أثمرت الجهود التي بذلتها بغداد خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية عن موقف دولي وإقليمي شبه كامل يدعم إجراءاتها العقابية ضد حكومة إقليم كردستان العراق، وهو ما منح الحكومة العراقية أريحية أكثر في التعامل مع الأزمة وتصعيد سقف العقوبات، لتشمل عمليات طرد لضباط ومسؤولين وأعضاء بالسلك الدبلوماسي، تورطوا في المشاركة بالاستفتاء سواء بتنظيمه أو الاقتراع فيه.
وعلى نحو متسارع يصدر مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بيانات ويتلقى اتصالات هاتفية من زعماء دول أوروبية وإقليمية يعربون فيها عن دعمهم لوحدة العراق.
وأعلن مكتب العبادي اليوم الخميس، عن بحث الأخير في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، "التعاون والتنسيق بين البلدين"، وأكد يلدريم أنّ "أنقرة ملتزمة بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية لتنفيذ كافة الخطوات الضرورية لبسط السلطات الاتحادية في المنافذ البرية والجوية وتوفير المسائل المطلوبة لذلك".
ونقل البيان عن يلدريم، قوله إنّ بلاده "تدعم جميع القرارات التي اتخذها العراق ومنها حصر تصدير النفط بيد بغداد".
كما بحث العبادي هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، موضوع الاستفتاء، وبحسب مصدر سياسي مطلع تحدث مع "العربي الجديد"، فإنّ "العبادي دعا ماكرون إلى التعاون مع بغداد بتطبيق قراراتها ضد إقليم كردستان، والتي تصب بصالح وحدة العراق، وصالح المنطقة".
وأكد الرئيس الفرنسي أنّ "باريس ملتزمة باحترام وحدة العراق وسلامة أراضيه واستقراره"، مؤكداً "رفضه لاستفتاء كردستان".
وأكد المصدر ذاته، أنّ "الحكومة العراقية أجرت اتصالات هاتفية مع عدد من الدول ومنها إيران وروسيا، لبحث موضوع عزل كردستان ومقاطعتها اقتصادياً"، مبيناً أنّ "إيران أبدت استعدادها للتعاون الكامل مع العراق في هذا الإطار، والذي يجب تطبيقه حفاظاً على وحدة العراق".
وأشار إلى أنّ "الحكومة تلقت وعوداً من عدد من الدول، لالتزامها بتطبيق القرارات العراقية، وقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع إقليم كردستان".
في هذه الأثناء قال القيادي في التحالف الكردستاني بأربيل، حمة أمين لـ"العربي الجديد"، إن "الإقليم سيرد على حزمة القرارات التي أصدرتها بغداد خلال 24 ساعة من الآن"، مبيناً أن "كثيراً من القرارات مجحفة وغير دستورية خاصة فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية، ولدينا عدة طرق للجوء إليها من بينها الأمم المتحدة وتدويل القضية على نحو أكبر".
وأضاف أن "قيادات الإقليم ستخرج ببيان موحد كون ما يجري اليوم يستهدف الكرد ككل لا حزباً دون آخر". وقال إن عزم بغداد على استرداد المناطق التي حررتها البشمركة من (داعش) غير وارد بالنسبة لحكومة الإقليم الآن".
وحول الإجماع الدولي على دعم موقف بغداد، قال إن "هناك دولاً تعلن شيئاً وتخفي شيئاً آخر ونحن لا نهتم لهذه المواقف كثيراً".