الدراما السورية... بدايات منهكة لموسم ضعيف

04 مايو 2020
يشارك مكسيم خليل ببطولة "أولاد آدم" (من المسلسل)
+ الخط -
وصلت الدراما السورية والعربية إجمالاً إلى الشاشات هذا الموسم الرمضاني بشقّ الأنفس، وذلك لما يعتريها من أزمات مالية وسوق إنتاجي ضعيف، بالإضافة لفيروس كورونا الذي شلّ حركة العمل بأشكالها كافة ومن ضمنها الدراما. وفي حين برزت أعمال توقفت أخرى عن العرض وخرجت من الموسم، ولكن كيف كانت البدايات؟ 

"أولاد آدم"
غلبت المباشرة في الطرح على الأعمال كافة تقريباً، إذ توضَّحت معالم القصص مع توقعات نهاياتها منذ البداية. ففي "أولاد آدم" تدور الحلقات الأولى حول الشخصيات الأربع من دون الخروج عنهم، فلا تتشعب القصص ولا تدخل في صراعات كبيرة، والحوار بات كأنه مسكوب في فم المشاهد، إذ تم تلقينه للشخصيات ومحاورها ومهماتها ومشاعرها منذ البداية من دون ترك مجال للتشويق أو التسويف. علماً أن المسلسل مؤلف من ثلاثين حلقة، ويمكن تأخير المعلومات حتى بعد أربع أو خمس حلقات، في حين يحضر أداء مبالغ به من قبل قيس الشيخ نجيب، ولا يضفي سحراً على ماغي بوغصن أو مكسيم خليل. وحدها دانييلا رحمة فاجأت المشاهد بأداء عال غير متوقع، ويبدو أنها استطاعت أن تطور أدواتها بشكل جيد.

"النحات" و"الساحر"
ويقف مسلسل "النحات" في ضفة أخرى، إذ يحضرُ التشويق والقصة الملفِتة والأداء الواقعي للنجوم فيه. فالجميع أبطال، ويؤدون أدوارهم بشكل ملفِت، وفي بعض الأحيان أنضج من باسل خيَّاط نفسه بطل الحكاية. أما النص فيرفع من سوية العمل، واللقطات التي يقوم بها مجدي السميري مهمة جداً على الصعيد الإخراجي. وبالانتقال لمسلسل "الساحر"، يبدو أن العمل لا يسحر مشاهديه، بسبب المماطلة في القصة رغم أن العمل لا يتجاوز عشرين حلقة واضحة. ويقدم عابد فهد دوره بنمطية اعتيادية، فلا يضيف جديداً في شخصيته هذه، ولا تغلبُ ثنائيته مع ستيفاني صليبا حتى اللحظة، الثنائية التي قدماها في "دقيقة صمت" بالموسم الماضي.


"نبض" و"يوما ما"
وتسيء شركة "شاميانا" للدراما السورية بمسلسليها "نبض" و"يوماً ما". فمن أولى لحظات العملين اللذين كتبهما فهد مرعي وأخرجهما عمار تميم، يتضح أن الميزانية الضحلة للعملَيْن أثّرت بشكل كبير على فحواهما. فالقصتان هزيلتان، والإخراج لا يرقى لشيء، ويُلقي بأبطال العمل في مستوى رديء، فلا يرفعون المسلسل ولا يرفعهم النص، بالإضافة لأخطاء كارثية في المكياج والديكور والأداء.

"أحلى أيام"
ويهترئ النص في مسلسل "أحلى أيام" منذ الحلقات الأولى، في محاولة فاشلة لاصطناع الكوميديا التي تسقطُ على أيدي أبطال الجزأين الأولين. فرغم البذخ في العمل من ناحية المشاهد والديكورات، خصوصاً أن العمل تم تصوير غالبية مشاهده في الإمارات، إلا أن الأداء هزيل، وواضح أن النص مكتوب بدون أي عناية، إذ يتفوق الارتجال على كل المعايير الأخرى. ورغم أن المخرج عمد إلى ضبط بعض التفاصيل ورفع مستوى النص، لكنه عجز عن رسم الضحكة مع كادر العمل، وحضرت الصورة البصرية الجيدة.

"ببساطة"
وفي الكوميديا أيضاً، يحضر مسلسل "ببساطة"، ورغم مبالغة باسم ياخور في أداء بعض اللوحات واحتكار وجوده في غالبيتها، لكن تحضرُ الضحكة والنقد اللاذع في بعض اللوحات، ليكون المسلسلُ وجبةً خفيفة، يستطيع المشاهد أن يعوّل عليها قليلاً.

"سوق الحرير"
وفي "سوق الحرير" لم تَخْلُ البداية من المبالغة الدرامية، إذ بدأت القصة بولادة زوجتين لرجل واحد في يوم واحد، من دون مبرر منطقي، واتّخذت الأحداث مجرى بطيئاً في طريقة واضحة لمدّ العمل إلى ثلاثة أجزاء. لكن، حضرت الصورة البصرية الملفتة في المسلسل، وخرج الأخوان الملا من عباءة الاحتلال الفرنسي أو العثماني لتدور القصة في الخمسينيات من القرن الماضي حيث النهضة الثقافية والفكرية والفنية لسورية. فتختلف المعطيات والأحاديث والأزياء، إنما القصة تدور حتى الآن بدائرة غير مشوِّقة.


"حرملك"
وفي الجزء الثاني من "حرملك" يحضر النجوم من دون ضجيج. فبعد الاستبشار خيراً بالجزء الأول، إلا أنه لم يحقق النجاح المطلوب. ولاقى الجزء الثاني خفوتاً واضحاً في الأصداء، رغم وجود مجموعة كبيرة من نجوم سورية فيه، وذلك بسبب ضعف القصة وغياب عامل التشويق، وقلة قنوات العرض أيضاً، عكس "بروكار" المسلسل الشامي الذي يعرض على عدة قنوات عربية، وتدور أحداثه عام 1942. ورغم أن العمل يحاول الخروج من نمطية البيئة الشامية من خلال إدراج فكرة الصراع بين المدنية الحديثة قبل الاستقلال والعادات والتقاليد القديمة، إلا أنه لم يستطع الخروج من عنق الزجاجة بتقديم أفكار مبتكرة أكثر أو خلق حالة تشد الجمهور أكثر لمتابعته في حلقاته الأولى.

"مقابلة مع السيد آدم"
يستند مسلسل "مقابلة مع السيد آدم" إلى عنصر التشويق البوليسي كعامل أساسي في جذب الجمهور من خلال جرائم يبدو أنها تدور في شبكة واحدة. ورغم المبالغة في صناعة الأحداث، والدور النمطي الذي يكرره محمد الأحمد. إلا أن المسلسل لاقى رواجاً منذ بدء حلقاته، ويُتابع بشكل جيد من قِبَل الجمهور، لكنَّ الأحداث تمتد لجزء ثانٍ، ما قد يؤثر على الفحوى، ويطيل من فكرة إنهاء القصة، ويغيّب عامل التشويق.
المساهمون