المرأة في صناعة الكرتون: الحضور أكبر... لكنّ الطريق طويل

12 يونيو 2019
لا تزال السمروات أقل حضوراً (ماريلا سيسيليا/Getty/Mondadori Portfolio)
+ الخط -
مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017، بدا كأن عالم صناعة الأفلام في هوليوود سيتغيّر إلى الأبد. للمرة الأولى، اعترفت عشرات الممثلات والعاملات، بأنّ المنتج هارفي وينستين، أشهر منتجي هوليوود، تحرّش بهنّ جنسياً طيلة عقود. أطيح بالمنتج، وتصوّر الجميع أننا أمام تدشين عهد جديد من المساواة الجندرية في عالم الترفيه.

لكن بعد حوالي عامين من ذلك التاريخ، يبدو أن التغييرات التي كانت متوقّعة لم تصل إلى خواتيمها السعيدة. ورغم أن المهرجانات باتت تمنح جوائز أكثر للنساء، ورغم أنّ موضوع التحرّش الجنسي تراجع نسبياً، لا تزال دراسات كثيرة تكشف أن المساواة بين الجنسين في عالم صناعة الأفلام، لا تزال بعيدة.

مناسبة الحديث هو تقرير جديد حول حالة اندماج المرأة في صناعة الرسوم المتحركة خلص إلى أن حضورها صار أكبر، لكن الطريق لا تزال طويلة أمامهن، خاصة بالنسبة للنساء ذوات البشرة الملونة. وكُشف النقاب عن الدراسة خلال فعاليات مهرجان آنسي الدولي للرسوم المتحركة، والتي أجرتها كل ستاسي ل. سميث ومبادرة USC Annenberg Inclusion Initiative، بشراكة مع Women in Animation.

ووُصفت الدراسة التي حملت عنوان "الاندماج في مجال الرسوم المتحركة" بأنها التحليل الأكثر شمولية وعمقاً في صناعة الترفيه مع التركيز على الرسوم المتحركة.

وخصّ التحقيق صناعة الرسوم المتحركة عبر الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الشعبية، وتقييم مدى انتشار النساء فوق وتحت خط الأدوار الرئيسية، وفي الرتب التنفيذية في الشركات والاستوديوهات الكبرى.

وتكشف النتائج عن بعض الاتجاهات الإيجابية، إذ تشكل النساء حوالي نصف المديرين التنفيذيين في صناعة الرسوم المتحركة، ونصف الوظائف الأقوى في شركات واستوديوهات الرسوم المتحركة الكبرى.

وقالت سميث "هناك مجال آخر نرى فيه بعض التقدم وهو إنتاج النساء لأفلام الرسوم المتحركة"، ففي الأعوام الاثني عشر الماضية، صار 37 في المئة من منتجي الأفلام المتحركة من النساء، بينما كانت النسبة 15 في المئة بالنسبة لأفلام التمثيل المباشر.

ومع ذلك، فإن 5 في المئة فقط من منتجي الأفلام المتحركة و1 في المئة من منتجي الأفلام الحية هم من النساء السمراوات.

وتشير البيانات المتعلقة بمخرجي الأفلام ورؤساء الوحدات في أفلام الرسوم المتحركة والمسلسلات التلفزيونية إلى أنه بمجرد دخول النساء إلى حقل الرسوم المتحركة، ينسحبن أو يتم دفعهن إلى أعمال أخرى أثناء تنقلهن في المسارات الوظيفية.

وكانت 3 في المئة فقط من مخرجي الأفلام المتحركة خلال السنوات 12 الماضية من النساء، في حين أن 13 في المئة من الحلقات التي تم تقييمها عبر برامج تلفزيونية كرتونية شهيرة من عام 2018 كان لها مخرجات.

وكانت هناك امرأة واحدة فقط من المخرجين السينمائيين وثلاث مديرات تلفزيونيات من نساء من خلفيات عرقية وإثنية، لا يتم تمثيلها بما فيه الكفاية.

