"الجاحظ يلتحق بكتبه"... وفاة صاحب أشهر مكتبة في عمان

03 مارس 2018
توفي صاحب المكتبة الأشهر في عمّان (تويتر)
+ الخط -

"التحق الجاحظ بكتبه"، هكذا نعى أصدقاء، هشام المعايطة، صاحب مكتبة خزائن الجاحظ، الأشهر في العاصمة عمان، والمعروف، بـ"هشام الجاحظ"، الذي توفي اليوم السبت، بحادث سير.

قبل قرابة الشهر، نجا هشام من احتمال الموت، عندما اندلعت النيران في مخزن يتبع لمكتبته. يومها، عبث قط بالمدفاة، فأتت النيران على 10 آلاف كتاب بينها مخطوطات تعود لأكثر من 200 عام.

انكسر قلب الرجل على كتبه، لمس ذلك كل من التقاه بعد الحريق، مع أنه حاول جاهداً أن يظهر متماسكاً، وكان يقول "الحمد لله أن الحريق لم يحدث وأنا داخل المخزن"، وكان يفرحه أن القط العابث نجا أيضاً من الحريق.

تمتد رقعة الصدمة على رحيل معلم من معالم وسط البلد، بحجم التضامن الذي أعقب الحريق، رجل بمذاق الكتب، عاش من أجل نشر الثقافة، منحازاً للفقراء الذين لا يمتلكون ثمن الكتاب رغم امتلاكهم نهم المطالعة.


خلال السنوات الماضية، اشتهرت المكتبة بنظام استعارة الكتب مقابل دينار واحد، فكرة طبقها هشام لحث الناس على العودة إلى القراءة، بعد أن ارتفعت أثمان الكتب وتسببت التكنولوجيا الحديثة بهجرة الكتب.

و"خزانة الجاحظ" واحدة من أقدم المكتبات في عمّان، وقد تكون أقدمها، ويعود تأسيسها إلى أكثر من 120 عاماً.

وفي تصريح سابق له، قال هشام لـ "العربي الجديد" يوم الحريق: "ورثت المكتبة عن أبي، وكانت بدايتها، في مدينة الكرك، جنوب الأردن، في 1893، وكان اسمها صاع خليل الرحمن".

وسرد حينها، أنه في 1921، انتقلت المكتبة إلى مدينتي الخليل والقدس في فلسطين، قبل أن تعود إلى عمّان في 1948 بعد الحرب العربية-الإسرائيلية.

التحق هشام، بكتبه التي أفناها الحريق، مخلفاً وراءه آلاف الكتب التي ستفتقد صاحبها، ومثلها من مرتادي المكتبة.







المساهمون