وتخوض القوات العراقية لليوم السادس على التوالي، عمليات تمشيط في صحراء محافظة الأنبار غرب العراق، في خطة لتحجيم خلايا تنظيم "داعش" التي نشطت أخيراً، ونفّذت عمليات خطف وأعمالاً عنف أخرى.
وبحسب بيان لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي، فإنّه "نفّذ عملية استباقية واسعة النطاق بإسناد من قبل طيران التحالف الدولي، بدأت من صحراء الأنبار، دخولاً إلى صحراء زنكورة، مروراً بغرب بحيرة الثرثار، وصولاً إلى صحراء الصينية (صلاح الدين) وإلى صحراء الحضر(نينوى)"، موضحاً في بيان صحافي، أنّه "تمّ خلال العملية مسح وتفتيش كل المناطق، وتطهيرها".
وأشار جهاز مكافحة الإرهاب إلى أنّ "العملية أسفرت عن قتل سبعة من عناصر داعش، كانوا داخل نفق، وهو عبارة عن كرفان مدفون تحت الأرض، استهدفه طيران التحالف بضربة جوية"، مبيناً أنّ "النفق يقع في قرية تل أسود بجزيرة الصينية".
وبحسب عضو مجلس محافظة صلاح الدين محمد الجبوري، فإن الطيران الأميركي قدم إسناداً للقوات العراقية خلال تحركها في سلسلة جبال حمرين ومخمور ومناطق شمال وشرق تكريت وصولاً إلى حقلَي علاس وعجيل النفطيين.
وبيّن أنّ "الصور الجوية والمعلومات تأتي للقوات العراقية عبر الأميركيين إضافة إلى مهمة قصف المواقع التي تعتبر خطرة أو أن هناك احتمالاً بأن تتعرض قواتنا لخسائر في حال الهجوم، لذا يتم حسم الأمر بالقصف من الجو. والأميركيون هم من يتولى ذلك"، لافتاً إلى أن هناك جيوباً مسلحة كثيرة بالمناطق الصحراوية العراقية وهي تشكّل خطراً كبيراً، حالياً، على المدن المحررة القريبة منها.
ويؤكد عسكريون أنّ التنسيق والتعاون العسكري مستمران مع طيران التحالف الدولي، في إطار القضاء على بقايا "داعش".
وقال ضابط في قيادة عمليات الجزيرة والبادية (التشكيل العسكري المسؤول عن صحراء الأنبار)، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقية تنسّق بشكل مستمر مع قوات التحالف الدولي، الذي يقدّم المعلومات الاستخبارية عن تحركات عناصر داعش، وخططه"، مشيراً إلى أنّ "طيران التحالف ينفّذ أحياناً ضربات لتحركات داعش من دون الرجوع للقوات العراقية، بحسب المعلومات التي يحصل عليها، كما أنّه يتحرّك في حال تلقيه طلباً من القوات العراقية لتقديم الدعم لها".
وأكد أنّ "التنسيق والتعاون ضروريان جدّاً، في إطار السعي لتطهير الصحراء من خلايا التنظيم".
وتؤكد قيادة العمليات المشتركة العراقية، الحاجة لقوات التحالف الدولي في العراق، وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، يحيى رسول، في تصريح متلفز: "نحتاج التحالف في استكمال بناء القدرات العسكرية، في مجال التدريب والتطوير واستكمال بناء القدرات العسكرية للعراق، كما نحتاجه لتبادل المعلومات الاستخبارية والتصوير الجوي، وهذا ما يهمنا في المرحلة الحالية".
واستدرك قائلاً: "لكن لا نحتاج جنوداً ومقاتلين من التحالف يقاتلون على الأرض نيابة عن القوات العراقية".
ويأتي ذلك في وقت يثار جدل سياسي في العراق، بشأن قانون لإخراج القوات الأميركية من العراق، تسعى كتل سياسية مقربة من طهران لتمريره، بدفع من قبل بعض الجهات السياسية، بينما يؤكد قادة عسكريون ومراقبون حاجة العراق لبقاء تلك القوات، في ظل ظروف أمنية غير مستقرة في البلاد.