أعلن فنانون سوريون تضامنهم مع أهالي مدينة معرة النعمان، بينهم مكسيم خليل وعبد الحكيم قطيفان، فيما تخلت سلاف محمد الماغوط عن الوسام الذي منحه النظام السوري لوالدها.
ويقطن في معرة النعمان أكثر من 70 ألف نسمة، معظمهم اضطر إلى النزوح في الأيام الماضية نحو الشمال السوري، بسبب الهجمة الوحشية من طيران ومدفعية نظام الأسد وحليفه الروسي، وسط ظروف جوية صعبة وقاسية، وعدم توفر المأوى في الشمال لمعظم العائلات الذين لا يزالون يفترشون الشوارع أو الأراضي الزراعية.
وكتب مكسيم خليل على صفحته، مذكراً أهالي الشمال السوري بمناقب أبناء معرة النعمان في إكرام الضيف وإغاثة الملهوف وضرورة معاملتهم بالمثل من قبل مستقبليهم: "أهل معرة النعمان أهل نخوة وشهامة.. أهل كرم وضيافة.. (سوريون) فتحوا بيوتهم وحياتهم لكل أخوتهم السوريين من الجنوب إلى الشمال.. كونوا معهم بمحنتهم لا عليهم.. بجانبهم لا ضدهم.. احضنوا أهلكم.. فهم لا يستحقون الضيم كما كل السوريين.. لا يستحقون الضيم.. لا تشاركوا الكون هذا التخلي.. الله يحميكم".
Facebook Post |
وكانت معرة النعمان قد استقبلت المئات من النازحين والمهجرين قسراً من محافظات مختلفة، ولا سيما من ريف دمشق وحمص ودرعا وحلب وغيرها، الذين وجدوا حفاوة كبيرة من قبل أبناء المدينة، لكنهم اليوم يجدون أنفسهم نازحين معهم في طريق النجاة بأنفسهم جميعاً.
وكذلك أبدى الفنان والممثل السوري عبد الحكيم قطيفان موقفاً متعاطفاً مع أهالي المعرة، مشيراً إلى شاعرها أبي العلاء المعري، يبكي أحفاده اليوم على مصيرهم الموجع، بحسب قطيفان. كتب: "يا معرة النعمان يا مدينة الطيبين والأوفياء والصادقين والكرماء والأحرار.. قلوبنا معكم ونبكيكم لعجزنا وألمنا وقهرنا.. كما تبكيكم عيون حارسكم أبي العلاء المعري... في هذه اللحظات المميتة والمريرة التي تعيشون، نتمنى لكم الأمان والسلامة والحياة الحرة الكريمة.. كونوا بخير.."
Facebook Post |
وتخلت سلاف الماغوط، ابنة الشاعر والكاتب المسرحي السوري الراحل محمد الماغوط، عن الوسام الذي منحه بشار الأسد إلى والدها، بسبب الجريمة التي ترتكب بحق أهالي معرة النعمان ومدينتهم، فكتبت على صفحتها: "الوسام الذي أهداه بشار الأسد لوالدي لا أريده.. لا أقبل كوريثة وساما من مجرم.. رداً على أحداث معرة النعمان".
Facebook Post |
وتعد معرة النعمان واحدةً من أعرق مدن الشمال السوري، إذ أخذت شهرتها من أبي العلاء المعري، الذي يلقب بـ"شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء"، أو "رهين المحبسين"، وكان للمعرة دور تاريخي في الأحداث التي مرت على سورية، وكانت من أولى المدن التي انتفضت على نظامي حافظ وبشار الأسد اللذين جعلا منها مدينة مهمشة ومنسية.
ومنذ بدأت الثورة السورية عام 2011، كانت معرة النعمان سباقة للمشاركة فيها، حيث طرد سكانها ومقاتلوها من المعارضة قوات النظام منها، وبذلك خرجت عن سيطرة النظام الذي أمعن في قصفها طيلة الأعوام التسعة الماضية، مرتكباً عشرات المجازر بحق أبنائها، وتتقدم اليوم قوات النظام بدعم روسي نحو المدينة بهدف السيطرة عليها بعد إفراغها من السكان، باستخدام سياسة الأرض المحروقة.