المعارضة الفنزويلية تحقق أول خطوة في طريق إقالة مادورو

08 يونيو 2016
مادورو يرفض أي شكل لإقصائه عن طريق الاستفتاء(فرانس برس)
+ الخط -
حققت المعارضة الفنزويلية، أمس الثلاثاء، أول نجاح لها على طريق إجراء استفتاء حول إقالة الرئيس نيكولاس مادورو، الذي تتهمه بقيادة البلاد الى الانهيار.

ورفض الرئيس مادورو أي شكل لاقصائه عن طريق الاستفتاء واستبعد أن يشكل ذلك أساساً لحوار مع المعارضة. وقال في خطابه الأسبوعي على التلفزيون الحكومي، ليل الثلاثاء الأربعاء إنّ "خيار استفتاء يمكن أن يؤدي إلى الإقالة لم ولن يكون يوماً أساساً لحوار".

وأضاف أن "أكثر من ثلاثين في المئة من هذه اللائحة (التواقيع) غير قانونية ومثيرة للشبهة" والدعوة إلى استفتاء على الإقالة "غير صالحة".

بعد أسابيع من الضغط، صادق المجلس الانتخابي الوطني الثلاثاء على صحة 1.3 مليون توقيع من أصل نحو مليونين جمعتها المعارضة الممثلة في ائتلاف طاولة الوحدة الديمقراطية التي تشغل أغلبية مقاعد البرلمان. ويتطلب بدء إجراءات استفتاء الإقالة مئتي ألف توقيع كحد أدنى.

وقال المتحدث باسم الائتلاف المعارض للصحافيين خيسوس توريالبا "لدينا التواقيع، لدينا أكثر بست مرات من العدد المطلوب للمضي في الاستفتاء".

سباق مع الوقت

وأوضح توريالبا أن على الموقعين أو قسم منهم أن يؤكّدوا، بحضورهم شخصياً ووضع بصماتهم الرقمية، خيارهم وفق آلية حددها المجلس الوطني الانتخابي. وسيتعين لاحقاً جمع أربعة ملايين توقيع في ثلاثة أيام للحصول على حق إجراء الاستفتاء.

وتخوض معارضة يمين الوسط سباقاً مع الوقت، لأنه إذا جرى الاستفتاء بحلول العاشر من يناير/كانون الثاني 2017 فقد يؤدي إلى انتخابات جديدة. وإلا فإن نائب الرئيس سيحل ببساطة محل مادورو.

وجاءت الموافقة على التواقيع في ختام يوم احتجاجي جديد للمعارضة استخدمت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة كانت متجهة إلى مقر المجلس الانتخابي للمطالبة بالاستفتاء.

وبحسب وكالة "فرانس برس"، فإنّ عناصر الشرطة الوطنية مزودين بدروع وسترات واقية من الرصاص وخوذ استخدموا الغاز المسيل للدموع فيما كان المتظاهرون يقطعون طريقاً في شرق كراكاس.

وتجمع نحو مئتي متظاهر بقيادة المرشح السابق للانتخابات الرئاسية انريكي كابريليس في هذه المنطقة بعدما حال حاجز كبير للشرطة دون وصول نحو ألف متظاهر كانوا يحاولون بدورهم بلوغ مقر المجلس الوطني الانتخابي.

وقال كابريليس للصحافيين: "لم نتعب، النضال مستمر"، في وقت دعت المعارضة مراراً في الأسابيع الأخيرة إلى التظاهر للضغط على السلطات بهدف إجراء الاستفتاء.

وتبدو فنزويلا على حافة الانهيار وسط مواجهة سياسية بين البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة والحكومة الاشتراكية وعلى وقع استياء شعبي مرتبط بالانهيار الاقتصادي لهذا البلد النفطي.

ومع دعوة المعارضة التي يتهمها مادورو بأنها نخبوية إلى تنظيم تظاهرات حاشدة، تشكلت حركات احتجاج عفوية وجرت أعمال شغب في مناطق كانت تعتبر معاقل للمؤيدين لمادورو والرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي وضع فنزويلا على طريق "الثورة" الاشتراكية في 1999.

وعلى الرغم من أن سبعة من كل عشرة من السكان يؤيدون رحيل مادورو قبل نهاية ولايته في 2019 إلا أن التحرك لا يزال محدوداً نظراً للانتشار الكبير للشرطة وانشغال الناس اليومي بتأمين الطعام الذي بات نادراً وانقسامات المعارضة.

ويقوم وسطاء دوليون على رأسهم رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو بمحاولات لجمع السلطة والمعارضة على طاولة مفاوضات، لكن الجانبين عبرا عن تحفظات على الفكرة.