محافظ نابلس يهدد المطالبين برفع العقوبات عن غزة

16 يونيو 2018
الرجوب تحدث خلال مسيرة لحركة "فتح" (تويتر)
+ الخط -
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمحافظ مدينة نابلس، أكرم الرجوب، وهو يتحدث خلال مسيرة خرجت مساء الأربعاء الماضي في مدينة نابلس، بدعوة من حركة "فتح"، لتأييد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، و"رفض صفقة القرن"، بالتزامن مع دعوات للخروج في مسيرة بنابلس لرفع العقوبات عن غزة، قبل أن يتم إلغاؤها من دون توضيح الأسباب، وبالتزامن مع مسيرة أخرى خرجت في رام الله بدعوة من حراك رفع العقوبات، وقمعتها أجهزة السلطة الأمنية.

الرجوب تحدث بلغة شعبوية، وأطلق تهديدات لكل من "يتطاول على فتح والسلطة"، قائلًا: "مش حنسكتلكم بعد اليوم، يقولوا الي يقولوا، وينشروا الي ينشروه، اللي بدو يتطاول حنلعن أبوه، واللي بدو يشتمنا حنلعن أبوه، والي بدو يتطاول ع كرامتنا مش حنسكتلوا... بكفي".

وأضاف: "هذا الظرف الوحيد اللي احنا بحاجة فيه نكون إيد وحدة، موحدين وقادرين على مواجهة السفلة والاحتلال في آن واحد.. هذا يومكم يوم الفتحاويين، بدهم يقولوا المحافظ خرج عن النص يقولوا".



وعلّق رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عصام العاروري، في حديث لـ"العربي الجديد"، على ذلك بالقول: "إن السيد الرجوب من خلال كلمته هذه، أخل بواجبه كمحافظ، إذ إن المحافظ يمثل السيد الرئيس محمود عباس في محافظته، ويفترض أن يكون على مسافة واحدة من كافة التجاذبات السياسية والعشائرية والاقتصادية وغيرها، وأن تكون وظيفته حماية السلم الأهلي؛ تهديدات المحافظ تخل بواجبه، وتهدد السلم الأهلي".


وأضاف: "كلمة الرجوب وضعته في موقف فئوي وحزبي، وإذا أراد أن يتحدث باسم تنظيم سياسي فليستقل من وظيفته، فضلًا عن ما تلفظ به من ألفاظ وشتائم واتهامات وصلت حد التخوين للمؤسسات الأهلية والقطاع الأهلي الفلسطيني، بالإضافة إلى ذكر معلومات خاطئة فيها تضليل".

وأبدى العاروري استغرابه من أن "هذه التهديدات جاءت تزامنا مع نشر وزارة الشؤون الاستراجية الإسرائيلية تقريرا مسموما بالحقد ضد العمل الأهلي الفلسطيني، في محاولة لنزع الشرعية عن المجتمع المدني، بسبب عمله في مواجهة مخططات الاحتلال وعنصريته في مناطق جيم وفي الساحات الدولية، والنجاحات التي تحققها حملة BDS التي هي حملة مجتمع مدني فلسطيني".

وأشار إلى أن "كلام الرجوب جاء لمحاولة كم الأفواه، ولا يحق له إطلاق مثل هذا التصريح أو التلفظ بمثل هذه الألفاظ التي لا تليق بمكانته كمحافظ"، وأكد العاروري أن هذا "تخوين للناس، وهذا يعني استباحة دم، وبعدما شهدناه من اعتداء على المتظاهرين يوم الأربعاء الماضي في رام الله، لا نستبعد شيئا، وبالتالي نحمل السلطة الوطنية الفلسطينية أي تهديد أو اعتداء يتعرض له أي من نشطاء العمل الأهلي الفلسطيني، بالإضافة إلى أننا نفكر في تقديم شكوى رسمية بعد إجازة العيد للنائب العام".

كذلك، علق الناشط الحقوقي ياسر صلاح على كلام الرجوب، قائلًا: "إن صح التسجيل، فإن حجم التحريض الرسمي الذي جاء خطير وينذر بالتهديد الجسدي لكل من يخرج برأي معارض، أو أي حراك مطلبي شعبي، أو حتى للمؤسسات الفلسطينية التي لم يذكرها بالاسم، وتكمن الخطورة أنه عدا عن التحريض الرسمي، فإنه يدعو شعبياً، في جزء من خطابه، جماهير فتح، على حد تعبيره، الأمر الذي يقوم بكل بساطة بتأليب وتحريض حقيقي لفئة كبيرة من المواطنين أنصار فتح لاستهداف المتظاهرين والمؤسسات الوطنية".

وأضاف: "أعتقد أن خطابه يحمل التهديد والتحريض الواضح للاقتتال الذي يرقى إلى الجريمة، ومن أعلى منصب رسمي، لذا يجب على النائب العام أن يتحمل مسؤوليته في التحقيق في ذلك إن شكل جريمة، وإصدار تعليماته لحماية أي تظاهرة سلمية لحراك ارفعو العقوبات".

أما الصحافي والأسير المحرر عصمت منصور، فطالب من خلال منشور على "فيسبوك" بمحاسبة المحافظ أكرم الرجوب بتهمة "تغذية الكراهية، والتحريض على العنف ضد المتظاهرين المدنيين، للغته وتهديداته التي أطلقها ضدهم".

وأضاف: "من يعتقد أن الهجوم على المتظاهرين وقمعهم بهذا الشكل العنيف يمكن فصله عن لغة التخوين وحملة التحريض التي مورست ضدهم من قبل البعض فهو واهم. العنف يبدأ من اللغة وشيطنة الآخر، جبهتنا الداخلية وتماسكها وحصانتها وتحصينها بالحريات والتعددية والروح الثائرة لا الخانعة هي درعنا الأخير أمام صفقة القرن ومحاولات فرض قيادة بديلة".

دلالات