يقع سوق شهربان، أو سوق المقدادية الكبير، في بلدة المقدادية التابعة لمحافظة ديالى، شمال شرق العاصمة العراقية بغداد، حيث كانت النساء يشاركن الرجال في إدارة بعض المحال التجارية، حتى كبرت فروعه وصار يشكل عصب الحياة لسكان تلك مدينة. في هذه الأيام، تمر 120 عاماً على ميلاد السوق، لكنه مثل ما يقول سكان المدينة حاله لا يختلف عن حالهم؛ فالسوق يحتضر بفعل سنوات الاحتلال وما خلفته في المدينة من كوارث وأحداث دامية جعلته منسي الذكر، إلا من سكان المدينة الأصليين الذين يعرفونه وترتبط ذكرياتهم اليومية وحتى السياسية، التي كان السوق مسرحاً لها، وشهدت أروقته هتافات مثل "عاشت فلسطين حرة عربية"، و"أخذونا للجبهة نحارب" و"يا عمال العالم اتحدوا".
يقول الشيخ غضنفر المهداوي، أحد أعيان مدينة المقدادية، إن الحديث عن سوق المقدادية له شجون وذكريات جميلة، ففي هذا السوق يمر نهر اسمه نهر الشاخة، وهو مجرى مائي كبير تسقى منه البساتين والأراضي الزراعية المنتشرة على جنبات السوق، كما يمر من جانب جامع المقدادية الكبير داخل السوق الذي أنشئ قبل أكثر من 400 عام، وعلى جانب نهر الشاخة توجد بيوت ومحال الجزارين وكان يسمى سوق الفقير.
يضيف المهداوي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، "يعتبر سوق المقدادية الكبير من أقدم الأسواق في محافظة ديالى، وينقسم إلى عدة أقسام، منها السوق المسقف وفيه محال البزازين، وسوق بيع الأواني، وسوق نهر الشاخة، الّذي يحتوي إلى مجموعة من البقالين ومجموعة من دكاكين المواد الإنشائية، وسوق وجامع الأورفه لي، أيضاً هناك النجارون وصاغة وباعة الذهب وما شابه ذلك من حرف، كما يعتبر السوق المسقف من تراث قضاء المقدادية، فالداخل إلى السواق يرى شيئاً تراثياً لافتاً. يوضح: "هناك عدد من المقاهي، ومن أشهرها مقهى أبو غفور ومقهى رحمن صفر. هذه المقاهي كان يجتمع فيها وجهاء العشائر وأعيان المدينة، وأحياناً كانوا يحلون النزاعات بين المتنازعين؛ فقد كان لتلك المقاهي أثر طيب على المجتمع، وهي تختلف عن مقاهي اليوم المخصصة لأخذ الشيشة ولعب الدومينو والقمار".
يتابع المهداوي: "وبالرغم من أن المجتمع في مدينة المقدادية من المجتمعات المحافظة، خصوصاً في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلا أننا نجد أن بعض النسوة كنّ يعملن في السوق مع إخوتهن، أو في دكاكين أقاربهن في المكتبة أو المحلات الغذائية". يقول: "أعتبر سوق المقدادية من أجمل الأسواق في محافظة ديالى؛ فالسوق المسقف كان السوق الوحيد في المحافظة، وكان يحتوي أيضاً على حرف مثل صناعة الأحذية، وكذلك صناعة أحذية الخيول؛ لأنه في ذلك الوقت، أي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لم تكن هناك سيارات، كان الاعتماد على الخيول بشكل كبير".
اقــرأ أيضاً
يشير المهداوي إلى أنه في الستينيات والسبعينيات كانت في سوق المقدادية نشاطات سياسية، منها ما هو إسلامي، وشيوعي، وعندما جاء حزب البعث انتهى الحزب الشيوعي، ولم يبق منهم إلا القليل. كانت تنطلق تظاهرات دعماً للقضية الفلسطينية، في ساحة عبد الكريم قاسم، وفي داخل السوق في فلكة.