ووجدت الدراسة أن قلة التنوع توضح أن أصوات وقصص الأفلام والبرامج المتحركة تعكس مجموعة سكانية ضيقة للغاية من رواة القصص.

على عكس الأفلام، كان 20 في المئة من المنتجين التنفيذيين و17 في المئة من المنتجين التنفيذيين المشاركين و34 في المئة من المنتجين في التلفزيون من النساء.

وكانت ست نساء فقط منتجات تنفيذيات، في حين أن 8 في المئة من المنتجين كن نساء من خلفيات عرقية/إثنية ناقصة التمثيل.

وشغلت النساء 17 في المئة من الأسماء التي تلي إشارات "صُنع من قبل" أو "طُوِّر من قبل" في التلفزيون، وكان ثلاثة منها فقط لنساء سمراوات.

من حيث التمثيل، فقط 20 من أفضل 120 من الرسوم المتحركة بين 2007 و2008 كان لها قيادة أو قيادة مشتركة لإناث. وثلاثة من هذه الأفلام تصور أنثى سمراء كبطلة رواية.

كانت الأرقام أفضل، لكن غير متساوية، عبر الحلقة الأولى أو الجزء الأول من أفضل 100 مسلسل تلفزيوني للرسوم المتحركة.

في الأدوار الأساسية، لا يزال عدد النساء أقل في الأفلام والتلفزيون. عبر 52 فيلماً من أفضل أفلام الرسوم المتحركة في الأعوام الخمسة الماضية، كانت نسبة 7 في المئة فقط من رؤوس القصة من النساء، و8 في المئة من رؤساء التحريك و14 في مئة من المدراء الفنيين، وشغلت النساء السمراوات 6 و3 و4 في المئة من هذه المهام على التوالي.

وعبر 100 مسلسل تلفزيوني شهير، شكّلت الإناث 16 في المئة من مخرجي الرسوم المتحركة و20 في المئة من كبار المحركين، و11 في المئة من فناني الستوريبورد.

وقد لوحظت نسب أعلى قليلاً من النساء السمراوات في هذه الأدوار مقارنةً بالفيلم، حيث 8 و13 و3 في المئة من المناصب في هذه الوظائف المعنية ذهبت إلى نساء من خلفيات عرقية/إثنية ناقصة التمثيل.

ونقل موقع "ديدلاين" عن رئيسة منظمة المرأة في صناعة الرسوم المتحركة، مارج "تؤكد هذه الدراسة ما عرفناه طوال الوقت، وهو أن النساء مصدر إبداعي غير مستغَل بشكل كبير في صناعة الرسوم المتحركة".

وتابعت "الآن وقد أصبح لدينا فهم أكبر للأرقام وما هي الحلول التي قد تساعد في تصحيح هذا النقص، يمكننا اتخاذ خطوات أكبر نحو هدفنا المتمثل في المناصفة بحلول عام 2025".

تم تحديد العوائق الرئيسية التي تواجه المرأة في صناعة الرسوم المتحركة بالثقافة التي يسيطر عليها الذكور، بحيث وجهة نظر المرأة في الصناعة أقل قيمة، والنساء يرين أنهن أقل اهتماماً في هذا المجال. كما تم استكشاف عوائق خاصة تواجه النساء السمراوات، وهي آثار "رمزية" مثل مشاعر العزلة.

وقالت كاثرين بيبر، من مؤلفي الدراسة "أحد المشاعر التي برزت من الاستجابات النوعية هو الشعور بعدم الثقة والشك من جانب أعضاء صناعة الرسوم المتحركة بشأن الجهود الحالية المحيطة بالإدماج".
وتابعت "تصارع الشركات والأفراد في دعم وتوسيع مهن النساء في الصناعة، بما في ذلك النساء من جميع الخلفيات والمجتمعات، ويجب أن يكون الهدف هو ضمان شعور الجميع بالانتماء وأن الرجال والنساء ملتزمون بأهداف الإدماج، والعمل الجماعي نحو تحقيقها".

المساهمون