالي نونو رودريغز، في الدورة الـ64 (6 ـ 16 فبراير 2014) للـ"برليناله" أيضًا.
قبل ذلك، اختير الكاتب الجزائري (باللغة الفرنسية) بوعلام صنصال لعضوية لجنة التحكيم الخاصّة بالمسابقة الرسمية للدورة الـ62 (9 ـ 19 فبراير 2012) للـ"برليناله"، برئاسة السينمائي البريطاني مايك لي. لكن، قبل 12 عامًا، كان الكاتب المغربي الطاهر بنجلّون عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الدولية للدورة الـ57 (30 أغسطس ـ 9 سبتمبر 2000) لـ"لا موسترا"، برئاسة التشيكي ميلوش فورمان. كما أنّ الناقدين الراحلين، اللبناني غسان عبد الخالق والمصري سمير فريد، كانا عضوي لجنة تحكيم المسابقة الدولية لـ"كونتروكورّينتي"، التي تمنح "جائزة أس. ماريو": الأول في الدورة الـ59 (28 أغسطس ـ 7 سبتمبر 2006) لـ"لا موسترا"، والثاني في الدورة التالية لها (27 أغسطس ـ 6 سبتمبر 2003). والجائزة مخصّصة بأفلام مختلفة وتجديدية.
بين عامي 2000 و2019، شارك 12 عربيًا في لجان تحكيم مختلفة، في مهرجان "كانّ" السينمائي، بدءًا من المونتير والمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي، في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في الدورة الـ54 (9 ـ 20 مايو 2000)، وصولاً إلى نادين لبكي رئيسةً للجنة تحكيم "نظرة ما" (2019)، التي شاركت فيها قبل 4 أعوام، مع السعودية هيفاء المنصور، في الدورة الـ68، المُقامة بين 13 و24 مايو 2015، وهي الدورة نفسها التي اختيرت فيها اللبنانية جوانا حاجي توما للمشاركة في لجنة تحكيم "سينيفونداسيون" والأفلام القصيرة، أي قبل 3 أعوام على اختيار شريكها في العمل والحياة، خليل جريج، للمشاركة في اللجنة نفسها (الدورة الـ71، بين 8 و19 مايو 2018).
المسابقة نفسها أيضًا شهدت مشاركة المخرج المصري يُسري نصرالله في لجنة تحكيم دورتها الـ58 (11 ـ 22 مايو 2005)، والمخرج التونسي فريد بوغدير في لجنة تحكيم دورتها الـ62 (13 ـ 24 مايو 2009). أما المسابقة الرسمية الدولية (الأفلام الطويلة)، في المهرجان الفرنسي الدولي نفسه، فعرفت مشاركة الفلسطيني إيليا سليمان في الدورة الـ59 (17 ـ 28 مايو 2006)، والجزائري الفرنسي رشيد بوشارب في الدورة الـ61 (14 ـ 25 مايو 2008)، وهي الدورة نفسها التي شهدت مشاركة الناقد المصري ياسر مُهاب في لجنة تحكيم "نظرة ما". الفلسطينية هيام عباس شاركت، هي أيضًا، في لجنة تحكيم المسابقة الدولية للمهرجان نفسه، في دورته الـ65 (16 ـ 27 مايو 2012).
هذه أمثلة، لا تُلغي مُشاركات عربيّة أخرى في لجان تحكيم دولية متعددة. أمثلة تُكمِل حضورًا سينمائيًا عبر الأفلام أيضًا في تلك المحافل نفسها، وبعض الأفلام حاصل على جوائز. لجان تحكيم في مهرجانات ممتدة من أوروبا (لوكارنو ولندن وسان سيباستيان وغيرها) إلى الولايات المتحدة الأميركية (ساندانس) ودول متعددة في أميركا اللاتينية وأفريقيا.
دلالات
المساهمون