احتراق "خزانة الجاحظ" في عمّان... نكبة إرث ثقافي

01 فبراير 2018
تأسست المكتبة عام 1893 (تويتر)
+ الخط -

طاولت النيران التي اشتعلت في مكتبة "خزانة الجاحظ"، مساء الثلاثاء الماضي، قلوب مرتاديها، وهي التي استقرت إرثا عمانياً وركناً أصيلاً في الحركة الثقافية.

أتت النيران على نحو 10 آلاف كتاب، ويبين صاحب المكتبة، هشام المعايطة، أن "من بينها كتبا ومخطوطات تعود لأكثر من 200 عام".

نتج الحريق عن انقلاب مدفأة غاز اصطدم بها قط كان المعايطة أدخله إلى مخزن الكتب لينعم بقليل من الدفء. نجا القط الذي ظهر لاحقاً في صورة نشرها المعايطة على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، بينما آلاف الكتب تحولت رماداً، ما أثار حزناً عميقاً في نفس صاحب المكتبة ومرتاديها.

"خزانة الجاحظ" واحدة من أقدم المكتبات في عمّان، وقد تكون أقدمها، ويعود تأسيسها إلى أكثر من 120 عاماً.

ويوضح هشام المعايطة الذي ورث المكتبة عن أبيه أن البداية كانت في مدينة الكرك (جنوب الأردن) في 1893، وكان اسمها "صاع خليل الرحمن".

وفي 1921، انتقلت المكتبة إلى مدينتي الخليل والقدس في فلسطين، قبل أن تعود إلى عمّان في 1948 بعد الحرب العربية-الإسرائيلية.

خلال السنوات الماضية، اشتهرت المكتبة بنظام استعارة الكتب مقابل دينار واحد، فكرة طبقها المعايطة لحث الناس على العودة إلى القراءة، بعد أن ارتفعت أثمان الكتب وتسببت التكنولوجيا الحديثة بهجرة الكتب.

أثار الحريق الذي خلف خسائر تقدر بـ 16 ألف دينار نقاشاً واسعاً بين مرتاديها، واقترح بعضهم مبادرة للمساعدة عبر التبرع بثمن كتاب لصالح المكتبة، لكن هشام وبعد أن شكرهم على "نبل مشاعرهم" أعلن أن "المكتبة لا تقبل الصدقات"، معتبراً أن أفضل شكل للدعم يتمثل باستمرار المواطنين في القراءة ومواصلة انخراطهم في نظام الاستعارة. 

دلالات
المساهمون