"قصر إيطاليا": مبنى صديق للبيئة

29 يناير 2016
قصر إيطاليا (العربي الجديد)
+ الخط -
يُعدّ "قصر إيطاليا" في ميلانو، أوَّل مبنى خرساني "بيئي"، يهدف إلى تنقية الأجواء وتخفيف التلوّث إلى حدّ كبير، وذلك من خلال امتصاص الهواء الملوَّث والانبعاثات السامة.

يؤكِّد الخبراء، أنَّه بإمكان مواد البناء الحديثة والمتطوِّرة التي استخدِمَت لتشييد هذا المبنى النوعي، أنْ تحوِّل غابات الإسمنت التي تجتاح المدن، إلى أماكن أكثر طبيعيَّة وصديقة للبيئة، بحيث يصبح بإمكان المباني امتصاص ثاني أكسيد الكربون وغيره من الملوثات لجعل الهواء أكثر نقاوة. تم افتتاح "قصر إيطاليا" ضمن فعاليات معرض ميلانو الدولي أواخر العام الفائت، ليشكل سابقة عمرانية من شأنها أن تحقق فوائد لا تحصى للبيئة والمناخ.

ويشرح القيّمون على الفكرة أن واجهة المبنى البيضاء هي مزيج من الإسمنت وثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد النيتروجين، الذي يمتص الملوثات ويحولها إلى ما يشبه الملح، الذي يمكن شطفه بسهولة عن جدران المبنى عندما تُمطر.

يمتد القصر على مساحة 9 آلاف متر مربع، وهو يضم ستة طوابق و900 لوحة خرسانيّة ديناميكيّة حيوية لامتصاص الملوثات والضباب. كما أن "قصر إيطاليا" يستهلك أقل بـ 40 في المئة من الطاقة من أي مبنى تقليدي آخر في حجمه، ولا يسهم ولو بواحد في المئة في تلوث الهواء بل على العكس يحد منه.

بحسب المهندس المعماري الرئيسي، ميشيل مول، "أردنا أن يكون المبنى كالشجرة التي تتنفس ثاني أكسيد الكربون وتزفر الأوكسجين". وإلى جانب استخدامها في المباني، يمكن استخدام مواد البناء الجديدة في بناء الطرقات والأرصفة وأي أماكن أخرى تعاني من ارتفاع منسوب التلوث الهوائي.


يُذْكَر أنَّ محتويات "قصر إيطاليا" لا تقلُّ أهميَّة وفرادة عن واجهته البيئيَّة، فهو يضمُّ لوحات وتماثيل وصور عملاقة على الجدران بتقنيَّات ضوئية مبهرة، تحدث الزائرين عن تاريخ إيطاليا وحاضرها ومستقبلها. وتوجد داخل المبنى ثلاث غرف متصلة بعضها ببعض تحت لوحة "طاقة الجمال"، تأخذ زوارها إلى أبرز المعالم والمناطق الإيطالية ضمن جولة بصرية مميزة للغاية، عبر صور وإسقاطات ضوئيَّة فائقة التقنية.

إقرأ أيضاً: وفاة رائد الذكاء الصناعي مارفين مينسكي عن 88 عاما
المساهمون