مخرج "الجزيرة" يكسر المحرمات ويعرض لحظات موت حقيقي

14 سبتمبر 2018
الموت ليس كما يبدو في الأفلام (فيسبوك)
+ الخط -

تسلط الأفلام السينمائية الضوء على الموت بشكل كبير على الشاشة الكبيرة، ويؤدي الممثلون، في كثير من الأحيان، مشاهد الاحتضار بطريقة مقنعة، حتى يكاد المشاهدون يظنونها واقعية، إلا أن العديد منا، رغم ذلك، لن يتخيل فكرة مشاهدة لحظات موت حقيقي في فيلم، ولعل هذا ما أراد المخرج ستيفن إيستوود اكتشاف سببه، كاسرًا المحرمات في فيلمه الوثائقي الجديد، الذي صور فيه عددًا من المرضى في أيامهم الأخيرة.

ويحتوي فيلم "Island" المثير للجدل، مشهدًا مدته 7 دقائق للّحظات الأخيرة لمدير محطة نقل متقاعد يُدعى آلان هاردي، حيث أمضى إيستوود 12 شهرًا في دار عجزة إيرل ماونتباتين في مدينة نيوبورت البريطانية بين عامي 2015 و2016، والتقى أشخاصًا مصابين بأمراض قاتلة، ظهر 4 منهم في الفيلم الذي أطلق اليوم في المملكة المتحدة، وفقًا لموقع "ذا غارديان".

الموت ليس كما يبدو في الأفلام:

وأكد إيستوود أن لحظات وفاة آلان هاردي كانت مختلفة عما يتوقعه الكثيرون، وقال: "كنا نعتقد أن مشهد فراش الموت سيبدو كما في الأفلام، وأن آلان سينطق في لحظاته الأخيرة جملة عميقة تختصر كل فلسفته في الحياة، أو أن عينيه ستومضان بينما ينطفئ عمره أمامه، إلا أنه بدلًا من ذلك ظل يتنفس بشكل متقطع لمدة 7 دقائق كاملة، قبل أن تتوقف رئتاه كليًا عن العمل، ويرحل عن هذا العالم".

وكان إيستوود نائمًا في لحظات وفاة آلان، حيث يمكن سماع شخيره بشكل ضئيل في خلفية المشهد، وقال: "غفوت بالقرب منه قبل 20 دقيقة من وفاته، وكنت قبلها أصور لمدة 38 ساعة، كان موته هادئًا وغير مؤلم، وظلت الكاميرا في وضع التشغيل بعد رحيله، وأثناء غسل الممرضات جسده وتمشيطهن شعره، كان محبوبًا، وعومل باحترام حتى بعد وفاته".


 

الموت من أكثر الأمور طبيعية:

وروى إيستوود أنه كان قد تطوع للتو للعمل في مأوى عجزة محلي، عندما شاهد إعلانًا لمعرض فابريكا في برايتون، يدعو الراغبين في صناعة أعمال فنية عن نهاية الحياة إلى تقديم طلباتهم، وقال: "فكرت حينئذ في ضآلة الأعمال الفنية التي تتحدث عن الموت، مع أنه أمر طبيعي، ويحدث كل يوم، في كل مكان".

وأشار إلى أن تجنب تناول الموت تقريبًا في الأعمال الفنية أمر مثير للاهتمام، كما ذكر أن تاريخ السينما لا يخلو تمامًا من التعامل مع هذه القضية الحساسة، إذ صور كل من الفنانين المعاصرين صوفي كالي وبيل فيولا، لحظات وفاة أميهما.

 

الأفلام الوثائقية التي تناولت الموت بشكل مباشر:

التقى آلان كينغ في فيلمه Dying at Grace عام 2003، بـ5 مصابين بأمراض قلبية ميئوس من شفائها، وصور العديد من المخرجين رجالًا يموتون بسبب الإيدز، كما في فيلمي Silverlake Life وCommon Threads، في حين أظهر فيلم The Bridge المثير للجدل عام 2006، حالات انتحار فعلية لأشخاص رموا أنفسهم من على جسر غولدن غيت في سان فرانسيسكو، بعد أن ثبّت المخرج إريك ستيل كاميرا لتصوير الجسر طيلة عام كامل.

واشتهر المخرج فيرنر هيرتزوغ بأنه الرجل الذي يحدق في الموت وجهًا لوجه، من دون أن ترمش عيناه، إلا أنه على الرغم من ذلك رفض في فيلمه الوثائقي Grizzly Man، وضع الصوت الحقيقي للحظات وفاة عالم الطبيعة تيموثي تريودويل، الذي قتلته دببة كان يراقبها في براري ألاسكا.

 

الخوف من الموت:

ويعتقد إيستوود أن على المجتمعات أن تكون أكثر دراية بالموت وأقل خوفًا منه، إذ قارن المسألة بالنظرة القديمة للولادة، وقال: "لم يكن هنالك العديد من الصور للحظات الولادة قبل 50 عامًا، على الرغم من أنها تعتبر اليوم احتفالا بالأجساد البشرية وبالحياة".

كذلك أشار إلى أن العديد من الناس أخبروه بأن فيلمه جعلهم أقل خوفًا من الموت، وأضاف: "تؤكد العديد من الدراسات أن زيادة إدراكنا لما يحدث لأجسادنا أثناء الموت، تقلل من قلقنا حياله، لهذا تجد الممرضات يتعاملن مع المسألة براحة أكبر، أنا أعلم أنني كتلة حيوية، من المحتمل أن أموت مثل آلان إذا كنت محظوظًا، إلا أنني قد أموت مثل كثيرين جراء السرطان أو مرض القلب".

المساهمون