اقــرأ أيضاً
الصحافي مالك عبد القادر، من رواد السوق الكبير، يقول لـ"العربي الجديد": "لقد اشتهرت مدينة شهربان (المقدادية) وسوقها بمطاعم الأكلات الشعبية والعربات المتجولة والدوندرمه (آيس كريم)، وشربة الزبيب، والطرشي، وعدد من المقاهي".
ويشير عبد القادر إلى أن السوق اليوم تغير وأصبح فقط للذكريات، يتذكره رواد وتجار وسكان المقدادية بعد أن غاب ورحل عنه أغلب التجار الّذين كانوا يمثلون أعمدة ذلك السوق، مشيراً إلى أن الأحداث التي عصفت به من حرق المحالات التجارية وفتح مجموعة من الأسواق انعكس بشكل سلبي على استمرارية عمل السوق.
يضيف المهداوي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، "يعتبر سوق المقدادية الكبير من أقدم الأسواق في محافظة ديالى، وينقسم إلى عدة أقسام، منها السوق المسقف وفيه محال البزازين، وسوق بيع الأواني، وسوق نهر الشاخة، الّذي يحتوي إلى مجموعة من البقالين ومجموعة من دكاكين المواد الإنشائية، وسوق وجامع الأورفه لي، أيضاً هناك النجارون وصاغة وباعة الذهب وما شابه ذلك من حرف، كما يعتبر السوق المسقف من تراث قضاء المقدادية، فالداخل إلى السواق يرى شيئاً تراثياً لافتاً. يوضح: "هناك عدد من المقاهي، ومن أشهرها مقهى أبو غفور ومقهى رحمن صفر. هذه المقاهي كان يجتمع فيها وجهاء العشائر وأعيان المدينة، وأحياناً كانوا يحلون النزاعات بين المتنازعين؛ فقد كان لتلك المقاهي أثر طيب على المجتمع، وهي تختلف عن مقاهي اليوم المخصصة لأخذ الشيشة ولعب الدومينو والقمار".
يتابع المهداوي: "وبالرغم من أن المجتمع في مدينة المقدادية من المجتمعات المحافظة، خصوصاً في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلا أننا نجد أن بعض النسوة كنّ يعملن في السوق مع إخوتهن، أو في دكاكين أقاربهن في المكتبة أو المحلات الغذائية". يقول: "أعتبر سوق المقدادية من أجمل الأسواق في محافظة ديالى؛ فالسوق المسقف كان السوق الوحيد في المحافظة، وكان يحتوي أيضاً على حرف مثل صناعة الأحذية، وكذلك صناعة أحذية الخيول؛ لأنه في ذلك الوقت، أي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لم تكن هناك سيارات، كان الاعتماد على الخيول بشكل كبير".
تميز السوق بوجود عدد كبير من صاغة الذهب، وكان أغلبهم من أبناء ديانة الصابئة المندائية، أبرزهم السيد عبد الخالق المندائي، والكثير من الصاغة المعروفين على مستوى محافظة ديالى؛ إذ كان المندائيون يتميزون بحرفة صناعة الذهب حتى بعد الاحتلال الأميركي للعراق، إلا أن أغلبهم هاجروا وغادروا مدينة المقدادية أثناء الحرب الطائفية عام 2006 وما تلتها ومنهم من توجه إلى إقليم كردستان العراق.
يشير المهداوي إلى أنه في الستينيات والسبعينيات كانت في سوق المقدادية نشاطات سياسية، منها ما هو إسلامي، وشيوعي، وعندما جاء حزب البعث انتهى الحزب الشيوعي، ولم يبق منهم إلا القليل. كانت تنطلق تظاهرات دعماً للقضية الفلسطينية، في ساحة عبد الكريم قاسم، وفي داخل السوق في فلكة.
ويشير عبد القادر إلى أن السوق اليوم تغير وأصبح فقط للذكريات، يتذكره رواد وتجار وسكان المقدادية بعد أن غاب ورحل عنه أغلب التجار الّذين كانوا يمثلون أعمدة ذلك السوق، مشيراً إلى أن الأحداث التي عصفت به من حرق المحالات التجارية وفتح مجموعة من الأسواق انعكس بشكل سلبي على استمرارية عمل السوق.