توسُّع دائرة اعتقالات الأمراء في السعودية... وصمت رسمي

08 مارس 2020
اعتقال الأمراء رسالة لبقية المعارضين لابن سلمان بالعائلة الحاكمة(الأناضول)
+ الخط -
بعد يوم واحد من كشف صحف ووكالات غربية عن حملة اعتقالات جديدة لأمراء في السعودية، على رأسهم الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، شقيق الملك سلمان، وكذا الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، واتهامهم بالتواصل مع قوى أجنبية، من بينها الولايات المتّحدة الأميركية والتخطيط لانقلاب، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مصادر قالت إنها مطلعة ومقرّبة من الديوان الملكي السعودي، عن أن دائرة الاعتقالات توسعت وطاولت أبناءً في العائلة الحاكمة ومسؤولين حكوميين وعسكريين.

وبحسب مصادر الصحيفة، فإن قوات الأمن السعودية اعتقلت العشرات من مسؤولي وزارة الداخلية وكبار ضباط الجيش وغيرهم ممن يشتبه في دعمهم لـ"محاولة الانقلاب" المزعومة.

وكشفت المصادر عن استدعاء وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف، ووالده الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية والابن الأكبر للأمير نايف بن عبد العزيز وليّ العهد السعودي الأسبق، لاستجوابهما من قبل الديوان الملكي في ما يتعلق بالانقلاب.

وأعاد ما وصفته الصحيفة بـ"الاجتياح الأمني" الأخير المخاوف بشأن صحة الملك سلمان، وسعي ابنه محمد في تعبيد الطريق نحو العرش وإزاحة أي عقبات قد تحول دون ذلك.

في السياق، أكد أفراد في الديوان الملكي السعودي، للصحيفة، احتجاز اثنين من الأمراء ومؤيديهم لأنهما كانا يخططان لانقلاب في القصر يهدف - إلى حد كبير - إلى عرقلة صعود محمد بن سلمان على العرش.

وادعت المصادر أن "أفراداً من العائلة المالكة حصلوا على أدلة على المؤامرة التي جرى التحضير لها"، دون تقديم تفاصيل أخرى.

من جهة ثانية، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "حملة التطهير الأمني التي يقوم بها محمد بن سلمان تثير الرعب في جميع أنحاء السعودية".

وذكرت الصحيفة أن بن سلمان سعى بشكل حثيث على مدى السنوات الثلاث الماضية إلى تعزيز قبضته على السلطة.

وكانت صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" قد كشفتا، الجمعة، أن السلطات اعتقلت الأميرين أحمد بن عبد العزيز شقيقِ العاهل السعودي، ومحمد بن نايف ولي العهد السابق، وفتشت منزليهما، واعتقلت أيضاً الأمير نواف بن نايف.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات السعودية بشأن الاعتقالات، حتى الآن، رغم تواصل الوكالات العالمية مع المملكة للتعليق.

رسالة إلى الخصوم

في تفاصيل الاعتقالات، نفى مصدران تحدثا إلى وكالة "أسوشييتد برس"، مزاعم أن تكون عملية الاعتقالات سببها محاولة انقلابية يخطط لها الأمراء.

وأكد أحد المصدرين أن الاعتقالات جاءت إنذاراً إلى جميع أفراد العائلة المالكة من الذين يشعرون بأنهم محرومون حقهم، بالتوقف عن التذمر وبدء دعم القيادة، مبيناً أنه إذا أمكن القبض على الأمير أحمد بن عبد العزيز، فإن أي أمير يمكن أن يكون عرضة للاعتقال.

ووفق المصدر، فإن اعتقال الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف جاء بعد تراكم سلوك كان مستفزاً للقيادة السعودية، مشيراً إلى أن الأمير أحمد بن عبد العزيز تذمر، أخيراً، من قرار إغلاق الحرم المكي بهدف منع انتشار فيروس كورونا.

وذكرت الوكالة الأميركية أن محمد بن نايف معروف ومحبوب من قبل مسؤولي المخابرات الأميركية لتعاونه في مكافحة الإرهاب في السنوات الماضية ضد تنظيم القاعدة. وبصفته رئيساً لوزارة الداخلية، كان شخصية مرعبة ومخيفة أشرفت على ذراع الحكومة الطويلة التي حاكمت المنشقين والمنتقدين للمملكة ورصدوها من كثب وسجنتهم.

وبعد إزاحته عن دور ولي العهد، جُرِّد بن نايف من قوته وجرت مراقبته عن كثب.

وبحسب الوكالة، من المرجح أن تكون عملية الاعتقالات خطوة استباقية لإدارة المخاطر التي قد تحول دون انتقال الحكم من الملك سلمان إلى ابنه، وفقاً لتحليل أجرته مجموعة أوراسيا. واعتبر كلا الأميرين بديلَين محتملَين لابن سلمان.

وأثارت تقارير القمع ضد كبار أفراد العائلة المالكة الذين قد يشكلون تهديداً لصعود ولي العهد البالغ من العمر 34 عاماً على العرش تكهنات مرة أخرى حول صحة العاهل البالغ من العمر 84 عاماً والقدرة على الحكم.

المساهمون