من عبدالوهاب إلى عمرو مصطفى.. ملحنون يؤدون أغانيهم؟ (فيديو)

28 سبتمبر 2016
بعض الملحنين لا يثقون إلا بأنفسهم (العربي الجديد)
+ الخط -

كلمات الأغنية التي يشدو بها مطرب ما، تنبعث فيها روح الملحن، فتخرج موسيقاه لتعطي معنى ومذاقا خاصا للكلمات. ولأن الملحن الجيد يدرك قيمة ما يقدمه، يبقى حتى آخر لحظة ملازما للمطرب، حتى يتأكد من سلامة نقل ألحانه عبر صوته.

بعض الملحنين لا يثقون إلا في أنفسهم، وأحيانا، قد يندم ملحن الأغنية على الصوت الذي قدمها، فيعيد هو بصوته إنتاجها من جديد، في حين يعمد ملحن آخر إلى تقديم عدد كبير من ألحانه بصوته، ليس تقليلا من شأن المطرب الذي قدمها، لكن لارتباطه باللحن والكلمات.

نستعرض عددا من الملحنين، ممن أعادوا غناء ما لحنوه لمطربين، بأصواتهم الخاصة، في حفلات وتسجيلات صوتية.

1- محمد عبد الوهاب

قدم موسيقار الأجيال عدداً من الألحان المميزة والسابقة لعصرها في ذلك الوقت، ومن أفضل الألحان التي قدمها، قصيدة "لا تكذبي" للشاعر كامل الشناوي. لكن الموسيقار لم يكتف بتلحينها كي تغنيها "نجاة الصغيرة" فقط، بل قام بغنائها بصوته منفردا على العود وتسجيلها على إسطوانة تفوقت على صوت مطربتها الأصلية كما أكد النقاد.

ولأغنية "لا تكذبي" حكايات متعددة صاحبتها منذ بدايتها، فقد أكد الكثيرون أن الأغنية كتبها الشاعر كامل الشناوي في نجاة الصغيرة التي كان يعشقها بجنون، وعندما اكتشف حبها للروائي يوسف إدريس أصابته صدمة نفسية وكتب كلمات القصيدة وهو يبكي، وعندما أسمعها لنجاة في التليفون باعتبارها بطلة القصيدة، تمسكت بها.

ولروعتها غناها كثيرون، ويقال إن عبد الوهاب لحنها لتغنيها نجاة الصغيرة في فيلم "الشموع السوداء" فقط، على أن يمنحها لعبد الحليم حافظ بعد ذلك، وبالفعل غناها عبد الحليم في حفل عام، وهو ما أثار الخلاف بين نجاة وعبد الحليم من جهة، وبين نجاة وعبد الوهاب من جهة أخرى، حيث أشيع حينها أن عبد الوهاب انزعج من طريقة غناء نجاة للأغنية، مشيراً إلى أنها فشلت بصوتها.

وبعد غناء عبد الحليم لها، غناها عبد الوهاب بصوته، حتى إن الناقد الياس سحاب الذي كان منحازا إلى صوت نجاة، أكثر من عبد الحليم، تغير رأيه تماما عندما نزل إلى الأسواق تسجيل ثالث للقصيدة بصوت عبد الوهاب رفقة عوده المنفرد، فصرح قائلا "مسّني عند سماع هذا التسجيل قبس من السحر، كعادتي أمام أيّ عمل متميز لعبد الوهاب، وقلت في نفسي.. هذا هو لحن لا تكذبي، مؤدى كأجمل وأرقى ما يكون الآداء".

ولم يتوقف جدل الأغنية "الأسطورة" عند ذلك الحد، فيبدو أن مؤلفها، أيضا، كان يشعر بأنه هو وحده القادر على إيصال مشاعره المعذبة بكلماته، فقام بتسجيل القصيدة على إسطوانة بصوته تصاحبه موسيقى تصويرية، وبذلك أصبح عدد الأسطوانات المسجلة للأغنية أربعاً.




