ليبرمان: الحرب القادمة في لبنان ستكون شاملة

31 يناير 2018
ليبرمان: صراعنا هو مع العالم العربي ككل (صفا كركان/الأناضول)
+ الخط -
صعّد وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم الأربعاء، من لهجته ضد "حزب الله" ولبنان، في سياق حديثه عن احتمالات اشتعال مواجهة عسكرية مع الحزب، مؤكدا أن "المواجهة الشاملة ستكون مغايرة كليا، ولن تكون فقط ضد "حزب الله"، بل ضد لبنان ككل".

وجاءت أقوال ليبرمان في خطاب له أمام مركز أبحاث الأمن القومي، إذ اعتبر أن "الحرب القادمة، ووفقا لما شاهدناه في المنطقة، لن تكون قادرة على تحقيق أهدافها بدون مناورات برية واجتياح بري للأراضي اللبنانية، لأنه لا يمكن تحقيق ذلك بدون "أقدام على الأرض"".

وشدد، خلال حوار أجراه معه رئيس المركز، عاموس يادلين، على أن "من الواضح أن "حزب الله" ينشط خلافا للمصالح القومية للبنان، التي يضحي بها خدمة لمصالح إيران.

المواجهة القادمة في حال اندلاعها لن تكون ضد الحزب وحده، بل إن لبنان كله، وجيش لبنان، سيدفعون كامل الثمن"، وادعى أنه يمكن تفادي المواجهة العسكرية من خلال ثلاثة أمور، هي "التصميم والردع واستخدام كافة العوامل الدولية للضغط على إيران، وهو ما يعرفه الجميع اليوم في واشنطن وموسكو".

وأشار ليبرمان إلى أنه "عندما يجري الحديث عن الجبهة الشمالية، فإن ذلك لا يقتصر على لبنان اليوم، وإنما الحديث عن جبهة كاملة تدخل ضمنها سورية، وآمل أن يملك السوريون العقل الكافي لعدم التورط، لكنني لست متأكدا أنهم يملكون القدرة اليوم على قول لا لـ"حزب الله"، ولذلك فإن نقطة الانطلاق عندنا عند الحديث عن الجبهة الشمالية تتحدث عن مجموعة مركبة من العوامل والأطراف، ونبني قوتنا وفقا لذلك.. إننا لا نواجه "حزب الله" وحده، بل أيضا سورية ولبنان، ولدينا حلول جيدة للتعامل مع ذلك".

وقال وزير الأمن الإسرائيلي، إنه "في حال اندلاع مواجهة عسكرية في نهاية المطاف، علما أن أحدا لا يبحث عن مغامرة عسكرية، فإن الهدف سيكون أولا إنهاء القتال بأسرع وقت ممكن، وأن يشمل ذلك حسما واضحا للحرب. العمليات البرية هي أمر معقد، وتستلزم بذل جهد كبير، وأيضا للأسف ضحايا. وفي سياق إسرائيل، فإن هذا الأمر ليس قرارا سهلا، يجب الاستعداد لمناورات برية، دون أن يتم بالضرورة القيام بذلك، ولكن إذا لم يكن هناك مفر سنقوم به، وإذا كان هناك خيار آخر، فذلك أفضل".  

وهدد ليبرمان أنه "في حال حرب قادمة، وإذا اضطر سكان تل أبيب للنزول إلى الملاجئ، فإنه يتعين أن يكون كل سكان بيروت أيضا في الملاجئ، ولن نسمح بتكرار صور من حرب 2006 عندما كان الإسرائيليون في الملاجئ وسكان بيروت على شاطئ البحر.. يجب أن يكون ذلك واضحا للطرف الآخر".

وتطرق إلى الاتفاق النووي مع إيران في ظل تهديد الولايات المتحدة بالانسحاب منه، موضحا أن "الاتفاق مليء بالثغرات، وهي أكثر من الثغرات في الاتفاق النووي مع كوريا الشمالية، لأنه أيضا منح إيران شرعية دولية"، مكررا الادعاءات الإسرائيلية بأن "امتلاك إيران للقدرات النووية يشكل تهديدا لمجمل النظام العالمي، وليس فقط لإسرائيل، بل يهدد أيضا الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج". 

وشدد: "لذلك يمنع التعامل مع الملف باعتباره ملفا إسرائيليا، بل يجب علينا دائما القيام بذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي، واليوم لا حاجة لإقناع دول الخليج بأن إيران خطر مباشر عليهم، ولا العربية السعودية، لم نعد اليوم لوحدنا، وممنوع أن تكون هذه مشكلتنا نحن، بل هي مشكلة دولية".

وتطرق إلى النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، معتبرا أنه "يجب أولا أن ندرك أن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن لا يريد أي اتفاق مع إسرائيل، بل يريد كسب الوقت واستنزاف قواتنا، ويكفي العودة إلى محاولات سابقة مثل مؤتمر أنابوليس.. لن يكون هناك رئيس حكومة إسرائيلي على استعداد لتقديم ما عرضه إيهود أولمرت، وكان كل شيء جاهزا للتوقيع عليه، لكن أبو مازن رفض، وهو يتبنى استراتيجية لكسب الوقت واستنزاف قوة إسرائيل".


وخلص إلى القول إن "ما يجب القيام به الآن هو إدارة الصراع لا غير، وفي أحسن الحالات التوصل إلى اتفاق مرحلي طويل الأمد"، مضيفا: "من يظن أن الصراع هو بيننا وبين الفلسطينيين فهو مخطئ، لأن الصراع هو مع العالم العربي ككل، وهو صراع له ثلاثة مستويات: مع الدول العربية، ومع الفلسطينيين، ومع العرب في إسرائيل. أعتقد أنه يجب التوصل إلى تسوية كاملة تشمل الدول العربية والفلسطينيين والعرب في إسرائيل، وبدون ذلك لا يمكن التوصل إلى تسوية ثنائية مع الفلسطينيين وحدهم".