وطالب رئيس الحكومة معين عبد الملك، في اتصالات هاتفية أجراها مع أبزر القيادات العسكرية للشرعية، بضرورة معالجة أي جوانب اختلال قائمة داخل المؤسسة العسكرية، وتوعد بـ"عدم التهاون مع أي تقصير من المسؤولين، وعلى رأسهم القيادات العسكرية والأمنية في أداء واجباتهم والمهام المناطة بهم على الوجه الأمثل".
وهذه هي أول تعليقات لأرفع مسؤول حكومي يمني بعد يومين من سقوط مدينة الحزم في أيدي الحوثيين، وسط مخاوف من أن يفتح الاجتياح السلس لمناطق الجوف شهية الجماعة، وتواصل التوغل نحو محافظة مأرب، التي تعد المعقل الوحيد حاليا للشرعية، خصوصا أن المدن الجنوبية المحررة ما زالت فعليا تحت قبضة المجلس الانفصالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
ووفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد شدد رئيس الحكومة اليمنية، خلال اتصالاته مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وقائد المنطقة العسكرية الثالثة، على "رص الصفوف وتوحيد الجهود، والابتعاد عن الحسابات الضيقة، وتغليب المصالح الوطنية العليا".
وتوحي تصريحات رئيس الحكومة، التي تتحدث عن رصّ الصفوف ومحاسبة القيادات العسكرية المقصّرة، بوجود خلافات عميقة داخل الجيش اليمني ساهمت في تمكين الحوثيين من السيطرة على عدد من مدن محافظة الجوف في وقت قياسي.
وقال رئيس الحكومة إن "المعركة الوجودية المصيرية التي يخوضها الجيش اليمني ضد مليشيا الحوثي تمر بمرحلة حاسمة، وإن الشعب اليمني يعيش أخطر لحظات الصراع مع مشروع إيران وأذيالها"، حسب تعبيره.
وحسب الوكالة الرسمية، فقد اطلع رئيس الحكومة من وزير الدفاع ورئيس الأركان بالجيش اليمني على الاستعدادات الجاري ترتيبها لاستعادة واستكمال تحرير محافظة الجوف، وإلى تقرير عن تطور العمليات الميدانية والعسكرية خلال الأيام القليلة الماضية، والترتيبات الجارية للانتقال إلى "مرحلة الهجوم وردع المليشيات الحوثية التي كشفت للعالم أن اللغة الوحيدة التي تؤمن بها هي لغة السلاح والقوة".
وبعد تزايد السخط الشعبي على الحكومة واتهامها بالتفريط بالجوف والاكتفاء بإدارة الدولة من الرياض، بدأت الحكومة الشرعية بالدفع بعدد من أعضائها إلى محافظة مأرب، بهدف متابعة المعركة عن قرب، والترتيب لاستعادة الجوف.
وقال مصدر حكومي لـ"العربي الجديد" إن وفدا حكوميا مصغّرا، برئاسة وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح، وصل إلى مدينة مأرب، مساء الثلاثاء، وذلك ضمن خطة لعودة كامل الحكومة الشرعية خلال الأيام المقبلة للعمل من المحافظة النفطية شرقي البلاد.
وأشار المصدر إلى أن ترتيبات تجريها السلطة المحلية بمأرب لوصول رئيس الحكومة وباقي الأعضاء، وذلك بهدف توحيد صفوف قوات الجيش الوطني، و"الوقوف على متطلبات معركة تحرير الجوف، أو تأمين مأرب من أي هجوم حوثي محتمل".
والأحد الماضي، سيطرت جماعة الحوثي على مناطق واسعة في محافظة الجوف، أبرزها عاصمة المحافظة، فيما تقود هجوما عسكريا للسيطرة على معسكر اللبنات، وهو أبرز القواعد العسكرية للجيش الوطني بالمحافظة.
وعلى الرغم من الاجتياح كان سلسا من دون قتال، إلا أن مسلحي الحوثي نفذوا انتهاكات واسعة ضد المدنيين والقيادات الموالية للشرعية في محافظة الجوف، حيث قاموا بمداهمة عشرات المنازل وتهجير أكثر من 30 ألف مدني، في مشهد أعاد للأذهان التنكيل الحوثي بالخصوم إبان اجتياح صنعاء قبل أكثر من 5 سنوات.