"3 دقائق في 3 أيام": مهرجان سينمائي عراقي مختلف

28 فبراير 2019
مدير المهرجان حكمت البيضاني (الملف الصحافي للمهرجان)
+ الخط -
انتهت الاستعدادات للدورة الرابعة لـ"مهرجان 3 دقائق في 3 أيام"، بين 3 و5 مارس/آذار 2019، في العاصمة العراقية، الذي تُنظمه "مؤسسة بغداد للسينما والفنون". وقال حكمت البيضاني، مدير المهرجان، لـ"العربي الجديد": "رغم أن إنتاج الأفلام السينمائية الطويلة أو القصيرة يشكّل أولوية لصناع الأفلام والمهتمّين بها ومتذوقيها، إلا أن إقامة المهرجانات السينمائية يشكل، هو الآخر، ضرورة لا بدّ منها لعرض الأفلام في تظاهرة سينمائية احتفالية كبيرة"، مضيفًا أن هذا جزء من "استراتيجية" يستند إليها "مهرجان 3 في 3" في نسخته الرابعة. ورأى البيضاني أن المهرجان "يحاول إشاعة مناخ سينمائي، ومنح الفرصة لالتقاء عشاق السينما مع صنّاعها، الروّاد والشباب، لتبادل وجهات النظر حول المنجز السينمائي، كلاسيكياً كان أو حداثوياً، بوصفها إحدى غايات هذا المهرجان، الذي بدأ يؤسّس إطاراً دولياً بمنهجية ملموسة، تتجلّى معطياتها في المشاركة الواسعة لأفلام عالمية، من مختلف المدارس والاتجاهات السينمائية، كدلالة على تميّز المهرجان وتحقيقه سمعة جيدة في أوساط المهرجانات السينمائية، فضلاً عن حضور شخصيات معروفة باشتغالاتها السينمائية". كما أشار إلى أن الحضور الذي بدأ يحقّقه المهرجان في محافل دولية، يتميّز بثلاثياته الشهيرة (3 دقائق، 3 أيام، 3 جوائز، 3 حكام، والافتتاح في اليوم الثالث من الشهر الثالث عند الساعة الثالثة، والبدء بثلاث كلمات افتتاحية فقط لا تتجاوز مدّة كل واحدة منها الدقائق الـ3. 
هذه المعطيات وغيرها ـ التي يُنجزها المهرجان سنويًا ويُصرّ عليها، تعطي نوعاً من الدفق والحيوية للمشهد السينمائي العراقي، الذي يعاني ركوداً نسبياً على صعيد الإنتاج والممارسة والاشتغال، إذ هناك أفلام عراقية تحديداً تُنتج خصيصاً للمشاركة في هذه التظاهرة السينمائية. بالإضافة إلى حرص إدارة المهرجان على دعم الشباب، لتحفيز صنّاع الأفلام منهم على المشاركة بتجاربهم البكر فيه. علماً أن المؤسّسة التي تُقيمه "غير ربحية"، و"لا تتلقّى تمويلاً حكومياً"، لـ"تبنّيها والتزامها خطاً ثقافياً ومهنياً نبيلاً، يصبّ في مصلحة السينما العراقية أولاً واخيراً، رغم كلّ ما يواجهه هذا المشروع من عقبات وعراقيل بيروقراطية ومادية وبدنية ونفسية" بحسب البيضاني. وفي حديثه مع "العربي الجديد"، يشير مدير المهرجان إلى أن "التقاليد السينمائية للمهرجان تلتقي مع الأطر العامة لبروتوكولات المهرجانات السينمائية الدولية، رغم تباين الإمكانات وتفاوتها، ما يجعل المهرجان مصدر فخر لكلّ سينمائي عراقي، وللثقافة السينمائية العراقية".
وعن الجديد الذي ستشهده الدورة الرابعة، قال البيضاني إنّ "الشيء اللافت للانتباه هو مشاركة مكتب حقوق الإنسان في العراق، التابع للأمم المتحدة، في هذه الدورة، بمسابقة خاصة بأفلام تحاكي مبادئ حقوق الإنسان، ضمن الضوابط الخاصة بالمهرجان وشروطه"، مضيفاً أن لجنة تحكيم خاصة ستختار الفائزين.

يُذكر أنه من أصل 877 فيلماً من العراق ودول مختلفة خضعت للفرز، اختير 100 فيلم. علماً أن 20 فيلماً عراقياً ستشارك في مسابقة حقوق الإنسان. أما لجنة التحكيم فتضمّ انتشال التميمي (مدير "مهرجان الجونة السينمائي") والموسيقيّ العراقي نصير شمّة والنمساوية آسلي كيسلال. في المقابل، قال بنجامن كلارك، عن مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة ـ يونامي، في العراق، إنّ الأفلام "ستُدعم داخل العراق وخارجه، فعملية صناعتها تتيح التعرّف على الحياة الثقافية العراقية، وعلى القيود المفروضة على حرية التعبير". كما أنه هنّأ، في حديث لـ"العربي الجديد"، المساهمين جميعهم في كتابة نصوص الأفلام القصيرة وإخراجها، "فالأفلام القصيرة تلك طريقة ممتازة لإبراز القضايا التي تهمّ أي مواطن عراقي، بما في ذلك حقوق الأقليات وحقوق الإنسان عامة".
المساهمون