2- بليغ حمدي

قدم الفنان بليغ حمدي عدداً من الألحان الفريدة لأهم المطربين، ولاقت ألحانه نجاحا مميزا، من أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية ونجاة الصغيرة وميادة الحناوي وغيرهم.

ولما كان الفنان بليغ مميزا في ألحانه التي تحمل طابعا شعبويا وحسا وطنيا، كان كذلك مميزا في إعادة غناء عدد من ألحانه التي تغنى بها كبار المطربين. ولم يكن السبب في ذلك عدم اقتناعه بآداء المطرب، بل بسبب تعلقه باللحن والكلمات ورغبته في الشعور بما شعر به المطرب عند شدوه للأغنية.

أعاد بليغ غناء بعض الأغاني في حفلات في الكويت تصاحبه فرقة موسيقية، ومن بين تلك الأغاني التي أعاد غناءها: "بودعك" التي لحنها للمطربة وردة الجزائرية، و"أنساك" و "الحب كله" التي لحنها لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، و"أنا بعشقك" التي تغنت بها المطربة ميادة الحناوي من ألحانه.






3- محمد الموجي
كانت معظم ألحان الموجي من نصيب عبد الحليم حافظ، ورغم أن الموجي في بدايته كان يود الغناء إلى جانب التلحين، إلا أنه اكتفى بالتلحين للعندليب الأسمر، وكان مقتنعا جدا بآدائه وصوته.

لكن ذلك لم يمنع الموجي من إعادة غناء بعض ألحانه التي غناها حليم، سواء في حفلات عامة كقصيدة "رسالة من تحت الماء" للشاعر نزار قباني، والتي غناها في حفلة كبيرة في المغرب، وأغنية "أحضان الحبايب" للشاعر عبد الرحمن الأبنودي، التي سجلها الموجي بصوته.

وأشيع أن الموجي أعاد غناء بعض ألحانه لعبد الحليم، بسبب الخلافات التي كانت بينهما، ووصلت إلى قطيعة دامت لسنوات، لكن لم يكن هناك تأكيد أو تصريح واضح بهذا الشأن.








4- سيد مكاوي
في بداياته كان مهتما بالغناء على حساب التلحين، وتم اعتماده كمطرب في الإذاعة المصرية، وفي الخمسينيات بدأت الإذاعة تتعامل مع ألحانه إلى جانب غنائه.

كان من أكثر الملحنين الذين غنوا ألحانهم، في حفلات عامة وتسجيلات خاصة على أسطوانات، ومن بين ألحانه التي أعاد غناءها: أغنية "أوقاتي بتحلو" التي غنتها وردة الجزائرية، "قلبي سعيد" والتي غنتها وردة الجزائرية، و "أنا هنا يا ابن الحلال" التي لحنها للفنانة صباح وغناها بصوته في حفل قرطاج عام 1985، بالإضافة إلى عدد كبير جدا من الأغاني التي لحنها لمطربين آخرين.




5- عمرو مصطفى

تميز الملحن عمرو مصطفى بتقديم ألحان متنوعة لعدد كبير من مطربي جيله، ويعد أحد أفضل الملحنين الحاليين. وإلى جانب التلحين، قدم عددا من الأغاني بصوته. غير أنه لم يعد يغني الألحان التي وضعها لمطربين آخرين.

وفي عام 2010، وقع خلاف بينه وبين المطربة شيرين، حين أعلن أنه سيعيد غناء أغنية "مشربتش من نيلها" بصوته، وهي الأغنية التي لحنها لها وغنتها، مشيرا إلى أن السبب في ذلك هو فشل "ملكة الإحساس" في توصيل إحساسها للجمهور، ورغم أنه لم يسجلها بصوته إلا أنه غناها في الكثير من البرامج التلفزيونية.






دلالات
المساهمون