متظاهرو العراق يجددون رفضهم لعلاوي... وكتل برلمانية تؤكد الاتفاق على منحه الثقة

20 فبراير 2020
تحشيد لتظاهرات مليونية تنطلق غداً (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت ساحات التظاهر في المحافظات العراقية المنتفضة، تظاهرات ليلية حاشدة استمرّت حتى الصباح في بعض منها، جدّدت رفضها تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة، فيما أكدت الكتل الداعمة له الاتفاق على تمرير حكومته الأسبوع المقبل.
ساحة التحرير وسط بغداد، والتي تشهد تضييقاً من قبل عناصر الأمن، شهدت ليل أمس الأربعاء، توافد المئات نحوها، لرفض دعوة علاوي البرلمان لمنح حكومته الثقة الإثنين المقبل، وجدّد المتظاهرون تأكيدهم أن هذه الحكومة لا تمثل الشعب العراقي، وهي مرفوضة من قبل ساحات الاعتصام.
ووجهت "تنسيقيات تشرين"، تساؤلات عبر مكبرات الصوت في الساحات، إلى رئيس الوزراء المكلف، وصفتها بـ"أسئلة غير جدلية لمرشح جدلي"، دعته إلى الإجابة عنها من دون تأخير، متسائلة "هل غاب دور الكتل والأحزاب بعملية تشكيل الحكومة؟ كيف نثق بحكومة تُباع وتُشترى المناصب بها؟ ما الجديد بما يخص الفريق المكلف الجدلي وأين الفريق الكفوء؟ أين الشفافية بتشكيل الحكومة؟ حيث لم يشاركنا المكلف بمعلومات كافية عن خطواته بتشكيل حكومته، وعن المرشحين لحكومته، وهذا يعزز لدينا المخاوف، من أنه كسابقيه لن يخلق قنوات تواصل مع الجمهور؟"، مؤكدة أن "المكلف الذي أراد كسب ثقة المنتفضين، عليه مشاركتهم بخطواته العملية بما يخص تشكيل الحكومة، أي عليه تنفيذ بقية مطالب الانتفاضة".
وعمّت ساحة التحرير تظاهرة واسعة، ردّد فيها المتظاهرون هتاف "ما يسكت صوت التحرير .. وإلي تريدونه ما يصير".


وبدأ ناشطون منذ ليل أمس الأربعاء، بالتحشيد لتظاهرات مليونية تنطلق يوم غد الجمعة، لتجديد الرفض لتكليف محمد علاوي برئاسة الحكومة.
في الأثناء، خطفت مجموعة مسلحة الناشط المدني في ساحات التظاهر، محمد الوشاح، في ساعة متأخرة من ليل أمس، من منطقة الجادرية ببغداد، واقتادته إلى جهة مجهولة.



وشملت التظاهرات الليلية الرافضة لتكليف علاوي، عدداً من المحافظات الجنوبية المنتفضة، إذ شهدت محافظة كربلاء تظاهرات ليلية حاشدة، ردّد فيها المتظاهرون هتافات ترفض علاوي، مؤكدين أن الشعب لا يقبل بحكومة شكلتها الأحزاب السياسية.
واستمرت التظاهرات في المحافظة حتى الفجر، بعدما توافد نحوها المئات من أهالي المحافظة.


كما شهدت محافظة ذي قار، ومركزها مدينة الناصرية، تظاهرات رافضة لتكليف علاوي، وأكد جموع المتظاهرين الذين وفدوا ليلاً إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة، استمرارهم بالتظاهرات السلمية الرافضة لعلاوي وعدم تراجعهم عن مطالبهم، معتبرين أن حكومة علاوي لن تختلف عن سابقاتها التي شكلتها ذات الأحزاب المرتبطة بأجندات خارجية.
والحال لم تختلف في البصرة، التي شهدت ساحة البحرية فيها (وسط المدينة) تظاهرات ليل أمس، رفضت حكومة علاوي، وأكد المتظاهرون أن هذه الحكومة لا تمثلهم، وأن الشعب لن يقبل بحكومة تشكَّل بإملاءات خارجية.
كما شهدت محافظات بابل والقادسية وميسان، تظاهرات مماثلة استمرّ بعضها حتى الفجر، وسط إجراءات مشددة وتضييق على المتظاهرين من قبل عناصر الأمن المنتشرين قرب الساحات والشوارع القريبة منها.

في الأثناء، تؤكد الكتل الداعمة لعلاوي، أنه حصل على أصوات عدد كبير من البرلمانيين، مما يؤهل حكومته لنيل الثقة.
وقال النائب عن تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لفصائل "الحشد الشعبي"، مختار الموسوي، إن "علاوي بات يمتلك الآن أكثر من 200 نائب سيصوتون على كابينته، وأن هذا العدد أكثر من النصف زائداً واحداً الذي يحتاجه لنيل ثقة البرلمان"، مؤكداً في تصريح صحافي، أن "بعض القوى العربية السنية عدلت عن موقفها ووافقت على دعم علاوي للمصلحة العامة".