حتى الساعة، تتمحور عمليات البحث عن أصول فيروس كورونا المستجدّ حول "السوق الرطب" في ووهان، حيث تباع الحيوانات البرية، والماشية، وغيرها. إذ إن الإصابات الأولى بالفيروس في الصين بدأت هناك.
والأسواق الرطبة هي أسواق تباع فيها اللحوم الحية، وتنتشر بشكل كبير في شرق آسيا وفي أميركا اللاتينية، وبعض الدول الأفريقية. وتباع فيها الحيوانات بهدف أكلها أو المتاجرة بجلودها أو فروها، أو غيرها من الأعضاء التي تستخدم في صناعة الملابس أو في الطب التقليدي.
ورغم أن لا جواب حاسما علمياً حتى الساعة حول ارتباط مؤكد للسوق بتفشي الفيروس، ولا جواب مؤكدا حول الحيوان الذي نقل الوباء إلى البشر، تبقى الظروف التي تعرض وتباع فيها الحيوانات في هذه الأسواق مرعبة. وهو ما أدى إلى انطلاق حملات عالمية عدة، قبل الفيروس وبعده، تدعو إلى إقفالها، وإلى تنظيم عملية بيع اللحوم بشكل قانوني يحترم الطبيعة ويحترم الحيوانات.
ففي أفريقيا مثلاً، أدى الطلب الكبير على لحوم وجلود وأسنان حيوانات عدة، بينها الفيل ووحيد القرن وآكل النمل الحرشفي، إلى تضاؤل عددها بشكل كبير، ما يهدد بانقراضها. وكانت الصين هي المستورد الأول لهذه "البضائع".
وإلى جانب تهديدها للحياة البرية، تحمل هذه التجارة أبعادا كثيرة. إذ أجرت جمعية خاصة بالحفاظ على وجود الفيلة عبر العالم، وحمايتها من الانقراض، دراسة بين العامين 2010 و2012، كشفت فيها كيف تقوم منظمة "الشباب" في الصومال بالاستفادة من تجارة العاج، بعد اصطياد الفيلة من قبل صيادين في كينيا.
في ما يلي مجموعة من الصور للأسواق الرطبة حول العالم، وما يمكن أن يبيعه التجار والبائعون هناك:
في السوق الرطب في شانغهاي، صينيون يشترون الدجاج الذي يعرض في الشارع، بعد ذبحه مباشرة.
(نويل سيليس/فرانس برس)
في هذه الصورة من الفيليبين، يضع صاحب المكان ستارة بلاستيكية حفاظاً على التباعد الاجتماعي الذي فرضته السلطات.
(إرزا أكايان/Getty)
في هذه الصورة من عام 2010، يظهر ذنب حصان معلّق للبيع في سوق رطب في هونغ كونغ.
(بيتر تشارلزوورث/Getty)
يظهر في الصورة أدناه جلد حيوان آكل النمل الحرشفي وغيره من الحيوانات في أحد الأسواق الحية في ليبرفيل في الغابون.
(سيتف جوردان/فرانس برس)
في العاصمة التايلندية، يخصص جزء واسع من السوق الرطب لبيع الحشرات التي تستخدم أنواع كثيرة منها في تحضير الطعام التقليدي.
(فرانس برس)