سنابل الأقصى

04 مارس 2015
الدبكة الوطنية (العربي الجديد)
+ الخط -
خوفاً على اندثار هويّتهم وحفاظاً عليها، تتنوّع النشاطات والحِرَف الفلسطينية التي تسعى دائماً لتذكير الأجيال بأهمية التراث. وتُعتبر الدبكة الشعبية الفلسطينية واحدةٌ من أهم صور هذا التراث الذي يستند إلى إرث فني وثقافي يمتد زمناً طويلاً عبر التاريخ، محافظةً على استمراريتها وحضورها في المناسبات كافة.

فبعد نكبة 1948، أضحت الدبكة شكلاً من أشكال النضال الوطني، وصار العمل على هذا النوع من التراث يتم بشكل منسّق بهدف نقل حضارة الشعب الفلسطيني وتراثه للمحافل الدولية والعالمية.

"سنابل الأقصى"، فرقةٌ فلكلورية تشكلت من شبان وفتيات يافعين. تقول مشرفة الفرقة إلهام عوض لـ"العربي الجديد": "بدأت الفكرة بتشكيل فرقة فلكلورية سنة 1998، عندما كنت أقطن في منطقة خلدة جنوبي بيروت. كانت تسكن في المنطقة مجموعة من العائلات الفلسطينية مع أولاد تتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة، وكانوا يطالبون بتعلّم الرقص الفلكلوري الفلسطيني، لأن مخيمات بيروت وصيدا بعيدة عنهم".

وتابعت: "من هنا كانت فكرة تشكيل فرقة من أبناء هذه العائلات وبدأنا بعدد 20 طفلاً وطفلة. لم نملك ميزانية استئجار مكان للتدريب، فبدأنا في منزلي يومين أسبوعياً. وبعد ثلاثة أشهر من بدء التدريبات، استطاعت الفرقة إتقان رقصات عدة، وكانت أول مشاركة لهم مع فنانين قدِموا من غزة إلى بيروت حيث رافقتهم الفرقة في الحفلات التي أقيمت في قصر الأونيسكو ببيروت وفي مدينة بعلبك وفي مدينة صور ومخيم البداوي".

وتشير عوض إلى أنّ الفرقة كانت جديدة ومتحمسة، فاستطاعت شق طريقها بين الفرق الفلكلورية الفلسطينية المتواجدة في لبنان. "بعد هذه الحفلات بات للفرقة مقر في منطقة وادي الزينة شمالي مدينة صيدا، كما تم اعتمادها من قبل الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين كفرقة محترفة في مجال الفلكلور والتراث الفلسطيني".

طوّرت الفرقة نفسها من خلال الاضطلاع على رقصات ودبكات الفرق المحترفة في فلسطين، إن من خلال الحركات أو الملابس. شاركت بعدة مناسبات وطنية في مختلف المناطق اللبنانية والمخيمات الفلسطينية، كما شاركت في إحياء خمسة مهرجانات فنيّة في تركيا وكانت عروضها مميزة لاقت استحسان العرب والأتراك، وحصلت الفرقة بعدها على تنويه من السفير الفلسطيني في تركيا.

ومن المحطات المهمة أيضاً، مشاركة الفرقة في مسرحية "مرثيّة فلسطينية" للفنان الفلسطيني عبد عسقول التي تُحاكي نضال الشعب الفلسطيني في خمس محطات رئيسية. كما تمّت ترجمة رواية الجراد في المدينة لـ زكريا تامر بلوحات راقصة قدّمتها "سنابل الأقصى".

وتختم عوض: "مرّت الفرقة بظروف صعبة بعد وفاة مدربهم أسامة أيوب، وأصيب أعضاء الفرقة بالاكتئاب ما أدّى إلى تضاؤل حماسهم، لكن بعد عام تم تكليف المدرب المحترف عبد الكريم عبد الهادي من مخيم شاتيلا بقيادة الفرقة لتعاود نشاطها من جديد". رغم شحّ الإمكانيات الماديّة إلاّ أنّ الفرقة تجهّز عملاً جديداً تحت عنوان "فلسطين في عيون فيروز" وهي لوحات راقصة من أغنيات السيدة فيروز عن فلسطين.
دلالات
المساهمون